Sunday, November 21, 2010

فرنجية: يريدون الخلاف الشيعي ـ السني كي ترتاح إسرائيل
عون في بنشعي: لا حكومة ولا حوار قبل بت ملف شهود الزور

حسناء سعادة

بنشعي ـ
في الشكل أرادها «الحليفان» زيارة عائلية. في المضمون كانت «الرحلة الباريسية» و«ملحقاتها اللبنانية»، من جلسات مجلس الوزراء «المعلّقة»، إلى تصوّرات قوى المعارضة
للمرحلة المقبلة، مروراً بالسباق المحموم بين «التسوية» و«المواجهة»، على طاولة رئيس «تكتّل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون ورئيس «تيار المردة» النائب
سليمان فرنجية.
هي الزيارة الثالثة للجنرال لزغرتا، تكريساً للتحالف مع «زعيمها» أولاً، وللوجود «البرتقالي» في القضاء الشمالي ثانياً، حيث استغّل عون المناسبة، للقاء ناشطيه
والحديث عن توقيف العميد المتقاعد فايز كرم.
لقاء بنشعي ضمّ الى فرنجية وعون، الوزيرين جبران باسيل ويوسف سعادة، والنواب زياد أسود، نبيل نقولا، عباس هاشم، ادغار معلوف، ابراهيم كنعان، اسطفان الدويهي،
الان عون ووليد خوري، إضافة الى «كوادر» في «التيار الوطني الحر» ومن «المردة».
بعد اللقاء، أكد فرنجية التحالف مع عون علماً بأن «الكثيرين راهنوا على التباعد والتمايز، لكن ما يجمعنا هو القناعة المشتركة والحلف الأبدي السرمدي»، مشدداً
على «عدم التخلي عن الاصدقاء والحلفاء والذين وقفوا معنا في الظروف الصعبة. فكيف إذا كان شخصا مثل الجنرال عون الذي رسّخ الخط الذي تأسسنا فيه وانطلقنا منه
ودفعنا ثمنه. سنبقى إلى جانب الجنرال بالمشروع السياسي الأساسي الذي نحن آمنا به، لهذا نحن إلى جانبه ندعمه».
واشار الى أنه «ما من أحد يتمنى الشر أو الانفجار في البلد وإذا وجدت النيات الطيبة فبالامكان الوصول الى حل، أما اذا كان هناك من لا يريد أن يفهم أن الغرب
وخصوصاً أميركا، لا يريدون الخير لهذا البلد، بل يريدون الخلاف الشيعي ـ السني كي ترتاح اسرائيل، فإن الأمور تختلف تماماً، وهذا بالتأكيد لا يوصل الى الحقيقة».

