Tuesday, March 29, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الأربعاء 30 آذار/مارس 2011
الأربعاء الرابع من الصوم الكبير

في الكنيسة المارونيّة اليوم : مار يوحنّا السلّميّ المعترف

إنجيل القدّيس لوقا .10-1:7

بَعْدَ أَنْ أَكْمَلَ يَسوعُ كَلامَهُ كُلَّهُ عَلى مَسَامِعِ الشَّعْب، دَخَلَ كَفَرنَاحُوم.
وكَانَ لِقائِدِ مِئَةٍ خَادِمٌ بِهِ سُوء، وقَدْ أَشْرَفَ عَلى المَوت، وكَانَ عَزيزًا عَلَيه.
وَسَمِعَ بِيَسوعَ فَأَرْسَلَ إِلَيهِ بَعْضَ شَيُوخِ اليَهُود، يَسْأَلُهُ أَنْ يَأْتِيَ ويُنقِذَ خَادِمَهُ.
فَأَقْبَلُوا إِلى يَسُوع، وأَلَحُّوا يَتَوسَّلُونَ إِلَيهِ قَائِلين: «إنَّهُ مُسْتَحِقٌّ أَنْ تَصْنَعَ لَهُ هذَا،
لأَنَّهُ يُحِبُّ أُمَّتنَا، وَقَد بَنَى لَنَا المَجْمَع».
فَمَضَى يَسُوعُ مَعَهُم. ومَا إنْ صَارَ غَيرَ بَعِيدٍ عَنِ البَيْت، حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيهِ قَائِدُ المِئَةِ بَعْضَ أَصْدقَائِهِ، يَقولُ لَهُ: «يا رَبّ، لا تُزعِجْ نَفْسَكَ، لأَنِّي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي.
لِذلِكَ لَمْ أَحسَبْ نَفْسي مُسْتَحِقًّا أَنْ آتِيَ إِلَيْك، لكِنْ قُلْ كَلِمَةً فَيُشْفَى فَتَاي.
فَإنِّي أَنا أَيْضًا رَجُلٌ خَاضِعٌ لِسُلْطان، وَلِي جُنُودٌ تَحْتَ إِمْرَتي، فَأَقولُ لِهذَا: ٱذْهَب! فَيَذْهَبْ، وَلآخَرَ: ٱئْتِ! فَيَأْتي، وَلِخَادِمِي: ٱفْعَلْ هذَا! فَيَفْعَل».
وَلَمَّا سَمِعَ يَسوعُ أُعْجِبَ بِه، وٱلتَفَتَ إِلى الجَمْعِ الَّذي يَتْبَعُهُ فَقاَل: «أَقولُ لَكُم: لَمْ أَجِدْ مِثْلَ هذَا الإِيْمَانِ حَتَّى في إِسْرائِيل».
وَعَاد المُرْسَلُونَ إِلى البَيْت، فَوَجَدُوا الخَادِمَ مُعَافَى.


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 231
"يا رَبّ، لا تُزعِجْ نَفْسَكَ، لأَنِّي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ تَدْخُلَ تَحْتَ سَقْفي"


عندما أتى المسيح إلى ههنا من دنيا أخرى، لم يجد سوى ما هو موجود بكثرة: الألم والأوجاع والموت. هذا ما لديك وهذا ما يوجد هنا بكثرة. لقد أكل معك ممّا هو متوفّر بكثرة في بيت شقائك الفقير وشرب الخلّ وذاق المرّ (يو19: 29)، وهذا ما وجده في بيتك الفقير.

لكنّه دعاك إلى مائدته العظيمة، مائدة السماء، مائدة ملائكته حيث هو الخبز (يو6: 34). حين دخل إلى منزلك الفقير ووجد فيه التعاسة، لم يأنف من الجلوس إلى مائدتك كما هي، ووعدك بمائدته... لقد أخذ تعاستك وسيعطيك سعادته. نعم، سيعطيك سعادته، فهو وعدنا بحياته.

وما حقّقه لا يصدق أيضًا، فقد أعطانا موته كضمانةٍ لنا، وكما عندما قد يقول لنا: "أدعوكم إلى حياتي، حيث لا أحد يموت، وحيث السعادة الحقيقيّة، وهناك القوت لا يفسد بل يتجدّد، ولا ينقص بل يملأ كلّ شيء. هاكم ما أدعوكم إليه: إلى بلاد الملائكة وصداقة الآب والروح القدس، إلى وليمة أبديّة، إلى صداقتي الأخويّة. وفي النهاية، أدعوكم إلى ذاتي، إلى حياتي الخاصّة. ألا تريدون أن تؤمنوا بأنّني سأعطيكم حياتي؟ خذوا موتي شاهدًا لكم".

No comments:

Post a Comment