Friday, November 26, 2010

ليبرمان: إسرائيل تعاونت في قضية الحريري
يحيى دبوق
في موقف إسرائيليّ غير مسبوق، أكد وزير خارجية الدولة العبرية، أفيغدور ليبرمان، ما سبق أن رجّحته صحيفة هآرتس قبل يومين، بشأن حصول لجنة التحقيق الدولية على مساعدة من تل أبيب. أما الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، فأعرب عن «الأمل في كشف قتلة الحريري»، وسط أصوات إسرائيلية أعربت عن خشيتها على منشآت الغاز في عرض البحر، وأن تصل إليها صواريخ حزب الله الدقيقة.
ونقل موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية على الإنترنت إقرار ليبرمان بمساعدة إسرائيل للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، خلال المؤتمر الصحافي الذي جمعه الاثنين الماضي ووزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، إذ قال ليبرمان إن «تعاون إسرائيل مع المجتمع الدولي، بخصوص قضية الحريري، كان حقاً تعاوناً مفتوحاً وجرى بكل شفافية وإخلاص»، مضيفاً إن «رسالة الأسرة الدولية مهمّة جدّاً، لتعزيز الحكومة اللبنانية ومواجهة ابتزاز حزب الله». وبحسب ليبرمان «يجب أن نحارب ابتزاز حزب الله بالقول له، إنك لا تستطيع إيقاف التحقيق الدولي عبر التهديدات».
بدوره، قال بيريز، إن «العالم المتحضر يطالب بالكشف عن قتلة والد رئيس الوزراء اللبناني، إلا أن حزب الله يعلن أن ذلك سيمثّل كارثة بالنسبة إلى هذا البلد، أما نحن في إسرائيل فنتابع بأسف شديد ما يحدث هناك، ونأمل أن يتغلب لبنان على أزمته التي أحدثها حزب الله».
جاءت أقوال بيريز خلال مؤتمر صحافي جمعه أول من أمس ونظيره الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش في كييف، وأضاف بيريز «لا نزاع بين إسرائيل ولبنان، بل إن الدولة العبرية نفّذت ما ينصّ عليه القرار الدولي (1701)».
إلى ذلك، قال وزير البنى التحتية الإسرائيلية، عوزي لانداو، خلال مؤتمر «اكتشافات الغاز، انعكاسات استراتيجية»، الذي نظّمه مركز دراسات الأمن القومي قبل أيام في تل أبيب، إن «التهديدات الماثلة أمام اكتشاف الغاز الإسرائيلي، تأتي من لبنان ومن حزب الله، المرتبط أساساً بالإسلام الراديكالي». وبحسب لانداو «تمر إسرائيل بمرحلة تاريخية، إذ إن الولايات المتحدة الأميركية تستعيض عن سياساتها بدبلوماسية عدم استخدام القوة، وبالتالي يجب علينا أن ندرك كيف نحافظ في هذه المرحلة على تطوير قطاع الطاقة لدينا وحمايته، وحماية المخزون (المكتشف من الغاز) على أن يبقى مضموناً ومحمياً من الأزمات».
أضاف لانداو، في مقاربة جديدة لم تشهدها إسرائيل في السابق، حيال الاكتشافات المعلنة عن وجود حقول للغاز في عرض المتوسط، أن «إسرائيل تملك حقلاً واحداً للغاز، وهو حقل تمار، الذي بإمكانه أن يشبع احتياجات إسرائيل من هذه المادة لثلاثين عاماً». لكنه أكد «وجود حقل غاز ثان، وهو حقل لفيتان، حيث
إسرائيل تتابع بأسف ما يحدث في لبنان وتأمل أن يتغلّب على ما أحدثه حزب الله
ثمة فرصة أن يحوي كميات غاز كبيرة، لكن في الوقت نفسه، ما زالت المسألة بعيدة عن التحقق، ولا شيء أكيداً حيال هذا الحقل».
وأكد الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، اللواء غيورا ايلاند، «وجود تهديدات استراتيجية مرتبطة بمنشآت الغاز الإسرائيلية في عرض البحر»، مشدداً على «وجوب حماية هذه المنشآت من الأخطار المحدقة بها»، وأضاف إن «حزب الله في طريقه للحصول على صواريخ متطورة ودقيقة، مع هامش خطأ لا يتجاوز عشرة أمتار، تمكّنه من الوصول إلى أي هدف يريده في تل أبيب».
وتوقّع ايلاند أن «يطلق حزب الله النار على أهداف بنىً قومية في إسرائيل، بما يشمل خزانات النفط والغاز ومنشآت التنقيب في عرض البحر، القابلة للاحتراق والانفجار، فيما هم في إسرائيل لم يحدّدوا، إلى الآن، الجهة المسؤولة عن توفير الحماية لهذه المنشآت».
وتحدث في المؤتمر أيضاً، العميد في الاحتياط نوعم فايغ، الذي شغل في السابق منصب نائب قائد سلاح البحرية في الجيش الإسرائيلي، فشدّد بدوره على أنّ «التهديدات التي تتوقعها إسرائيل حيال منشآتها من الغاز، متصلة أساساً وبنحو رئيسي، بالقدرة الصاروخية الدقيقة التي بات يمتلكها حزب الله».

عدد الجمعة ٢٦ تشرين الثاني ٢٠١٠
الاخبار

No comments:

Post a Comment