Monday, December 27, 2010

اتصـال هاتفـي مطـوّل بـين الملـك السعـودي والرئيـس السـوري

الأسد: مسعى التسوية بلغ مراحله شبه النهائية

النجـاح بمواجهـة القـرار الاتهـامـي المسيّس يـوازي إسقـاط 17 أيـار

تستمر مفاعيل الهدنة الداخلية سارية المفعول، مستندة من جهة الى مناخات الأعياد ومن جهة أخرى الى معطيات سياسية إيجابية رشحت عن المسعى السوري ـ السعودي، وتنتظر

التثبت منها بـ«الوجه الشرعي»، في مطلع العام الجديد، علماً أن هناك من يدعو الى انتظار عودة الرئيس سعد الحريري من نيويورك، حيث التقى الملك عبدالله وعاده

بعد خروجه من المستشفى، لتلمس حقيقة الاتجاه الذي ستسلكه الأزمة ومدى قابليتها للانفراج، على أساس تسوية متكاملة تجمع بين احتواء القرار الاتهامي وإعادة هندسة

الإدارة الداخلية لشؤون الحكم.

في هذه الأثناء، نقلت أوساط مطلعة عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله إن المسعى السوري ـ السعودي وصل الى نتائج شبه نهائية، «ولكن حصل تأخير في الإعلان عنها

بسبب مرض الملك عبدالله واضطراره الى الانتقال الى الولايات المتحدة للمعالجة».

وكشفت الأوساط عن أن الأسد أبلغ الجانب السعودي خلال «المفاوضات المضنية» معه: «إذا أردتم أن يبقى لبنان قوياً، يجب أن يرفض القرار الاتهامي ويجب ان نعمل سوياً

على منع صدوره».

واعتبر الاسد ان النجاح في مواجهة القرار الاتهامي المسيّس ولجم تداعيات المحكمة الدولية على الوضع في لبنان سيكون إنجازاً يوازي في نوعيته وأهميته حدث إسقاط

اتفاق 17 ايار، وهو أبلغ الرئيس سعد الحريري موقفاً بهذا المعنى.

وحسب الأوساط، أكد الاسد ان الاميركيين لم يتركوا وسيلة إلا وحاولوا استخدامها لثني الملك عبدالله عن الاستمرار في مسعاه الخيّر، بالتعاون مع دمشق.

وعُلم أن الاسد كان يتجنب خلال الاتصالات الهاتفية التي كان يجريها مع الملك عبدالله، للاطمئنان الى صحته، الخوض بشكل مباشر في المسائل المتصلة بمشروع التسوية

للأزمة اللبنانية الراهنة، خشية من التنصت الاميركي، وهو كان يخاطب الملك بـ»الشيفرة» متى أراد أن يبلغه فكرة سياسية او اقتراحاً معيناً.

وفي المعلومات التي توافرت لـ«السفير» أيضاً ان الرئيس الاسد كان قد أبلغ من يهمه الأمر أثناء التحضير للقمة الثلاثية الشهيرة في بيروت أنه لن يأتي الى بيروت

برفقة الملك عبدالله، إلا بعدما تتم الموافقة على طلب تأجيل صدور القرار الاتهامي.

وعلمت «السفير» أن اتصالاً هاتفياً مطولاً جرى أمس الاول بين الرئيس السوري الاسد والملك عبدالله الموجود في نيويورك للنقاهة بعد العملية الجراحية التي أجراها.

وتردد ان زيارة الرئيس سعد الحريري الى نيويورك تقررت بعد الاتصال الهاتفي بين الأسد وعبدالله، ومن المتوقع ان يطلع رئيس الحكومة من الملك السعودي على المراحل

التي بلغها الحوار مع دمشق، فيما قالت أوساط واسعة الإطلاع لـ «السفير» إن رحلة الحريري الى نــيويورك توحي بأن تقــدماً نوعياً قــد حصل على خط المسعى السـوري

ـ السعــودي، استوجب وضــع رئيس الحكومة في أجوائه.

ومن المرجح ان يعطي الاتصال بين الزعيمين قوة دفع للمسعى السوري ـ السعودي، مع بداية العام الجديد، وسط معلومات تحدثت عن إمكانية قيام مستشار الملك الامير عبد

العزيز بزيارة قريبة الى دمشق لاستكمال البحث مع الرئيس السوري حول مشروع التسوية المفترضة.

ويفترض ان تكون معادلة التسوية المحتملة ثلاثية الأبعاد، بحيث تشكل العلاقات اللبنانية السورية قاعدتها التي سيرتفع فوقها طابق ترتيب العلاقات الداخلية ثم طابق

التفاهم على كيفية التعامل مع القرار الاتهامي والمحكمة الدولية.

تجدر الاشارة الى ان الرئيس الاسد استقبل امس، المناضل المحرر من السجون الإسرائيلية سمير القنطار الذي أهداه نسخة من كتابه «قصتي». وقد أكد الاسد امام القنطار

الدعم المطلق والكامل للمقاومة في أي حرب مقبلة.

في هذه الأثناء، برز مؤشر جديد الى منسوب التسييس المرتفع في ملف المحكمة الدولية، مع توقع السفير الاميركي السابق في الامم المتحدة جون بولتون أن يبدأ قريباً

صدور القرارات الاتهامية ضد الاشخاص الذين اغتالوا الرئيس رفيق الحريري، مشيراً الى انه بات شبه مؤكد أنها ستتضمن أسماء لمسؤولين سوريين بارزين ولشخصيات في

«حزب الله».

سليمان جنوباً

الى ذلك، وفيما شكل كلام رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى «السفير» أمس مادة للمتابعة والتحليل على المستوى الداخلي، يزور سليمان اليوم منطقة جنوبي نهر الليطاني،

وستكون المحطة الأساسية في محلة اللبونة حيث رفع العلم اللبــناني في العام 2006 لمناسبة انتــشار الجيش اللبناني في هذه المنطــقة بعد نحو ثلاثين سنــة من

غيابه عنها.

وسيشدد سليمان في جولته على التزام لبنان بالقرار الدولي 1701 بكامل مندرجاته، وضرورة تفويت الفرصة على أي جهة متضررة من الاستقرار تسعى لتخريب التزام لبنان

بالقرارات الدولية المتصلة بالصراع مع اسرائيل. كما سيشدد «على العلاقة الطيبة مع المواطنين الذين قدموا التضحيات، فالجيش كما المقاومون هم من رحم هذا الشعب».

وفي سياق متصل، اعتبر قائد الجيش العماد جان قهوجي أن «الجيش سيبقى بالمرصاد لكل من يحاول استغلال الظروف بهدف إثارة الفتنة والايقاع بين ابناء شعبنا الواحد».

وأكد قهوجي خلال زيارته على رأس وفد من قيادة الجيش اللبناني سليمان في القصر الجمهوري في بعبدا أمس: «إن جهوزيتنا كاملة لمواجهة اي طارئ ويقظتنا مستمرة لإحباط

ما يخطط له المتربصون شراً بوحدة الوطن وسلامة أبنائه».

السفير28 كانون الثاني 2010

No comments:

Post a Comment