Wednesday, July 28, 2010

شعبان لـ«السفير»: مشاركة الرئيس الأسد تُحسم في ضوء زيارة الملك عبد الله
قمـة بيـروت غـداً: اختبـار سـوري ـ سـعودي جـديـد

أوسـاط الحريـري «تُحيّـد» القـرار الظنـي ... وسيسون تدخـل على الخـط دعمـاً للمحكمة

يملأ اللبنانيون الوقت الضائع الفاصل عن القمة اللبنانية - السورية - السعودية المرتقبة غدا الجمعة في قصر بعبدا بإطلاق التكهنات حول جدول أعمال هذه القمة ونتائجها
المحتملة، من دون أن يملك أحد من المعنيين رؤية واضحة ودقيقة حيال ما سيحمله الزعيمان السوري والسعودي معهما الى بيروت، لا سيما بشأن الاشتباك الداخلي حول القرار
الظني.
وفيما قالت المستشارة الإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان لـ«السفير» إنها تتوقع أن تتضح اليوم الصورة النهائية للقمة بحيث يتقرر ما إذا كان الرئيس بشار الأسد
والملك عبد الله سيأتيان معاً إلى بيروت، في ضوء نتائج زيارة الملك السعودي اليوم الى دمشق، علم أن الدوائر المختصة في رئاسة الجمهورية وضعت أكثر من سيناريو
بروتوكولي للقاءات يوم غد، تحسبا لكل الاحتمالات.
وإلى حين أن تتبلور الرؤية، نصحت مصادر مطلعة بعدم الرهان كثيرا على القمة الثلاثية المرتقبة، لإنهاء الأزمة الطارئة، مشيرة إلى أن المعطيات المتوافرة لا توحي
بأنه سيكون لديها قدرة على إيجاد حل حقيقي، وبالتالي فإن مفعولها العملي قد لا يتجاوز حدود تبريد التوتر أو إعادة صيانة ضوابطه.
وأبلغ مصدر وزاري «السفير» أن نقاشات القمة ستتناول الى جانب موضوع المحكمة تطورات المنطقة وواقع عملية التسوية مع اقتراب نهاية المهلة الممنوحة من الجامعة
العربية لاستئناف المفاوضات، وإمكانية ان يرفع الامر الى مجلس الامن حيث سيكون للبنان دور فاعل انطلاقا من وجوده في المجلس.
وعشية الحدث المنتظر، توجهت الأنظار امس نحو شرم الشيخ على قاعدة «إذا أردت ان تعرف ماذا سيجري في لبنان الجمعة، عليك أولا ان تعرف ماذا جرى في مصر الأربعاء
«حيث التقى الرئيس المصري حسني مبارك الملك السعودي عبد الله، وناقش معه الوضع اللبناني المتأزم الى جانب المسائل الاقليمية الاخرى.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن «المباحثات شملت الأوضاع في لبنان وحاجته إلى نبذ الفرقة بين جميع طوائفه وتحقيق الأمن والسلام لشعبه».
وما زاد من إلحاح السؤال حول النتائج الفعلية لمباحثات شرم الشيخ هو تسرب معلومات حول موقف مصري سلبي، وغير متعاون، بخصوص احتواء ملف المحكمة الدولية والقرار
الظني، الامر الذي قد ينعكس سلبا على قوة الدفع السورية - السعودية الهادفة الى تطويق التوتر الداخلي المستجد على خلفية توقع صدور قرار ظني يوجه أصابع الاتهام
الى عناصر في حزب الله.
أما بالنسبة الى الزيارة المتوقعة للرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى لبنان، فقد أبلغ السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن أبادي عددا من الإعلاميين ان الزيارة
التي كانت مرجحة قبل شهر رمضان قد أرجئت الى ما بعد عيد الفطر.
وكما هي العادة في اللحظات الساخنة، دخلت السفيرة الاميركية في بيروت ميشيل سيسون على خط التحريض، وأكدت بعد لقائها رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية»
سمير جعجع «دعم الولايات المتحدة بشكل مطلق للمحكمة لأنها تعتبر ان المحكمة تتمتع بخبرة عالية رفيعة المستوى في العمل القضائي».
كما أكدت سيسون ان «الادارة الأميركية ستقدم كل ما يلزم لدعم الحكومة اللبنانية، من أجل بسط نفوذها وسلطتها على كامل الأراضي اللبنانية للحفاظ على السلم الاهلي».

