Saturday, July 24, 2010

إسرائيل تدعو الحريري إلى عدم التنازل عن دم أبيه
يحيى دبوق
بعد تأكيد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكينازي، أن لبنان سيشهد توتراً وصراعاً في أيلول المقبل، على خلفية اتهام عناصر من حزب الله بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أمس، أن القرار الاتهامي سيصدر على دفعتين، وسط تقارير إسرائيلية تحريضية بلغت حد مهاجمة أداء الرئيس سعد الحريري.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أن المدعي العام للمحكمة الدولية، دانيال بلمار، سيصدر قراره الاتهامي على دفعتين: «الأول يتضمن أسماء ثلاثة إلى خمسة عناصر من حزب الله، بوصفهم مذنبين في عملية الاغتيال، فيما يصدر القرار الثاني مع نهاية العام الجاري، ويتضمن نحو 20 مسؤولاً وعنصراً من الحزب، بوصفهم مشاركين في الاغتيال». ونقلت الصحيفة تقديراً لمصدر في الاستخبارات الإسرائيلية يتماثل مع تقديرات جهات في لبنان، بأن «المواجهة الداخلية بين السلطة اللبنانية برئاسة سعد الحريري وقيادة حزب الله، تسبب شرخاً في العلاقات الوثيقة بين إيران وسوريا»، بل إن المصدر الإسرائيلي نفسه قال إن «الحرس الثوري (الإيراني) يقدّر بأن الرئيس السوري بشار الأسد، يعتزم التخلي عن حزب الله، كي يتمكن من إعادة السيطرة السورية على لبنان».
وتوقفت صحيفة هآرتس أمام حديث الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، وتأكيده أن الحريري أبلغه بأن المحكمة الدولية ستتهم عناصر من حزب الله، مشيرة إلى أن «الحديث كان مفاجئاً، وإذا كان كذلك، فإن الحريري على وشك أن يثبت أن العلاقات السياسية أهم من الدم، فالبقاء السياسي والشخصي لرئيس حكومة لبنان، على ما يبدو، أهم لديه من الدفاع عن كرامة العائلة».
وفي مسعى تحريضي واضح، قالت الصحيفة إن زيارة الحريري لدمشق، تأتي في إطار «الفهم بأن مستقبله يمكن أن يكون مشابهاً لأبيه إذا اختار أن يدعم ادعاء المحكمة الدولية». وبحسب الصحيفة «يبدو أن الحريري يريد قطع العلاقة بين المتهمين المحتملين وحزب الله، ويأمل من ذلك منع إسقاط الحكومة، ومنع اندلاع معارك طائفية في لبنان».
وعلى غرار يديعوت أحرونوت، نقلت هآرتس عن جهات قالت إنها على علاقة بالتحقيقات الدولية، أن «لوائح الاتهام ستصدر بين أيلول ونهاية العام الجاري»، مشيرة إلى أنها «المرة الأولى التي سيذكر فيها المدعي العام بوضوح، أسماء عناصر من حزب الله، ومن الدائرة المقربة من نصر الله»، ومن بينهم من وصفته بـ«رئيس شبكة الإرهاب العالمية التابعة لحزب الله عماد مغنية».
وذكر محلل الشؤون العربية في الصحيفة، آفي زخروف، أن «هناك مخاوف مشتركة لإسرائيل ومعسكر الرابع عشر من آذار، المعادي لحزب الله، من قيام الحزب بعمل استفزازي، ولهذا السبب فإن اسرائيل تستعد لمواجهة ذلك».
وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية قد استضافت أمس، رئيس «المنتدى الإسرائيلي لأمن المعلومات»، آفي فايسمان، الذي أكد أن «من الممكن الوصول إلى معلومات عن كل المشتركين في شبكة الخلوي، بدءاً من المعلومات الشخصية التي يمكن الحصول عليها بسهولة، مروراً بالمعلومات الموجودة داخل الهاتف، وصولاً إلى التنصت على المكالمات». وبحسب الخبير الإسرائيلي، «يمكن تحويل جهاز الهاتف، ليصبح جهاز تسجيل وتصوير فيديو وجهاز جي بي اس، يحدد مكان وجود مستخدمه على نحو دقيق».
وقال محلل الشؤون العسكرية في القناة، ألون بن دافيد «أستطيع أن أستخدم جهاز هاتفك لدقيقة، وأن أزرع بداخله برنامجاً، ومنذ تلك اللحظة يتحول الهاتف إلى ميكروفون متحرك، يبث من جهة أخرى». وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن «ضباطاً من الطائفة الشيعية، مؤيدين لحزب الله، عُيّنوا في الفترة الماضية في مناصب رفيعة المستوى في الجيش اللبناني»، مشيرة إلى أن «أحد هؤلاء الضباط، (العميد فؤاد هيدموس) هو القائد الجديد للواء التاسع المنتشر في القطاع الشرقي من الحدود اللبنانية الإسرائيلية»، وبحسب الصحيفة، «منذ تعيين هذا الضابط قبل بضعة أشهر، تزايدت عمليات إطلاق النار باتجاه الطائرات الحربية الإسرائيلية، التي تخرق الأجواء اللبنانية».

عدد السبت ٢٤ تموز ٢٠١٠
الاخبار

No comments:

Post a Comment