Sunday, November 21, 2010

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الاثنين 22 تشرين الثاني/نوفمبر 2010
الاثنين من أسبوع بشارة العذراء



إنجيل القدّيس لوقا .32-27:11

وَفيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهذَا، رَفَعَتِ ٱمْرَأَةٌ مِنَ الجَمْعِ صَوْتَها، وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ الَّذي حَمَلَكَ، وَلِلثَّدْيَينِ اللَّذَينِ رَضِعْتَهُمَا!». أَمَّا يَسُوعُ فَقَال: «بَلِ ٱلطُّوبَى لِلَّذينَ يَسْمَعُونَ كَلِمَةَ اللهِ وَيَحْفَظُونَها!». وفيمَا كانَ الجُمُوعُ مُحْتَشِدِين، بَدَأَ يَسُوعُ يَقُول: «إِنَّ هذَا الجِيلَ جِيلٌ شِرِّير. إِنَّهُ يَطْلُبُ آيَة، وَلَنْ يُعْطَى آيَةً إِلاَّ آيَةَ يُونَان. فكَمَا كَانَ يُونانُ آيَةً لأَهْلِ نِينَوى، كَذلِكَ سَيَكُونُ ٱبْنُ الإِنْسَانِ لِهذَا ٱلجِيل. مَلِكَةُ الجَنُوبِ سَتَقُومُ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ رِجَالِ هذا الجِيلِ وَتَدِينُهُم، لأَنَّها جَاءَتْ مِنْ أَقَاصِي الأَرْضِ لِتَسْمَعَ حِكْمَةَ سُلَيْمَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ سُلَيْمَان. رِجَالُ نِينَوى سَيَقُومُونَ في الدَّيْنُونَةِ مَعَ هذا الجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُم تَابُوا بِإِنْذَارِ يُونَان، وَهَا هُنَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَان.

تعليق على الإنجيل:

"طوبى لمَن يسمع كلمة الله ويحفظها"


كانت مريم متحفّظة جدًّا؛ والدليل على ذلك نجده في الكتاب المقدّس. متى رأيتموها تُظهر طلاقة في الكلام أو اعتدادًا بالنفس؟ في أحد الأيّام، كانت واقفة على الباب، تحاول أن تتحدّث إلى ابنها، ولكنّها لم تستخدم سطوتها كأمّ، حتّى تقطع عليه حديثه أو لكي تدخل إلى البيت الذي كان يعظ فيه (مر3: 31).

وإذا لم تخنّي ذاكرتي، فإنّ كتاب الأناجيل لم يذكر كلامًا نطقت به مريم سوى في أربع مناسبات فقط. الأولى عندما خاطبت الملاك؛ ولم يكن كلامها سوى إجابة. والثانية خلال زيارتها لأليصابات. وحين سمعت بأنّ قريبتها أليصابات تعظّمها، راحت هي تعظّم الربّ على نحو أكثر. والمرّة الثالثة عندما عاتبت ابنها، وكان ابن اثنيّ عشر عامًا، كبف أنّه جعلها وأباه يبحثان عنه في حيرة. والمرّة الرابعة كانت في عرس قانا، عندما دعت ابنها والخدّام.

أمّا في الظروف الأخرى كلّها، فإنّنا نجد العذراء مريم متأنّية في الكلام وأكثر استعدادًا للإصغاء، إذ أنّها كانت "تسمع جميع هذه الأمور وتحفظها في قلبها" (لو2: 19، 51). لا، لن تجدوها ولو مرّة واحدة تتكلّم، ولا حتّى عن سرّ التجسّد. الويل لنا نحن الذين لا ننقطع عن الكلام! الويل لنا نحن الذين نبدّد روحنا كلّها كوعاء مثقوب!

كمّ من مرّة سمعت العذراء مريم ابنها يتكلّم إلى الجموع، لا بالأمثال وحسب، بل كان يكشف لتلامذته على حدّة سرّ ملكوت السموات! لقد رأته يصنع المعجزات، ثمّ رأته معلّقًا على الصليب، محتضرًا، ثمّ قائمًا من الموت، وصاعدًا إلى السماء. كم من مرّة قيل لنا إنّ صوت العذراء قد سُمِع خلال كلّ تلك الظروف؟... كلّما كانت العذراء عظيمة المقام، كلّما ازداد تواضعها، لا في كلّ أمر فقط، بل أيضًا أكثر من الكلّ.

No comments:

Post a Comment