Wednesday, July 28, 2010

الحريري منزعج من التسريبات... وفرنجية من الحملة على المقاومة
...وأخيراً رئيس الحكومة في ضيافة زعيم «المردة» في بنشعي:
سياسة وصيد و«كبة زغرتاوية»... وتفادي الانزلاق لـ«المهوار»

حسناء سعادة

بنشعي :
على الرغم من انها كانت مرتقبة منذ اشهر، الا ان زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى بنشعي، أمس، شكّلت خطوة ايجابية في تمتين علاقة كان البعض يراهن على انها
دخلت حالة من المراوحة لاسيما ان الاجتماعات التي كانت توصف بالايجابية كادت ان تنقطع مؤخراً بين رئيس تيار «المرده» النائب سليمان فرنجية والرئيس سعد الحريري
حيث انعدمت تقريباً اللقاءات المباشرة، بعد تأليف الحكومة الحالية، الا ان التواصل استمر من خلال وزير «المرده» في الحكومة يوسف سعادة.
استمرت زيارة الحريري الى بنشعي حوالى اربع ساعات ونصف الساعة، وتخللتها خلوة بينه وبين فرنجيه امتدت على مدى ساعتين، وقالت مصادر مشاركة في اللقاء بانه تم
طرح مختلف الامور المتفق عليها أو المختلف عليها بانفتاح انطلاقا من تأكيد الطرفين على ان المرحلة دقيقة وتستوجب المزيد من التنسيق، كما تم الاتفاق على ابقاء
الاتصالات مستمرة خصوصاً ان المرحلة السابقة شهدت فتوراً بين الرجلين بفعل غياب التنسيق والتواصل المباشر.
وصل الحريري الى دارة فرنجيه في بنشعي عند الساعة الثانية بعد الظهر وابدى فور نزوله من السيارة اعجابه بالمكان وحظي باستقبال حار من قبل رئيس تيار المرده الذي
كان في انتظاره في باحة دارته الخارجية، يحيط به الوزير يوسف سعادة ونواب كتلة لبنان الحر الموحد اسطفان الدويهي، سليم كرم واميل رحمة بالاضافة الى النائبين
السابقين كريم الراسي وفايز غصن وعضو المكتب السياسي رفلي دياب فيما رافق الحريري النائبان سمير الجسر وعاطف مجدلاني ومستشاره هاني حمود.
لقاء «اكثر من ودي» بين فرنجيه الحريري قيل خلاله الكثير على الرغم من ان احداً من المجتمعين لم يرغب بالادلاء باي تصريح الا ان الحديث عن جمال المنطقة وامكان
الصيد داخلها تشعب وصولاً الى السياسة والخلافات السابقة التي باتت منسية تقريباً لدى الطرفين اللذين اجمعا على فتح صفحة جديدة وتمتين العلاقة واستكمال المباحثات
في جولات حوارية لاحقة.
وحسب المكتب الاعلامي للحريري «جرى خلال الزيارة بحث التطورات الأخيرة داخليا وإقليميا، إضافة إلى الجهود الرامية لتعزيز مناخات الحوار بين جميع الأطراف السياسية
لما فيه مصلحة لبنان».
وافادت مصادر شاركت في اللقاء انه تم التطرق الى موضوع المحكمة الدولية وانعكاسات قراراتها على الساحة الداخلية بالاضافة الى ضرورة تهدئة الاجواء بشكل عام وابعاد
التشنجات التي من شأنها ان تقلق بال المواطن وانه اذا كان هناك اي سوء تفاهم بين السياسيين يجب ان يعالج بالحوار وبعيداً عن التراشق الاعلامي والسياسي.
وقالت أوساط «تيار المرده» إن النائب سليمان فرنجية أبدى للحريري حرصه على «دم رفيق الحريري» وضرورة عدم تجهيل الفاعل في عملية الاغتيال، وتم الاتفاق بين الرجلين
على العمل لعدم ذهاب البلد نحو «المهوار». وشددت أوساط «المرده» على ان فرنجية لمس حرصاً من الحريري على حماية البلد وعدم تعريضه للاهتزاز.
اجواء اللقاء الايجابية انعكست ايضاً ارتياحاً ومودة لافتة من قبل الرئيس الحريري على طاولة الغداء بحضور الوفدين، وتذوق رئيس الحكومة خلالها الكبة الزغرتاوية
وارتوى من مياه اهدن العذبة وغادر وسط اجراءات امنية مشددة اتخذها الفريق الأمني لفرنجيه وعناصر حمايته حفاظاً على الضيف الذي سلك الطريق باتجاه بنشعي على خطى
والده الذي كانت انطلقت صداقته بفرنجيه اثر الزيارة الشهيرة الى عرين «المرده».
وعلمت «السفير» ان زيارة الحريري الى بنشعي كان قد اتفق عليها مع فرنجية خلال الجولة الأخيرة لمؤتمر الحوار، بعدما الح رئيس الحكومة على الزيارة للغداء في بنشعي،
فرحب فرنجية، واتفقا على الموعد.
وقالت مصادر متابعة أن الزيارة كسرت كل الحواجز والتباعد بين الرجلين على الصعيدين الشخصي والسياسي، حتى ان فرنجية قال للحريري ممازحا: «ان شاء الله ما يكون
حلفاءك متضررين من هذه الزيارة»، في اشارة منه الى رغبته بالا يتأثر الحريري بمواقف بعض حلفائه السلبية.
وذكرت المصادر ان الخلوة الثنائية الطويلة بعد الغداء، تركزت على الخلاف الحاصل حول موضوع المحكمة الدولية والتسريبات الاعلامية والسياسية عن اتهام لعناصر من
حزب الله باغتيال الرئيس رفيق الحريري، اضافة الى الزيارات المرتقبة لزعماء سوريا والسعودية وايران وقطر الى لبنان.
وفهم ان الحريري ابدى انزعاجا من التسريبات المتعلقة بعمل المحكمة والقرار الظني ومن ردود الفعل عليها من دون التواصل معه، وقال: لا مشكلة في المحكمة، ونحن
نريد حلا ولا نريد تأزيم الوضع، وربما يكون هناك سوء تفاهم ولكن ليس هناك سوء نية. ونحن لا نسعى الى ضرب المقاومة بل العكس نحن نعتبر ان أي كلام اسرائيلي تهديدي
انما يستهدف لبنان كله وليس المقاومة فقط، لذلك يجب ان نتصدى له مجتمعين وموحدين.
اما فرنجية فقد اوضح أن التسريبات الخطيرة في موضوع القرار الظني والاتهامات والحملات على حزب الله هي التي ادت الى تصعيد الموقف.
وفهم ان النقاش بين الرجلين توصل الى ضرورة معالجة هذه الازمة بالحوار والتفاهم.
واشارت المصادر الى أن الطرفين كانا متفقين على أهمية تفعيل العمل الحكومي في المرحلة المقبلة.
السفير

No comments:

Post a Comment