Thursday, August 26, 2010

العراق يسقط مجدداً ضحية الفراغ الأمني والسياسي:
364 قتيلاً وجريحاً في 25 هجوماً على الشرطة والجيش

تعرض العراق أمس، لسلسلة من التفجيرات والهجمات المتزامنة والمنسقة، التي فاق عددها الـ 25 هجوماً، استهدفت مراكز وحواجز الشرطة والجيش العراقي، وشملت مختلف
الانحاء العراقية، حيث بدأت في بغداد وامتدت إلى الكوت وكربلاء في الجنوب لتصل الى الموصل شمالاً، حاصدة 64 قتيلاً، وحوالى 300 جريح، وبدا أنها محاولة جديدة
لإظهار قدرة الجهات المنفذة لهذه الهجمات على توجيه ضربات مؤلمة للعراقيين في لحظة ضعف أمني وفراغ سياسي ناجمة عن عدم قدرة القوى السياسية على تشكيل حكومة جديدة
بعد مرور أكثر من 5 أشهر على الانتخابات.

وحاولت قوات الاحتلال الاستفادة من التفجيرات لزيادة الضغط على العراقيين للإسراع بتشكيل حكومة. وقال رئيس هيئة الأركان الأميركي الأميرال مايكل مولين «إننا
نشعر بقلق بالغ بشأن هذه الهجمات، ونشعر بمزيد من القلق بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. ما يحتاج إليه العراق، وما يدعو إليه الناس، هو حكومة جديدة حتى يمكنهم
التحرك إلى الأمام». وأعلن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية أن الرئيس باراك اوباما سيلقي الثلاثاء المقبل خطابه حول انتهاء المهمة القتالية للاحتلال
في العراق من البيت الأبيض.

واتهم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تنظيم القاعدة وحزب البعث بالوقوف وراء التفجيرات والهجمات. وقال، في بيان، «من الضروري للقوات المسلحة وقوات الأمن
أن تكون في أعلى درجات اليقظة والحذر أثناء هذه الفترة الحساسة في تاريخ العراق واتخاذ كافة الإجراءات المطلوبة لحماية المواطنين ومؤسسات الدولة ومكافحة الإرهاب
بقوة وحزم».

ووصف المتحدث باسم قوات الاحتلال الأميركي الجنرال ستيفن لانزا الهجمات بأنها «محاولات يائسة» لتقويض الثقة في قوات الأمن العراقية. وقال «من الواضح أن ما يثير
القلق الآن هو عدد الذين سقطوا وحجم المنطقة التي وقعت فيها الهجمات. أعتقد أن ما يثير القلق هو ما يحاول القاعدة فعله وهو إعادة تنظيم صــفوفه، ليــس في بغداد
وحسب بل في العراق».

وانطلقت سلسلة التفجيرات والهجمات من بغداد، التي قتل فيها 15 شخصا، بينهم ثمانية من عناصر الشرطة، وجرح 58، بينهم 26 من عناصر الشرطة، في هجوم انتحاري بشاحنة
على مركز للشرطة في حي القاهرة شمال العاصمة.

كما قتل 3 أشخاص، وأصيب 14، بانفجار سيارة في منطقة الكاظمية وسط بغداد. وقتل شرطيان في هجوم مسلح استهدف حاجزا في حي العامل، كما أصيب سبعة أشخاص بانفجار عبوتين
في الكرادة وشارع حيفا.

أما في الكوت، فقد أسفر هجوم انتحاري بسيارة استهدفت مركزا للشرطة قرب دائرة جوازات المحافظة عن مقتل 30 شخصا، بينهم 15 شرطيا، وجرح 90. وقال قائد قوة الرد
السريع في شرطة محافظة واسط المقدم عزيز الإمارة إن «الانفجار كان قوياً جداً، بحيث تهدمت أجزاء من المبنى ولازالت لدينا جثث لأفراد الشرطة تحت الأنقاض». وتناثرت
السيارات المحترقة في موقع الهجوم فيما بحث عمال الإنقاذ عن ناجين.

وفي الرمادي، قتل 3 أشخاص، بينهم شرطيان، وأصيب 4، بانفجار سيارة يقودها انتحاري استهدفت حاجزا للشرطة. كما قتل مسلحان في انفجار سيارة كانا يعملان على تفخيخها.


وقتل 11 شخصا، وأصيب 126، في تفجيرات، بعضها انتحاري، واستهدفت غالبية الهجمات مراكز وحواجز للشرطة والجيش في الفلوجة والمقدادية وبهرز وبلدروز قرب بعقوبة والبصرة
وكركوك وكربلاء وسامراء وتكريت والدجيل والموصل وبيجي.

إلى ذلك، قال مستشار «القائمة العراقية» هاني عاشور، في بيان، إن «الولايات المتحدة كشفت نواياها الحقيقية، وتراجعت عن كل مبررات احتلالها للعراق الذي قالت
انه جاء لنشر الديموقراطية وتخليص العراق من الدكتاتورية، لان الولايات المتحدة تضغط الآن باتجاه إفشال المشروع الديموقراطي، والذي ضحى من اجله العراقيون، وتنصيب
من تراه مناسباً لمصالحها، ضاربة عرض الحائط نتائج الانتخابات ومصالح الشعب، بدل ان تترك العراقيين يقودون أنفسهم ويمارسون خياراتهم الديموقراطية، وتحاول الالتفاف
على مصالح الشعب وتنسيق أجندتها مع خصومها على حساب الشعب العراقي».

وقال نائب الرئيس طارق الهاشمي، خلال لقائه السفير الأميركي الجديد لدى العراق جيمس جيفري، في بغداد، إن «التدخلات الخارجية ضارة، وتسهم في تعقيد المشهد السياسي،
خصوصاً عندما يضع البعض خطوطاً حمراء على تولي القائمة الفائزة في الانتخابات رئاسة الحكومة، وهو موقف يساهم في تأخير تشكيل الحكومة»، موضحاً أن «إقامة علاقات
طيبة مع دول الجوار لا ينبغي أن تقود أو تغري الآخرين على التدخل».

من جانبه، قال جيفري إن «الإدارة الأميركية، ورغم حرصها على تشكيل الحكومة في القريب العاجل، فإنها لا تمتلك الحق في التدخل، وهو قرار يصنعه العراقيون بأنفسهم»،
مضيفا إن «إدارة اوباما تعمل على تقديم المساعدة للفرقاء السياسيين لتجاوز الأزمة الراهنة والإسراع في تشكيل الحكومة».

من جهة أخرى، قال وزير النفط الكويتي الشيخ أحمد العبد الله الصباح إن الكويت والعراق توصلا إلى اتفاق أولي بشأن تقاسم حقول النفط الحدودية، وللسماح لشركة نفط
عالمية بتطويرها. وأوضح أن الاتفاق يتضمن اختيار شركة نفط عالمية للتنقيب عن النفط في تلك الحقول لمصلحة كلا البلدين.

(«السفير»، ا ف ب، ا ب، رويترز)
السفير

No comments:

Post a Comment