Monday, November 29, 2010

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الاثنين 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2010
الاثنين من أسبوع زيارة العذراء



إنجيل القدّيس لوقا .56-46:1

فقالَتْ مَرْيَم: «تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ، وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال، لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، وٱسْمُهُ قُدُّوس، ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ. صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ المُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم. أَنْزَلَ المُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ المُتَواضِعِين. أَشْبَعَ الجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين. عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ، لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا». ومَكَثَتْ مَرْيَمُ عِندَ إِليصَابَاتَ نَحْوَ ثَلاثَةِ أَشْهُر، ثُمَّ عَادَتْ إِلى بَيتِهَا.





إنّ تسبحةَ العذراءِ — صورةُ روحِها — منسوجةٌ كليًّا بخيوطِ الكتاب المقدّسِ، بخيوطِ كلمةِ الله. هنا نَرى كَيفَ أنّ كلمةَ الله قد غَدَتْ بالنسبةِ إليها بيتًا تَدخل وتخرجُ فيه بكلِّ عفويّة. هي تَتكلّمُ وتفكّرُ بكلمةِ الله؛ كلمةُ الله قد أصبحت كلمتها، وكلمتَها تصدر عن كلمةِ الله. هنا نَرى كَيفَ أنَّ أفكارَها تَتوافقُ مع أفكار الله، وإرادتها هي واحدة مع إرادة الله. وبما أنّها مملوءة بشكلٍ كامل من كلمةِ الله، هي قادرة أن تُصبحَ أمَّ الكلمةِ المتجسّد.

أخيرًا، مريم هي إمرأةٌ تُحبُّ. وكَيفَ لا تكونُ كذلك؟ بما أنّها مؤمنة وهي بالإيمانِ تفكِّرُ أفكار الله وتريدُ ما يريدُ الله، هي لا تَستطيعُ إلاّ أن تكُونَ إمرأةً تُحبُّ. هذا ما نستشفّه من خلالِ تصرّفاتها الهادئةِ، كما تخبرنا أناجيلُ الطفولة. نَراه في رقّتها التي تَعرفُ بها حاجةَ الأزواجِ في قانا وتُعلنُها ليسوع. نَراه في التواضعِ الذي به تقبلُ أن تتوارى أثناء حياةِ يسوع العلنيّة، مدركة بأنّه على الإبن أن يُؤسّسَ عائلةً جديدةً وأنّ ساعةَ الأمِّ ستأتي فقط في لحظة الصليبِ...؛ لاحقًا، في العنصرة، سَيَكون التلاميذ مجتمعينَ حولها بإنتظارِ الروح القدس (راجع أع1: 14).

No comments:

Post a Comment