Monday, December 27, 2010

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني

يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الثلاثاء 28 كانون الأوّل/ديسمبر 2010

سجود المجوس




إنجيل القدّيس متّى .12-1:2

ولَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ في بَيْتَ لَحْمِ اليَهُودِيَّة، في أَيَّامِ المَلِكِ هِيرُودُس، جَاءَ مَجُوسٌ مِنَ المَشْرِقِ إِلى أُورَشَلِيم، وهُم يَقُولُون: «أَيْنَ هُوَ المَوْلُودُ مَلِكُ اليَهُود؟ فَقَدْ رَأَيْنَا نَجْمَهُ في المَشْرِق، فَجِئْنَا نَسْجُدُ لَهُ ». ولَمَّا سَمِعَ المَلِكُ هِيرُودُسُ ٱضْطَرَبَ، وٱضْطَرَبَتْ مَعَهُ كُلُّ أُورَشَلِيم. فَجَمَعَ كُلَّ الأَحْبَارِ وكَتَبَةِ الشَّعْب، وسَأَلَهُم: « أَيْنَ يُولَدُ المَسيح؟». فَقَالُوا لَهُ: «في بَيْتَ لَحْمِ اليَهُودِيَّة، لأَنَّهُ هكَذَا كُتِبَ بِٱلنَّبِيّ: وأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمُ، أَرْضَ يَهُوذَا، لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، فَمِنْكِ يَخْرُجُ رَئِيسٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيل». حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ المَجُوسَ سِرًّا، وتَحَقَّقَ مِنْهُم زَمَنَ ظُهُورِ النَّجْم. ثُمَّ أَرْسَلَهُم إِلى بَيْتَ لَحْمَ وقَال: «إِذْهَبُوا وٱبْحَثُوا جَيِّدًا عَنِ الصَّبِيّ. فَإِذَا وَجَدْتُمُوه، أَخْبِرُونِي لأَذْهَبَ أَنَا أَيْضًا وأَسْجُدَ لَهُ». ولَمَّا سَمِعُوا كَلامَ المَلِكِ ٱنْصَرَفُوا، وإِذَا النَّجْمُ الَّذي رَأَوْهُ في المَشْرِقِ عَادَ يَتَقَدَّمُهُم، حَتَّى بَلَغَ المَوْضِعَ الَّذي كَانَ فيهِ الصَّبِيّ، وتَوقَّفَ فَوْقَهُ. فَلَمَّا رَأَوا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. ودَخَلُوا البَيْتَ فَرأَوا ٱلصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ، فَجَثَوا لَهُ سَاجِدِين. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُم وقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا، ذَهَبًا وبَخُورًا ومُرًّا. وأُوْحِيَ إِلَيْهِم في الحُلْمِ أَلاَّ يَرْجِعُوا إِلى هِيرُودُس، فَعَادُوا إِلى بِلادِهِم عَنْ طَرِيقٍ آخَر.

النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس بِرنَردُس (1091 - 1153)، راهب سِستِرسيانيّ وملفان الكنيسة
العظة الأولى عن عيد الظهور الإلهي

"فجَثَوا له ساجِدين"



لم يكن مشروع الله يتضمّن النزول إلى الأرض فقط، بل التعريف عن نفسه؛ لم يكن مشروعه الولادة فقط، بل التعريف عن نفسه. في الواقع، لدينا هذا الاحتفال بالغطاس، وهو اليوم العظيم لتجلّيه، من أجل هذه المعرفة. اليوم، بالفعل، أتى المجوس من الشرق بحثًا عن شمس البرّ عند إشراقها (مل3: 20)، هو الذي نقرأ عنه: "هُوَذا الرَّجُلُ الذي اسمُه ((الشرق))" (زك6: 12). اليوم، عبدوا مولود العذراء الجديد، سالكين الطريق الذي رسمته نجمة جديدة. ألا نجد هنا، أيّها الأخوة، حافزًا كبيرًا للفرح، كما في هذه الكلمة للرسول بولس: "ظَهَرَ لُطْفُ اللهِ مُخَلِّصِنا ومَحَبَّتُه لِلبَشَر" (طي3: 4)...

ماذا تفعلون، أيّها المجوس؟ تعبدون طفلاً رضيعًا ملفوفًا بالأقمطة، في إسطبل؟ أيكون هو الله؟ لكنّ "الرَّبّ في هَيكَلِ قُدْسِه، الرَّبّ في السَّماءَ عَرشُه" (مز11: 4)، وأنتم تبحثون عنه في إسطبل وضيع، على صدر والدة؟ ماذا تفعلون؟ لماذا تقدّمون هذا الذهب؟ أيكون هو ملكًا؟ ولكن أين بلاطه الملكيّ، أين عرشه، وأين حاشيته؟ هل الإسطبل هو قصر، والمذود عرش؟ وهل مريم ويوسف يشكّلان حاشيته؟ كيف يمكن لأشخاص حكماء أن يصبحوا مجانين لدرجة عبادة طفل صغير جدير بالاحتقار، إن كان من ناحية صغر سنّه أو فقر أهله؟

لقد أصبحوا مجانين، نعم، ليصبحوا حكماء؛ لقد علّمهم الروح القدس مسبقًا ما أعلنه الرسول بولس لاحقًا: "أَلم يَجعَلِ الله حِكمَةَ العالَمِ حَماقة؟ فلَمَّا كانَ العالَمُ بِحِكمَتِه لم يَعرِفِ اللّه في حِكمَةِ اللّه، حَسُنَ لَدى اللّه أَن يُخَلِّصَ ألمُؤمِنينَ بِحَماقةِ التَّبشير؟" (1قور1: 20-21)... إنهم يجثون إذًا أمام هذا الطفل الفقير، ويكرّمونه كملك، ويعبدونه كإله. إنّ ذاك الذي أرشدهم في الخارج من خلال نجمة، نشر نوره في سرّ قلبهم.







No comments:

Post a Comment