Friday, May 28, 2010

اليونيفيل تطمئن اللبنانيين: إسرائيل لن تحـارب! تلقت قوات اليونيفيل العاملة في الجنوب طمأنات إسرائيلية إلى أن لا عدوان قريباً على لبنان. لكن ذلك لم يمنع القوات الدولية من تنفيذ مناورة لإخلاء موظفيها المدنيين، بالتزامن مع اتهام سمير جعجع لحزب الله بكشف لبنان أمام إسرائيل
صور ـ آمال خليل
قبل أيام، طلب قادة إسرائيليون من قائد قوات اليونيفيل في الجنوب، الجنرال ألبرتو أسارتا، نقل رسالة إلى اللبنانيين بأن «يطمئنّوا، فإسرائيل لن تشنّ حرباً عليهم!»، حسبما ذكرت مصادر أممية لـ«الأخبار».
ومن المقرر أن يشهد الاجتماع الثلاثي الدوري الذي سيعقد في الايام المقبلة بين ممثلي الجيشين اللبناني والاسرائيلي برعاية اليونيفيل في رأس الناقورة، تشديداً من أسارتا على الطرفين بـ«تعزيز ضمانات اليونيفيل التي تلقتها من جميع الأطراف، بإبقاء الوضع الجنوبي هادئاً وتحت السيطرة عبر الالتزام بما وعدا به قيادة اليونيفيل كل على حدة، بأن الإرادة السياسية في البلدين لا تريد حرباً الآن».
وفي هذا الإطار، طالب مدير الشؤون السياسية والمدنية في اليونيفيل ميلوش شتروغر بتبديد الاجواء الاعلامية التي تبالغ في وصف الوضع الميداني جنوباً، ناقلاً تأكيد الاسرائيليين أن «المناورات التي يقومون بها تجري بعلمنا المسبق، وهي ذات طابع دفاعي يتعلق بالجبهة الداخلية ولا علاقة لها بأي تطورات في المنطقة أو في الدول المجاورة». وعلى ضخامتها، لم تجد الأمم المتحدة «حاجة الى اتخاذ إجراءات غير اعتيادية لمواكبة المناورات، كما لم تستدع تغيير قواعد الاشتباك المعتمدة وفق القرار 1701». وأكد شتروغر أن «جميع الجنود المنتشرين في إطار اليونيفيل، والقادمين من 31 دولة، يعملون وفقاً لقواعد الاشتباك ذاتها».
وبالرغم من أن الحرب قد تحصل فجأة على غرار عدوان 2006، يصر شتروغر على أن «مفتاح الحرب هو القرار السياسي غير المتوفر حالياً»، علماً بأن الجيشين اللبناني والإسرائيلي نفذا خلال الأيام الماضية مناورات عسكرية وتدريبات على التحرك في حال نشوب حرب، من المنتظر اختتامها مساء اليوم. وفيما يقر مصدر عسكري لبناني بأن التدريبات اللبنانية هي أقرب الى «العرض الإعلامي، فإن الاطراف الاخرى، أي المقاومة واليونيفيل وإسرائيل، تستعد جيداً لاحتمال الحرب».
ومن بين الاستعدادات الأممية، مناورة «التوعية الامنية» التي ستجرى لساعتين يوم غد السبت في استراحة صور السياحية، بهدف تدريب الموظفين المدنيين في اليونيفيل وعائلاتهم على كيفية التصرف والإجلاء في حال وقوع حرب. المناورة ليست الاولى من نوعها بل هي دورية ومشتركة بين قوات حفظ السلام في العالم، لكنها في جنوب لبنان، تحصل غالباً خلف أسوار المقر العام لقيادة اليونيفيل. واللافت أن «المناورة من أجل الحماية» المقررة يوم 29 أيار، سوف تنفذ بالتزامن مع اليوم العالمي لقوات حفظ السلام. وللمناسبة استبقت قيادة اليونيفيل الاحتفال يوم امس في الناقورة بعرض عسكري حزين، طغا عليه طيف 96 عنصراً لقوا حتفهم في زلزال هايتي، الى جانب الجنود الـ286 الذين سقطوا في جنوب لبنان خلال تأدية مهماتهم منذ عام 1978.
ولمناسبة مرور 3 سنوات على الاعتداءين اللذين استهدفا قوات اليونيفيل في الخيام والقاسمية، واللذين سقط فيهما 5 جنود من الكتيبة الاسبانية، اضافة الى اعتداء الرميلة اللاحق، أشار شتروغر الى أن بعض منفذي اعتداءي القاسمية والرميلة الصغيرين ألقي القبض عليهم فيما حوكم آخرون غيابياً. وبالنسبة الى منفذي اعتداء الخيام الذي وقع قبل 3 سنوات تماماً، فإن التحقيقات المشتركة الإسبانية ـــــ اللبنانية «السرية لم تنته بعد».
