Tuesday, July 27, 2010

مصر تستبق زيارة عبد الله باتصالات مفتوحة: منع تكرار 7 أيار!
إسرائيل تستبيح أجواء لبنان ... و1701

لا مشروع لقاءٍ قطري ـ سعودي في بيروت ... وموعد الأسد لم يُحسم

في موازاة الخطاب التهديدي المتجدد من جانب الحكومة الاسرائيلية، توقف المراقبون عند التمادي الاسرائيلي في انتهاك السيادة اللبنانية والقرار 1701، من خلال اختراق
ست عشرة طائرة حربية اسرائيلية معادية الأجواء اللبنانية، بدءاً من التاسعة وعشر دقائق من صباح أمس، وقيامها بالتحليق فوق مختلف المناطق اللبنانية، قبل أن تغادر
تباعاً باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة»، حسب بيان مديرية التوجيه، فيما لم يصدر أي تعليق عن الحكومة إزاء التهديدات والخروق الاسرائيلية.
وجاء هذا الخرق الاسرائيلي، في الوقت الذي كانت فيه قيادة الجيش اللبناني تنشر قوات عسكرية اضافية في منطقة عمل «اليونيفيل» جنوبي الليطاني. وقال السفير الفرنسي
في لبنان دوني بييتون إن رئيس الحكومة سعد الحريري ابلغه أمس، ان قوات اضافية ستنتشر في الجنوب اعتباراً من يوم امس. واعتبر ذلك «تطوراً إيجابياً» سيثمنه شركاء
لبنان في «اليونيفيل».
وقد رفض الجيش التعليق على اعلان بييتون، فيما توقف المراقبون عند مسارعة السفير الفرنسي الى الاعلان عن هذه الخطوة التي تدخل في خانة «السرية التامة» وتتصل
بمسألة اعادة انتشار للوحدات العسكرية اللبنانية انفاذاً لقرار صادر عن مجلس الوزراء. واشار هؤلاء الى أن موقف بييتون ينطوي على محاولة تظهير صورة مفادها ان
الانتشار ما كان ليتم لولا ما قامت به «اليونيفيل» مؤخراً وعلى وجه الخصوص الوحدة الفرنسية، علما أن الفرنسيين تعهدوا عبر قنوات معينة بعدم تكرار ما حصل في
بعض القرى الجنوبية، الأمر الذي عبّرت عنه الرسالة المفتوحة لقائد «اليونيفيل» الجنرال اسارتا.
الى ذلك، يصل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز الى بيروت ظهر الجمعة، آتياً من دمشق بعد لقاء الرئيس بشار الاسد، الذي تردد ان زيارته الى بيروت ستحصل في
وقت قريب «الا ان التوقيت لم يحسم بعد» حسب مصادر واسعة الإطلاع.
ومن المقرر أن يمضي العاهل السعودي خمس ساعات في بيروت، بدءاً من الأولى بعد الظهر وحتى السادسة، وكشف مصدر مطلع لـ«السفير» عن برنامج لقاءات مكثفة سيجريها
الملك عبدالله مع كل من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري، ورؤساء الكتل النيابية. ويقيم الرئيس سليمان مأدبة
غداء تكريمية على شرفه في القصر الجمهوري في بعبدا.
وعكست مصادر وزارية ارتياح رئيس الجمهورية لزيارة الملك عبدالله، ولا سيما أنها تنطوي على أهمية بالغة على مستوى تأكيد الدعم السعودي للبنان والمساهمة في إشاعة
أجواء التهدئة بعد التوتر السياسي الذي ساد في الأيام القليلة الماضية، وقالت لـ«السفير» إن لا موعد لزيارة الأسد الى لبنان، وإن لا خطة بأن يحصل أي لقاء بين
العاهل السعودي وأمير قطر في بيروت، مشيرة الى دخول المصريين على الخط اللبناني عبر اتصالات شملت عدداً كبيراً من القوى السياسية، «تم خلالها الاستفسار عن طبيعة
الموقف في لبنان» على حد تعبير المصادر الوزارية.
واذا كان اللبنانيون وكعادتهم يبالغون في اعطاء ابعاد كبيرة لزيارة عبدالله، فإن السجال السياسي الداخلي استمر على وتيرته التصعيدية، فيما أعلن وزير الخارجية
المصرية احمد ابو الغيط ان الوضع اللبناني سيتصدر المواضيع التي سيبحثها الرئيس المصري حسني مبارك مع الملك عبدالله في مدينة شرم الشيخ غداً، واشار أبو الغيط
في بيان للخارجية المصرية الى وجود تنسيق مصري سعودي مستمر في هذا الشأن. وقال إن تطورات الوضع في لبنان تحظى بأهمية كبيرة لدى مصر من منطلق اهتمامها باستقرار
لبنان وعدم تعرّضه لما يهدد السلم الأهلي فيه.
واذ اعتبر أبو الغيط «ان مسألة التلويح باستخدام القوة في الداخل اللبناني من جانب أي فريق ليست مقبولة»، أشار الى انه «لا يجب السماح بتكرار ما حدث في السابع
من ايار 2008». وقال ان استقرار لبنان ليس لعبة يمكن أن يتلاعب بها أي فريق ولا يجب أيضا أن يكون أداة لتصفية مسائل اقليمية أو دولية».
واشار ابو الغيط الى ان مصر تابعت تشكيل المحكمة الدولية منذ البداية موضحاً ان بلاده تؤمن بأهداف المحكمة وبضرورة معرفة الحقيقة ومعاقبة الجناة، وشدد على ضرورة
عدم التسرع والتخمين والقفز الى استنتاجات تقوض الاستقرار اللبناني الداخلي.
واعتبر أبو الغيط انه «ليس هناك فريق دولي في هذه المحكمة قادر على تعديل مسار عملها»، مشيراً الى أن مصر ستستمر في دعمها للبنان بمؤسساته بما فيه مصلحة اللبنانيين
والدفاع عن مصالحهم واستقرارهم والحيلولة دون تبلور أي تهديدات تؤثر على تماسك جبهتهم الداخلية.
السفير

No comments:

Post a Comment