Wednesday, July 28, 2010

جمعيات عمومية مناطقية في آب وأيلول تمهد لانعقاد الجمعية المركزية في تشرين
«النفضة الاشتراكية» تنعش «الأغصان الفتية» ولا تبدد الاعتراض

كلير شكر

يخصص رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعضاً من ساعات روزنامته السياسية الطويلة، لشؤون حزبه. يحرص على المتابعة الدقيقة للعناوين العريضة للورشة الداخلية،
ويبتعد قدر ما يستطيع عن التفاصيل التنظيمية الضيّقة تاركاً إياها لأصحاب الاختصاص.
يستدعي جنبلاط بعض المسؤولين الحزبيين، وفي مقدمهم «وزراء داخلية» الحزب، بشكل دوري أحياناً، واستثنائي أحياناً أخرى، يزوّدهم بـ«مونة» الإرشادات، ويعود إلى
وضعية المراقب. يستمع إلى «تقاريرهم» عن تطوّر «الورشة»، يوصيهم بنقل الصورة كما هي، من دون «تلميع»، أو تخفيف من «سوداوية» المشهد. لا يوجد مشهد حزبي واحد.
في القرى الدرزية البحتة خصوصيات العلاقة مع باقي أطياف المشهد الدرزي مثل الجو اليزبكي والجو القومي وفي أماكن محدودة «الوهابيين» (نسبة لوئام وهاب). في القرى
السنية في الاقليم خصوصية مختلفة متصلة بمحاولة الحفاظ على «الارث» وعدم الاستكانة الى من يريدون «مذهبة» هذه «القلعة القومية» التاريخية. في القرى المسيحية
ـ الدرزية يفتش عن شريك عاقل وفاعل فلا يجده. يعود مجدداً الى جماعة «اللقاء» وهو المدرك قبل غيره أن التعقل من دون فاعلية لا قيمة له. حضور رمزي مستمر في الجنوب
وأكثر رمزية في الجنوب والشمال والبقاع..
«يدفش» وليد جنبلاط باتجاه ترجمة خطابه السياسي الجديد. تزعجه الأخطاء غير المبررة، من هنا أو هناك، لكنه يأمل بأن تبثّ «النفضة» المستحدثة، الحماس في أذهان
الشباب لدفعهم للانخراط في الورشة الحزبية... لكن اللافت للانتباه أن تيمور جنبلاط، المفترض أن يكون أول المتحمّسين، لا يبدو متحمّساً حتى الآن، كما يقول المقربون
من العائلة، ذلك أن هذا الشاب المكتمل نضوجه الأكاديمي، يواجه مشكلة تكيف في ضوء عدم مغادرته معادلة المقارنة بين ما تعلمه وعرفه في الغرب وبين ما ينبغي أن
يفعله في النموذج اللبناني. لذلك، يبدو أن عليه أن يغرق أكثر. أن يتعلم أكثر وأن ينتظر أكثر.
منذ الثاني من آب 2009، يوم قرر وليد جنبلاط إلزام حزبه بالانتفاض على ذاته، للخروج من «وضعية» الارتخاء التي تصيبه. أدرك حاجته الى ضخّ أوكسيجين الشباب، كي
يتمكّن من مجاراة اندفاعة «رأس الهرم»، وديمومة حركته وحراكه. لا بدّ من «هزّ الشجرة»، لإسقاط الثمار المنهكة، وبث الحياة في تلك الأغصان الفتية.
جنبلاط متوجس في هذه الأيام، من منحى التطرّف، من الفكر الأصولي، من «الشحّ الثقافي»، من اللامبالاة الحزبية... والخشية كل الخشية أن تذهب الجهود المبذولة في
سبيل استنهاض الوضع الحزبي سدى، وأن لا تكون الثمار على قدر التعب.
مرض الشيخوخة المبكرة الذي تسلل إلى مختلف التنظيمات والأحزاب اللبنانية، ومنها «الاشتراكي» يثير قلق قيادته. شاهد جنبلاط الشباب يحتشدون في ساحة الشهداء، يتحمسون
للعمل الجماعي، يلبون النداءات السياسية. لكنهم بعد ذلك، عادوا أدراجهم، اختفوا عن المشهد الكبير، وغابوا عن الأنظار.. وعن العمل الحزبي. ولهذا ينصب الاهتمام