مجلس الوزراء
وفيما تلقى الوزراء دعوة الى المشاركة في غداء مشترك على شرف الملك السعودي والرئيس السوري عند الثانية بعد ظهر غد في القصر الجمهوري، عقد مجلس الوزراء جلسة
في السرايا الحكومية برئاسة الرئيس سعد الحريري الذي تمنى اختصار النقاش السياسي في الجلسة وشدد على ضرورة الحوار وأخذ الأمور بتعقل وصون وحدة اللبنانيين، وأدان
التهديدات الأخيرة التي أطلقها وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك ضد لبنان.
وخلال الجلسة أدلى الوزير عدنان السيد حسين
المصنف في خانة فريق رئيس الجمهورية بمداخلة قال فيها: نحن لا نوافق على اتهام حزب الله بأي شكل باغتيال الرئيس رفيق الحريري. هذا الامر مرفوض
ومن شأنه تعريض الامن الداخلي لخطر مريع، كما انه لا يجوز قبل صدور القرار الظني ان يُوجه مثل هذا الاتهام الى طرف داخلي، يُشاركنا مجلسي النواب والوزراء ويمثل
حركة مقاومة.
كما دعا الى الإقلاع عن لغة التخوين، مطالبا من يملك معطيات صحيحة وموثقة بهذا الشأن أن يرفعها الى الجهة القضائية الصالحة او الى رئيس الجمهورية.
أوساط الحريري: لا فتنة
وبينما استؤنف التواصل بين حزب الله ورئيس الحكومة من خلال اللقاء الذي عقد امس الاول بين الرئيس سعد الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين
الخليل، قالت اوساط تسنى لها الاطلاع على أجواء اللقاء انه يعكس من حيث الشكل كسرا للجليد وانفتاحا متبادلا على الحوار، ولكنه لم يحقق في مضمونه أي اختراق سياسي،
والامور ما زالت تراوح مكانها في ظل تمسك الحريري بمواقفه المعروفة من المحكمة والقرار الظني وعدم استعداده حتى الآن لاتخاذ أي مبادرة نوعية تسحب فتيل الأزمة.

إلى ذلك قالت أوساط الرئيس الحريري لـ«السفير» ان أهداف زيارة الملك السعودي الى لبنان تتمحور حول أمرين أساسيين: الملف الفلسطيني الذي وصل الى مفصل قد يؤدي
بعملية السلام إما الى الفشل الذريع وإما الى تقدّم جدي، ونزاع إيران مع مجلس الأمن والمجتمع الدولي وهو موضوع موجود في قمة جدول النقاشات العربية في الجولة
السعودية.
ولفتت الاوساط الانتباه الى ان القرار الظني يتخذ من قبل المدعي العام والمحكمة ولا يصدر عن اشخاص آخرين، «ولذلك لا نضع الزيارات في إطار البحث في القرار الظني
لان هذه الزيارات ليست لبلمار أو لقضاة معينين، وإذا اهتم الرؤساء والملوك فالأمر طبيعي في إطار السجال الحاصل، لكن القرار الظني لا يتخذ بهذه الطريقة ولا من
قبل هؤلاء المسؤولين على أهميتهم في المنطقة بل هو من اختصاص المحكمة فحسب».
واستبعدت الأوساط إمكان وقوع فتنة شيعية ـ سنية، «لأنه لا الشيعة يرغبون فيها ولا السنّة أيضا، ومهما كان القرار الظني فلا توجد أرضية سنية مهيأة لأي رد فعل
يندرج في خانة الانتقام، لأن المزاج السني لا يشبه ما كان عليه منذ 5 أعوام حين كان التوتّر في قمّته».
السفير

No comments:

Post a Comment