واعتبر أن هناك سباقاً بين المساعي السورية ـ السعودية والسياسة الأميركية، متمنياً أن «تسبق مساعي الخير السورية ـ السعودية، وأن يفهم من في الداخل، أنه إذا
كان مع المساعي الأميركية فإنه يريد تحقيق مشروعه السياسي ولا يريد مصلحة لبنان».
وحول تخوف المسيحيين من انفجار أمني يطال مناطقهم وعما اذا كان هناك نزول إلى الشارع في نهاية المطاف، قال فرنجية: ما من أحد منا يريد النزول إلى الشارع ولا
أرى أن المناطق المسيحية قادرة على تغيير أي شيء في النزول إلى الشارع»، وقال انه «في كلّ المراحل الماضية لم يكن هناك أي كلام عن مشكل مسيحي ـ مسيحي. كان هناك
خلاف ديموقراطي، لم يتحدث أحد عن قتال ومعارك إلا بعدما أصبح هناك شخص معين يتعاطى هذا الموضوع، ويُتكلّ عليه دائماً، وما من أحد يريد أن يقاتل على الساحة المسيحية،
لكن هذا الحزب يتسلّح ويتدرب وهو الذي يريد السيطرة، وإذا نزلنا إلى الشوارع وتكلمنا مع جماعته، يقولون لك بخمس دقائق نسيطر هنا، نحن نضرب، نحن نفعل كذا وكذا...
الكلام الذي يشاع عن هذا الأمر، هو الجو الذي يخلق نفَساً أمنياً على الساحة المسيحية، أما نحن و«التيار الوطني الحر» فلسنا بوارد القتال، نحن قادرون على إثبات
أنفسنا سياسياً».
وأشار إلى أن «الخلاف السني ـ الشيعي هو المطلوب كي ترتاح اسرائيل ولإدخال «حزب الله» في اللعبة الداخلية ويكون هناك من يريد تقديم هدايا بهذا الموضوع، ويقول
نحن موجودون وقادرون على افتعال خلاف على الساحة المسيحية».
بدوره، أكد عون أن «الفرنسيين طرحوا أفكاراً واستمعوا الى أفكار وهذا يفترض انه عندهم افكار معينة وانفتاح جديد واعادة نظر بالمواقف السابقة».
وعما اذا كان مجلس الوزراء في حالة موت «سريري»، قال عون ان «هناك مواضيع يجب البتّ بها ولا يمكن أن تبنى الدولة على الاتهام في المواقف وفي السياسة، لأن هناك
أموراً مصيرية، واذا لم تتوضح فنكون كمن يريد تفاقم الوضع»، اضاف: لا نريد «بوليس» في مجلس الوزراء لنرد الوزراء عن بعضهم البعض، وآخر مرة وصلنا لسلوك من رئيس
الحكومة غير لائق به بعدما هدّد وزيراً.
وعما اذا كان وزراء «التيار» لن يشاركوا في اي جلسة قبل بت قضية شهود الزور، قال: لا لن نشارك، ولا في الحوار. هذا موقف شخصي. اربع سنوات ولا نزال نتكلم عن
الاستراتيجية الدفاعية، امر لم يأخذ اربعين ثانية في النقاش مع الاوروبيين الذين فهموا ان سلاح المقاومة شرعي، وهو بسبب احتلال اسرائيل ارضنا.
لقاء مع «برتقاليي» زغرتا
كما التقى عون كوادر وناشطي «التيار» في زغرتا في معهد «النورث ليبانون كولدج» الذي وصله برفقة الوزير باسيل، المنسق العام لـ«التيار» بيار رفول، حيث كان في
استقبالهم رئيس المعهد الأب باخوس طنوس.
اللقاء تخللته كلمة ترحيب من مسؤول الاعلام في هيئة قضاء زغرتا الزاوية شربل فرنسيس، ثم تحدث أمين السر للهيئة بول مكاري، واعتبر عون ان «مشكلة العميد كرم تأتي
في الاطار السياسي الذي نعيشه نحن اليوم. فالعميد كرم لم يبع معلومات ولم يمس بأمن لبنان وليقولوا ما يقولون، انه حرّ في ضميرنا. اذا كانت قضيتنا المالية استمرت
خمسة عشر عاما فاننا لن نترك قضية فايز كرم تستمر طيلة هذا الوقت وان شاء الله سوف تكون قبل نهاية العام برسم التصفية ولن تطول... سيقول القضاء كلمته وسنرى
كيف اجريت التحقيقات، فاذا جرت وفق الأصول، وكان مذنبا نقبل المسؤوليات، واذا كان غير مذنب، وهو غير مذنب، فلن نقبل بشيء. خمسة وأربعون يوماً لم يشاهده أحد
ونحن واعون لهذه المشكلة بكل أبعادها، ومعالجتها تحصل في بيروت».
وأوضح عون انه مع فتح كل الحسابات منذ العام 1943، مؤكداً أنه «تم وعد البعض بأنهم اذا استدانوا فان فاتورة التوطين تسدد الدين. لكن اذا اكملوا هؤلاء في الحكم
فسيكون لدينا الدين والتوطين».
الاجتماع مع «حزب الله»
وكان عون التقى امس الاول في الرابية، وفدا من «حزب الله»، ضم: المعاون السياسي للامين العام حسين خليل، النائب علي عمار، وفيق صفا وغالب ابو زينب بحضور باسيل.

وقال خليل ردا على سؤال حول التعديلات في المحكمة الدولية: لم نفاجأ بها. بالنسبة لنا لا تعنينا، ما زلنا نراهن على الجهد العربي والاقليمي الذي يبذل والذي
هو في سباق محموم، لا سيما الجهد السعودي ـ السوري، لانقاذ لبنان من المحنة، وبين الضغوط الاميركية التي تمارس على المحكمة الدولية لإسراع ما يسمى القرار الظني.
نأمل خيرا، لكن نأمل ان يسبق الجهد العربي كل الجهود المعادية الاخرى، لانه من الممكن ان يأخذوا لبنان الى المجهول وهذا ما لا نريده.
وعن انسحاب اسرائيل من الغجر، قال: بتقديري تلزمه قراءة متأنية، لانه لغاية الآن اخذ الاسرائيلي بالمبدأ هذا القرار، عمليا ما زالت المنطقة تحت الادارة المدنية
الاسرائيلية وهي ممنوعة على الجيش اللبناني من ان يدخلها، والاهم ان المقاومة وسلاحها لا يزالان حاجة وطنية كبرى.
وكان عون اعتبر خلال لقائه طلابا من جامعة NDU - الكورة، أن البلد «يعيش اليوم مرحلة مخاض قاس»، وقال إن هناك أحداثا قادمة، سياسية، اجتماعية وأمنية «فكل الاحتمالات
مفتوحة»، متوقعا أن تكون بعض المناطق آمنة أكثر من تلك التي يتواجد فيها السلاح «في أيدي الطرفين». وأكد انه لن تكون هناك تطورات أمنية في المناطق المسيحية
لأنه لا سلاح في هذه المناطق على عكس مناطق ثانية مثل الشمال. وقال «القوات عندنا ما بيحرزوا والقوى الأمنية كافية».
وقال: هناك خوف من بعض المناطق في الشمال، والسلاح موجود وهو ظاهر، والشغب حاضر دائما. لكن أعتقد أن هناك مناطق أخرى آمنة. لكن لا نقدر على أن نعرف أين. المعلومات
موجودة طبعا، لكنها تغش عندما يسمعها المرء أحيانا. نسمع إشاعات كثيرة عن استعدادات وتحضيرات، لكن كل هذا لا يهم. فعند الامتحان، يكرم المرء أو يهان.
السفير

No comments:

Post a Comment