على جيل الشباب، على عصب الحزب... على الجامعات والثانويات.
أكثر من أحد عشر شهراً، مرّوا من عمر الورشة التنظيمية، التي يفترض أن تنتهي مرحلتها الأولى قريباً، بالعودة إلى الجمعية العمومية والتي ولدت من رحمها، على
أن تبدأ المرحلة الثانية، بعد إجراء مراجعة تقييمية للانطلاقة المستجدة.
تواضعت الورشة بطموحاتها كي لا تصاب بالإحباط، فنجحت في تحريك المياه الراكدة، من دون أن تخفي مواجهة بعض العقبات، التي لم تفرمل حركتها، وإنما ساهمت في توضيح
الصورة أكثر. وفي تقدير القيّمين على الورشة، فإن أبرز ما حققته في مرحلتها الأولى، يمكن إيجازه على الشكل الآتي:
ـ الالتزام بالمهلة الزمنية التي حددتها لنفسها، ما يعكس جديّة القيادة في تنفيذها.
ـ انجاز الهيكلية التنظيمية على مستوى وكلاء الداخلية، المعتمدين، الهيئات الإدارية للفروع، بانتظار الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة على الهيئات الإدارية غير
المكتملة.
ـ انجاز البرنامج التثقيفي الذي استمر لمدّة ستة أشهر.
في الجوهر، أبرز ما أنجزته الورشة، هو استحداث قنوات تواصل بين القيادة والقاعدة، كانت غائبة أو أقلّه ضعيفة، خلال المرحلة الماضية، كما تركت انطباعاً إيجابياً
في صفوف المحازبين، يعيد الأمل بإمكان استنهاضهم.
حضرت التساؤلات والأسئلة السياسية «المشروعة» على الطاولة المستديرة، انطلقت مسرعة من أذهان الاشتراكيين بعدما كبتت لأشهر في أعماقهم. تركّزت على الأسلوب وليس
المضمون. على وقع الخطوات وليس على «الخيار»... سمعوا بعض الإجابات والتوضيحات، وقد بدا لهم مع الوقت، أنّ التطورات أثبتت صحّة ما ذهب إليه «البيك»، وما الدور
الوفاقي الذي يلعبه الحزب ورئيسه وليد جنبلاط، وخاصة اليوم في موضوع المحكمة الدولية، إلا دليل على صوابية خياراته، كما يقول قيادي حزبي بارز.
«الانتفاضة الجنبلاطية» في السياسة، قد لا تمر من دون أن تخلّف ندوباً على الجسم الاشتراكي. حالة الانكفاء من بعض المعترضين الذين لم يغادروا نفسياً ساحة «ثورة
الآرز»، تنعكس انعداماً للحماس وبعض الهجرة.
قد تحتاج الأمور الى حملة «تنظيف» عبر «تهميش» بعض الصقور على حساب حمائم الحزب. لا يلقى هذا السيناريو تأييداً من وكيل الداخلية يحيى خميس، ففي «القاموس الاشتراكي»،
لا وجود للصقور، بدليل أن «النقلة» بالسياسة لم تستتبع بتشكيلات «انتقامية»، وإن كانت التعيينات التي حصلت غير مثالية أو نموذجية، ولكنها انبثقت من معايير ثلاثة:
الواقع الاجتماعي بمعنى الحضور بين الأهالي في المنطقة، الكفاءة الحزبية والإدارية، قبول القاعدة، وإشراك عنصري الشباب والمرأة. على المستوى القيادي، لم تظهر
حركة التبديلات، تغييراً جذرياً في الوجوه القيادية، وبدا أن الحلقة الضيقة حول جنبلاط، تحافظ على متانتها..
ينفي خميس حصول حالات تمرّد داخلية، نتيجة «التقلبات» السياسية، وما قرارات الفصل التي اتخذت بحق بعض الأفراد إلا نتيجة التباين في وجهات النظر خلال الانتخابات
البلدية الأخيرة، ما استدعى اتخاذ إجراءات بحق حزبيين لم يلتزموا بقرار القيادة.
