Tuesday, August 24, 2010

سليمان يرفض الكلام عن المحكمة ويؤكد على التهدئة ويحدد أُسس بناء الجمهورية الثالثة:
استكمال الطائف وإصلاح القوانين ووضع خطط للإنتاج والخدمات وحل الإشكاليات الدستورية

غاصب المختار

بيت الدين :

يحمل الرئيس ميشال سليمان اندفاعا كبيرا بتحقيق انجازات كبيرة خلال الفترة الباقية من عهده، الا انه يربط ذلك بتفاهم اللبنانيين ووحدتهم، لذلك قال امام وفد
نقابة محرري الصحافة اللبنانية في قصر بيت الدين امس: إن المهم هو ان نقرر نحن ما نريد ونحقق التفاهم حوله، فنرد عنا ذيول كل التطورات والتدخلات الخارجية، وان
الامور تتطلب فترة هدوء طويلة لتستطيع الدولة متابعة وإنجاز العديد من الخطوات والملفات عبر المؤسسات الدستورية، وفي طليعتها التعيينات والموازنة وإقرار عدد
من مشاريع القوانين المحالة الى المجلس النيابي.

ولأن رئيس الجمهورية بدا حاملاً بيرق التفاؤل الشديد ما فاجأ بعض المحبطين من اعضاء وفد النقابة بإمكانية الاصلاح، فقد حدد اسس وعناوين بناء الجمهورية الثالثة
وهي: استكمال تطبيق اتفاق الطائف، اصلاح القوانين والادارة ومنها قانون الانتخابات والاعلام وتطبيق اللامركزية الادارية، وضع خطط لقطاعات الانتاج والخدمات في
الدولة والنظر بالاشكالات الدستورية بهدؤ وروية لايجاد حل للمعضلات التي ظهرت بالممارسة.

ويركز الرئيس بشدة على فكرة «اصلاح النظام السياسي اللبناني، حتى نبني دولة ومؤسسات» ، لأنه يعتبر ان لبنان بعد السبعينيات وبدء الحرب الاهلية لم يعد دولة،
وفكرة الدولة حاضرة بقوة في قصر بيت الدين، حيث بنى الامير بشير الشهابي دولته القوية فظل تراثها محفورا بناء وعمرانا وعدالة يستظلها رؤساء جمهورية دولة لبنان
الاستقلال باتخاذ قصر الامير بشير مقرا صيفيا لهم، في زمن تشح فيه المياه عن الناس بينما «أخوت شانيه» جر المياه الى القصر بالقصب، وزمن تموت فيه البيئة والخضرة
بعدما كان الجبل اخضر ايام الدويلات الصغيرة المتناحرة.

الاصلاح له مداخل عدة منها اللامركزية، وقد قال سليمان لـ«السفير» حول هذا الامر: المشروع جاهز عند وزير الداخلية زياد بارود ونحن ننتظر احالته الى الحكومة
لدرسه بعد تذليل عقبات تقنية معينة. الا ان الرئيس يؤكد مرارا على ضرورة توافر النية والارادة عند جميع الاطراف لولوج باب الاصلاح. وهي باتت دعوة صريحة منه
لكل امراء الطوائف والسياسة والمناطق ان احسموا امركم لتنطلق العجلة، لكن يبدو ان صرخة الرئيس ستذهب في الوادي الذي يفصل بيت الدين عن دير القمر وما بينهما
من وديان على امتداد بلاد الارز.

مر الرئيس على كل الامور التي تشغل بال المواطن لكنه رفض الخوض في الحديث عن المحكمة الدولية والقرار الظني المرتقب صدوره، «لأني انا رئيس الدولة لم يصلني اي
شيء رسمي بعد، ولم يخبرني احد بأي موعد لصدور القرار الظني، ولن اتكلم في امر لا املك معلومات رسمية دقيقة حوله».

استهل نائب نقيب المحررين سعيد آل ناصر الدين، اللقاء بكلمة اكد فيها التمسك بالحرية والدفاع عنها، وقدم سليمان مداخلة استعرض فيها مراحل تطور النظام اللبناني
ليصل الى ان الطائف يطبق الان بغياب الرعاية السورية، وقال: اللبنانيون مسؤولون بعد العام 2008 عن تطبيق الطائف وهنا الصعوبة. والتحدي هو في المشاركة لبناء
نظام سياسي موحد وديموقراطي.

وعرض سليمان ما تحقق منذ العام 2008 حتى الان، مشددا على ضرورة تطبيق الية التعيينات الادارية التي تم التوافق عليها، وعلى ضرورة تعيين «وسيط الجمهورية» لانه
اساسي في الاصلاح.

وشدد رئيس الجمهورية على اهمية بناءالنظام السياسي للجمهورية الثالثة، ومعالجة الاشكالات الدستورية لا من اجل صلاحية رئيس الجمهورية او سواه، بل من اجل حل المعضلات
الدستورية، وهي لا تحل الا بتحديد المسؤوليات، «وانا متاكد ان الجمهورية الثالثة ستؤسس يوما ما اذا عقدنا العزم».

وسئل سليمان عن تحصين لبنان من تداعيات الظروف الاقليمية الصعبة القائمة، فقال: يجب ان نساعد انفسنا للحد من اضرار الخارج علينا.

ورد حول المخاوف من ان يؤدي القرار الظني المرتقب حول جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى مشكلات داخلية: لم يقل لي احد متى موعد صدور القرار الظني ولا مضمونه،
وانا لا اناقش موضوعا لا اعرفه. من السهل اعادة إشعال الوضع الداخلي بكلمة من هنا وكلمة من هناك، لكن لا احد يريد ان يعيد التوتر الى الساحة الداخلية. التهدئة
مطلوبة بمحكمة او بلا محكمة.

واكد ردا على سؤال ان لبنان ليس في جو المفاوضات المباشرة المرتقبة بين الفلسطينيين واسرائيل، «لكننا لا نتوقع ان تصل هذه المفاوضات الى النهاية السليمة بسبب
الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية اولا. نحن مع الحل الشامل والعادل وفق استعادة الحقوق.

واوضح رئيس الجمهورية بشيء من الانفعال الهادف للتوضيح: انا لم اقل اننا سنسلح الجيش بالتبرعات من المواطنين، بل قلت هناك خطة اعدتها قيادة الجيش وتعرض على
الحكومة وستبت بها الحكومة بعد اجتماع المجلس الاعلى للدفاع الاسبوع المقبل، وهي بتمويل من الدولة، وما يردنا من هبات ومساعدات من الدول الصديقة والشقيقة بلا
شروط، وما الدعوة الى المواطنين للاستثمار في الجيش الا من قبيل الرد على الحملة الاسرائيلية التي سعت لوقف المساعدات العسكرية.

وكان الرئيس سليمان قد عرض مع عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله لآخر التطورات. والتقى النائبين هادي حبيش وكاظم الخير.

وتسلم من وفد من حركة « أمل» برئاسة النائب علي حسين خليل، دعوة الى الاحتفال الذي سيقام في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر في 31 من الشهر الحالي في صور. كما
استقبل وفودا من الجبل بينهم مشايخ من الطائفة الدرزية، ثم وفدا من بلدة كترمايا فوفدا مشتركا من الناعمة وحارة الناعمة.
السفير

No comments:

Post a Comment