جنبلاط والحسن في دمشق
هذا على الحدود الجنوبية. أما الحدود الشرقية، فقد شهدت زحمة سير من لبنان إلى دمشق التي زارها النائب وليد جنبلاط حيث التقى معاون نائب الرئيس السوري اللواء محمد ناصيف، في حضور الوزير غازي العريضي وتيمور جنبلاط.
بدوره، التقى رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن رئيس فرع الاستخبارات العسكرية السورية في محافظتي دمشق وريف دمشق اللواء رستم غزالي. وبحسب مصادر مطلعة، فإن الزيارة تأتي في إطار التعاون الامني وتبادل معلومات «تمس أمن البلدين، وخاصة منها بعض المعطيات التي توافرت لفرع المعلومات من خلال التحقيق مع موقوفين في لبنان».
جعجع: برّي نقطة ضوء
وفي الداخل، استمر رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع في هجومه السياسي من باب سلاح المقاومة. وبعدما صبّ جام غضبه قبل أيام على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، حوّل جعجع هجومه إلى حزب الله. فبعدما وضع الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله معادلة الحصار الصاروخي لشواطئ فلسطين المحتلة إذا ما حاصرت إسرائيل الشواطئ اللبنانية، اتهم جعجع أمس حزب الله بأنه «يكشف لبنان أمام اسرائيل»، لأنه «يضع البلد في موقع غير موقعه، كرأس حربة في أحد أعتى المحاور في المنطقة وفي واجهة الدفاع عن الجمهورية الاسلامية الايرانية». وكرر جعجع طرحه لأن يدافع الجيش عن لبنان «بواسطة 4 آلاف عنصر هم أكثر تدريباً من أفراد حزب الله»، مشيراً إلى أن «من غير المنطقي أن يُسوّق الرئيس سليمان لحزب الله لتلافي سهامهم».
وفي موقف لافت، وصف جعجع رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه «إحدى أبرز نقاط الضوء التي نأمل منها خيراً لترتيب الوضع اللبناني كما يجب». وبالنسبة إلى مشروع فرض عقوبات على إيران في مجلس الأمن الدولي، ربط جعجع الموقف اللبناني بموقف المجموعة العربية، وبكل من الصين وروسيا، مستغرباً مطالبة البعض بأن يصوّت لبنان ضد العقوبات إذا صوّتت روسيا والصين معها!
ولاقى هجوما جعجع على رئيس الجمهورية وسلاح المقاومة ردود فعل إضافية، كان أعنفها من الوزير السابق وئام وهاب الذي طالب النيابة العامة التمييزية بالتحرك لملاحقة جعجع على خلفية موقفه من رئيس الجمهورية، فيما دعا تيار التوحيد الذي يرأسه وهاب إلى ملاحقة جعجع «بتهمة مناصرة إسرائيل وتثبيط الروح الوطنية». بدوره، رأى لقاء «الأحزاب الوطنية» أن مواقف جعجع «المشبوهة تصب في خدمة العدو الصهيوني».
أما وزير الصحة محمد جواد خليفة، فرأى عقب لقائه رئيس الجمهورية ميشال سليمان أن الأخير «يتصرف اليوم على قدر المخاطر المحيطة بالبلد»، لافتاً إلى أن «انتقاد جعجع لكلام الامين العام لحزب الله بات وسيلة يعتمدها البعض لتأكيد وجوده السياسي، من دون الوصول الى النتيجة المبتغاة».
إلى ذلك، وضع رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون إطاراً مذهبياً للصراع مع إسرائيل، قائلاً إن «سنّة الجبل ودروزه ومسيحييه ليسوا مستعدين أبداً لأن يُمسّحوا تصرفات حزب الله، واذا افتعل مشكلة فعليه أن يتحمّل أوزارها، وأظن أن البيوت هذه المرة ستكون مغلقة»، في إشارة إلى إيواء المهجرين من الجنوب. ورداً على ذلك، سألت أمانة الإعلام في تيار التوحيد عما إذا كان «من باع منزل والده يريد المحافظة على منازل الدروز والسنة والمسيحيين».
الاخبار

No comments:

Post a Comment