Wednesday, July 28, 2010

ندوة «الكاثوليكي» تتناول موضوع الهجرة
لحام: ضمانة المسيحيين مرتبطة بشركائهم المسلمين

غراسيا بيطار

ربما عبارة «القطيع الصغير» التي أطلقها البطريرك غريغوريوس الثالث لحام على المسيحيين كأقلية في الشرق هي كل ما أخذه مسيحيو لبنان من هذا التوصيف. والأسوأ أنهم
أخذوه بمعناه السلبي في توظيف سياسي فتبعوا زعامات «ع العمياني» كقطيع كبير أو صغير لا يهم. لتبقى العبارة في وصفها الروحاني الأمثل لـ«شعب» يسلم أمره لخالقه
في مبادئ وقيم تبدو نادرة في هذا العصر، هي الدعوة المبتغاة من ندوة «المركز الكاثوليكي للإعلام»، أمس، والتي ناقشت الفقرة الرابعة من «أداة العمل» لجمعية سينودس
الشرق.
«العودة إلى الإنجيل كفيلة باستمرارنا في هذا الشرق» قال مدير المركز الأب عبدو أبو كسم الذي نادى بتعزيز التعاون المسيحي الإسلامي في المجالات كافة من أجل
بناء «مشاريع سلام تؤسس للعيش المشترك والانفتاح».
ولأنه «سينودس الشرق» فهو «وقفة ضمير لنا نحن مسيحيي الشرق» قال البطريرك لحام. «فهناك نكتب ولكن هنا نسعى»، وخلص «إن ضمانة المسيحيين في الشرق وأمنهم وأمانهم
جميعها مرتبطة بشركائهم المسلمين وليس بروما ولا الفاتيكان ولا الدول العربية ولا أي أحد في العالم». وقال «إن المخاوف لدى المسيحيين ليس الإسلام ولا المسلمين
وإنما إستمرار الصراع العربي الإسرائيلي الذي يعنف المنطقة ويتسبب بهجرة المسيحيين فتفقد الأوطان قدراتها ما ينعكس سلبا على العلاقات الإسلامية المسيحية».
في الندوة التي قدمها المحامي وليد غياض، توقف رئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام المطران بشارة الراعي عند فقرتين من وثيقة «أداة العمل» (96 و97) حيث الإشارة
الى المواطنة المشتركة وهي «من الأسباب الداعية الى الحوار والتعاون في الوطن الواحد وتقاسم اللغة والثقافة عينها والمشاركة المتساوية في الأفراح والآلام....
ويتحتم على المسيحيين والمسلمين في بلداتنا المشرقية أن يتعاونوا ويعملوا معا من أجل تعزيز العدالة الاجتماعية والسلام والحرية».
من رسالتيه الأولى الى الملوك والرؤساء في العالم العربي والثانية الى أساقفته، قرأ البطريرك لحام في السينودس المرتقب في تشرين الأول المقبل قائلا «إنه وقفة
ضمير لنا نحن المسيحيين قبل أن يعقد في روما يجب أن يعقد هنا». وشدد على دور الشباب في الكنيسة «فالكنيسة من دون شباب لا مستقبل لها والشباب من دون كنيسة لا
مستقبل لهم»، لافتا الى أهمية الوعي الى «جوهر السينودس الذي يعني تمسك المسيحيين بدورهم ومشاركتهم في أوطانهم فلا ينعزلوا وإنما يعززوا هويتهم العربية المسيحية».
لافتا الى أن «السلام العادل والشامل والدائم هو مفتاح المستقبل لأجيالنا مسلمين ومسيحيين.
وفي ظل الهزات العنيفة التي تصيب المنطقة ولبنان على وجه الخصوص، دعا رئيس اللجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي المطران سليم غزال الى «تطوير الصيغة السياسية
بحيث يحكمها القانون ويسودها العدل بالتساوي بين الجميع». معلنا الرهان على «استمرار الحضور المسيحي في لبنان والشرق بالوفاق والتفاهم مع إخواننا المسلمين الذين
هم شركاء حقيقيون في القيم الروحية والمصير الوطني واقتلاع كل الرهانات الخاطئة على التحالف الأجنبي». وإذ رأى «أننا ككنيسة لسنا حركة هامشية تدب على أطراف
التاريخ»، رأى الحاجة الى «كنيسة قادرة على التكيف مع واقع الحضارة ومجريات الأحداث ومشاركة في صنع الحدث وجاهزة لمراقبة الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية».

وعلى جرح المسيحيين الأسخن «الهجرة» وضع الدكتور كميل منسى إصبعه فأورد الآتي: عام 1948 كان عدد المسيحيين في مدينة القدس يناهز الثلاثين ألفا فتراجع عام 1967
الى خمسة عشر ألفا وهو اليوم لا يزيد عن ثمانية آلاف. في الأراضي المحتلة خمسين ألفا. في إسرائيل مئة وعشرين ألفا. في الأردن مئتا ألف. وإذ أعاد أسباب تضخم
الهجرة المسيحية الى الاقتصاد والسياسة والمجتمع اعتبر أن «لا مستقبل للمنطقة من دون العيش الواحد فتراجع الحضور المسيحي من حيث العدد وتاليا من حيث الدور هو
كارثة للجميع ومن هنا أهمية السينودس في إدراجه ظاهرة الهجرة ضمن بنوده، داعيا الى تفعيل المبادرات الإسلامية المسيحية المشتركة.
غراسيا بيطار
السفير

Lcf:
أنا هو الطريق والحق والحياة . من يتبعني لا يتعب ابدا .
أخوتي المسيحيين . لا تخافوا . فسلاحكم كلام المسيح في انجيله المقدس . إقرأوه وتمعنوا واتبعوا كلام الله . أحبوا بعضكم بعضا كما هو احبكم . أحبوا اعداءكم وباركوا لاعنيككم . كونوا حكماء كالافاعي وودعء كاحملان . أنتم ملح الارض , إذا فسد الملح فبماذا يملح .

No comments:

Post a Comment