Monday, November 29, 2010

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الثلاثاء 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2010
عيد مار أندراوس الرسول

في الكنيسة المارونيّة اليوم : مار أندراوس الرسول - مار بيشاي المعترف

إنجيل القدّيس متّى .23-18:4

وفيمَا كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عَلى شَاطِئِ بَحْرِ الجَلِيل، رَأَى أَخَوَيْن، سِمْعَانَ الَّذي يُدْعَى بُطْرُس، وأَنْدرَاوُسَ أَخَاه، وهُمَا يُلْقِيَانِ الشَّبَكَةَ في البَحْر، لأَنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْن. فقَالَ لَهُمَا: «إِتْبَعَانِي فَأَجْعَلَكُمَا صَيَّادَيْنِ لِلنَّاس». فتَرَكَا الشِّبَاكَ حَالاً، وتَبِعَاه. ولَمَّا جَازَ مِنْ هُنَاك، رَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْن، يَعْقُوبَ بْنَ زَبَدَى، ويُوحَنَّا أَخَاه، في السَّفِينَةِ مَعَ زَبَدَى أَبِيهِمَا، وهُمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا، فَدَعَاهُمَا. فَتَرَكا حَالاً ٱلسَّفِينَةَ وأَبَاهُمَا، وتَبِعَاه. وكانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الجَلِيل، يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهم، ويَكْرِزُ بإِنْجِيلِ المَلَكُوت، ويَشْفِي الشَّعْبَ مِنْ كُلِّ مَرَضٍ وكُلِّ عِلَّة.

تعليق على الإنجيل:



يروي التقليد عن أندراوس أنّه استُشهد مصلوبًا بعد أن كابد العذاب في باتراس. لكنّه طلب، على غرار أخيه بطرس، أن يُصلب على صليب مختلف عن صليب يسوع. الخشبتان كانتا متقاطعتان، ومنحنيتان في العرض (كحرف الـX (، ولذلك عُرف هذا الصليب بـ"صليب القدّيس أندراوس".

هذا ما يُعتقَد أنّ الرسول قاله في تلك المناسبة، وفق قصّة قديمة: "أُحيَّيكَ يا صليبًا دشّنه جسد المسيح وأضحى حُلَّة أعضائه كما لو كانت أحجارًا كريمة. فقبل أن يصلب الربّ عليك، كنتَ توحي بخوف أرضي. أمّا الآن، وأنت مُزَوّدٌ بحبٍّ سماوي، فإنّك قد غدوت عطيَّة. فيدرك المؤمنون الفرح الذي تملكه والهدايا التي أعدَدتها. بكلَّ ثقة وفرح آتي إليك حتّى تستقبلَني بدورك، وأنا متهلِّلٌ على مثال الذي عُلِّقَ عليك... يا صليب المجد، أنت الذي اكتسيتَ بجلالة أعضاء الربّ وجمالها... خذني واحملني بعيدًا عن البشر وأعدني لمعلَّمي حتّى يستقبلني، بواسطتك، مَن افتداني. أحيّيكَ أيّها الصليب، أحيّيك حقًّا!"

من الواضح أنّنا نجد هنا روحانيّة مسيحيّة عميقة جدًّا، لا ترى في الصليب أداة تعذيب بل بالعكس فهي ترى فيه وسيلة لا مثيل لها للإقتداء بالفادي اقتداءً كاملاً بحبّة الحِنطَةِ التي تَقَعُ في الأَرض (يو12: 24). يجدر بنا أن نتلقَّن درسًا في غاية الأهميّة: تكتسب صلباننا قيمة إذا اعتُبرت ورُحّبَ بها بصفتها جزءًا من صليب المسيح ما دامت تعكس نوره. لن تتكرّم آلامنا ولن تحظى بمعناها الحقيقي إلاّ من خلال هذا الصليب.

No comments:

Post a Comment