لتلك الورشة أهداف محددة، أولها التمدّد الحزبي في كلّ المناطق، لا سيما وأن القاعدة الفكرية للحزب التي لا تزال، برأي أهله، قابلة للحياة، تخوله الخروج من
الحلقة الدرزية، علماً بأن التوسّع لا يعكس هاجساً عددياً، وإلا لفتح الحزب أبوابه للانتسابات العشوائية، بقدر ما هو مطلوب انتشار سياسي يستهدف المناطق غير
الدرزية. إلا أن عملية الاقناع لم تعد بالسهولة التي كانت قائمة في السابق، يوم كان الرأي العام يحرّك بالعاطفة، إن محاكاة المنطق أصعب، ولا بدّ من تقديم الدليل
بصوابية الموقف. وثانيها، مواكبة التطور العلمي، الذي قد يتطلّب تحديثاً في «الفكر الاشتراكي»، الذي لا يزال في جوهره قابلاً للحياة، ولكن لا بدّ من درس المتغيرات
الدولية، ومراعاتها، عملاً بقول كمال جنبلاط «عين على المبدأ وعين على الواقع».
هو «عصر الأحزاب»، التي تشكّل «دينامو» أي استحقاق، ومن الطبيعي أن تنصب الجهود على مدّها بالأوكسيجين اللازم لتحريكها. هي ليست «نقزة» من الأحزاب الدرزية الخصمة
وإلا لما كان الحزب قام بكل الخطوات الانفتاحية تجاه هؤلاء. التوقيت لا يرتبط بأي جهد يقوم به الخصوم، وكان يفترض القيام بهذه القراءة النقدية الشاملة، منذ
مدّة، لكنها تأخرت «وأن تصل متأخراً أفضل من أن لا تصل».
يفترض أن تنتهي المرحلة الأولى بعد إجراء جمعيات عمومية مناطقية، من المرجّح عقدها خلال شهري آب وأيلول المقبلين، وهي ستشهد عرضاً للتطورات الحزبية والسياسية،
حواراً مفتوحاً وتقييماً لكل المرحلة، على أن تنتهي بعقد جمعية عمومية مركزية، من المرجح أن تتم في تشرين الأول، لتكتمل الدورة الحزبية. هناك سيصار إلى عرض
تقرير عام للعام المنصرم، واحتمال انتخاب مجلس قيادة جديد، وقد يتم تغيير بعض الهيئات الإدارية التي لم تثبت نجاحها.
وستكون تلك الجمعية انطلاقة المرحلة الثانية من النفضة الحزبية والتي يفترض أن تشهد:
ـ قراءة عميقة للنظام الداخلي، مع احتمال حصول تعديلات طفيفة، من دون المسّ بالجوهر، وقد تطال على سبيل المثال صلاحيات المعتمد الذي يشكّل حلقة الوصل بين وكيل
الداخلية والفرع، استحداث مفوضيات ودمج أخرى...
ـ تفعيل عمل جمعية المرشدين التي لا تضمّ أكثر من عشرين شخصاً، والمرشد هو أعلى رتبة حزبية، بعد العضو المنتسب والعضو العامل.
ـ تفعيل الدائرة السياسية التي ستتولى الكودرة الحزبية للاشتراكيين.
ـ الاستمرار بالتثقيف السياسي مركزياً ومناطقياً.
كلير شكر
السفير
Lcf:
إخواني مواطني الجبل . أيها الشاب تيمور الواعد .
رحم الله الست نظيرة وبارك الله ثراها.
لا تدعوا الفتنة تدخل بيوتكم وتفرق صفوفكم . أبعدوا المتعصبين الذين خربوا الجبل . أعيدوا عدالة السماء الى نصابها بإعادة رفاة الشهداء الابرياء الذين سفكت دماؤهم الزكية ليس لسبب سوى أنهم آمنوا بوحدة الجبل , كي تستريح نفوسهم بدل تشتتها في الوديان والتلال .
دعونا نصلي كي يلهم الشاب الواعد تيمور الحكمة والعقل والثقافة المعمقة كي يعيد وحدة الجبل الحقيقية ويعوض أخطاء الماضي وأخطاء الاستاذ وليد ...

No comments:

Post a Comment