Monday, March 28, 2011

دمشق تتهم جهات لبنانية بالمسّ بأمنها فيصل كرامي أو ...؟
ظل التأليف الحكومي أسير عقدتي الحصة العونية وتمثيل المعارضة السنية السابقة، من دون أن تؤدي المشاورات المفتوحة، بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ومكوّنات الأكثرية
الجديدة إلى تحقيق خرق جدي، في جدار الحكومة المستعصية على أهل «البيت الواحد»، في انتظار من يضرب يده على طاولة المشاورات ويعطي القرار الحاسم... إلا إذا تعدلت
قواعد التكليف، في ضوء ما يجري من تطورات في لبنان والمنطقة وخاصة في سوريا.
وإذا كانت المخارج متوافرة إلى حد ما للعقدة المسيحية، فإن قيادة «حزب الله»، اتخذت قراراً حاسماً في الساعات الأخيرة، يقضي بعدم المشاركة في حكومة لا تضمّ
ممثلاً للمعارضة السنية السابقة، من خلال شخص فيصل عمر كرامي، وهو قرار غير قابل للمساومة، «خاصة أن هذه المعارضة، واجهت منذ العام 2005 ما لم تواجهه جهة لبنانية
أخرى، بالاتهامات والعدوان حتى تمّ تصويرها أمام جمهورها بأنها عبارة عن مجموعة قتلة يجب أن ترمى في السجون... كما أن هذه المعارضة وقفت إلى جانب المقاومة وسوريا
في أصعب الظروف وأحلكها ودفعت أثمان مواقفها الوطنية والقومية».
كما أن هذه المعارضة، حسب مناخات الأكثرية الجديدة، دفعت أثمان عدم تمثيلها في الحكومات السابقة، نتيجة إصرار الطرف الآخر على استبعادها ومحاربتها، فكيف اليوم
عندما تكون هناك حكومة أكثرية جديدة، ويكون أول مرشح لتأليفها هو الرئيس عمر كرامي، قبل أن تؤول للرئيس نجيب ميقاتي، فهل يجوز أن تستبعد مجدداً وما هي مبررات
ذلك، بمعزل عن العلاقة الايجابية بين الأكثرية الجديدة، والرئيس ميقاتي، «فهذا مطلب حق وهو من أبسط قواعد الوفاء لهذه المعارضة وبالتالي فإن تمثيلها هو لزوم
اللازم، وبذلك يستطيع رئيس الحكومة أن يتكئ سنياً على قاعدته وقاعدة شريكه محمد الصفدي الشعبية وعلى قاعدة المعارضة السنية السابقة، مثلما سيتكئ أيضاً على القواعد
السياسية والطائفية للشركاء الآخرين في الحكومة».
وفي طرابلس، قالت مصادر الرئيس كرامي لـ«السفير» إننا علمنا أن الرئيس ميقاتي «سوف يزور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عند الواحدة من بعد ظهر اليوم، وسوف
يقدم له تشكيلته الحكومية «بمن حضر» وليس من بينها اسم فيصل كرامي، ونحن نعلم ان رئيس كتلة التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ليس على علم بهذه التشكيلة وهو
لم يوافق عليها اصلاً، كما أن «حزب الله» سبق ورفض تشكيلة لم يكن اسم فيصل كرامي مطروحاً فيها، ولكن يبدو أن الرئيس المكلف قد اتخذ خياره بإعلان التشكيلة التي
يراها مناسبة».
وعن موقف كرامي من الحكومة الميقاتية في حال أعلنت من دون اسم نجله فيصل، أكدت مصادر البيت الكرامي أن «الأفندي» «سيبقى على معارضته، وهو كالعادة سوف يراقب
ويتابع ويضع الأمور في نصابها».
في ظل هذا المناخ، جمّد الرئيس المكلف قراره بتقديم تشكيلة ثلاثينية لرئيس الجمهورية ميشال سليمان، اليوم، وذلك بناء على نصيحة قدّمها اليه الرئيس نبيه بري،
ونقلها اليه النائب علي حسن خليل، فيما جرى اتصال بين ميقاتي والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين خليل، وتمّ الاتفاق على عقد اجتماع في الساعات
المقبلة، يفترض أن يتحوّل الى اجتماع رباعي بانضمام علي حسن خليل والوزير جبران باسيل اليه، من أجل محاولة إيجاد مخرج للعقدتين الأخيرتين، بعدما نصحت قوى الأكثرية
الجديدة الرئيس المكلّف بتجنب الدخول في مخاطرة إعلان صيغة حكومية من طرف واحد بما لها من محاذير وسلبيات.
وقالت مصادر مواكبة إن ميقاتي علق قراره ريثما تتبلور الصورة النهائية في الساعات القليلة المقبلة، بناء على ما استجد من أفكار وصيغ، وهو تداول في هذا الموضوع
مساء أمس مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وفي موازاة ذلك، توقف المراقبون عند التسريبات الإعلامية السورية المتتالية حول قيام جهات لبنانية بالتحريض على بعض أعمال الفتنة في سوريا، وتردّد أن دمشق بعثت
برسالة شديدة اللهجة الى تيار سياسي لبناني بارز في المعارضة الجديدة، تحذّره من أن المسّ بأمن سوريا «خط أحمر» وأنها تملك من المعطيات ما يكفي لإثبات تورط
بعض الجهات اللبنانية سواء في أحداث درعا أم اللاذقية. كما أن جهات أمنية سورية رفيعة المستوى وضعت بتصرف جهات رسمية أمنية لبنانية، بعض المعلومات، على أن يصار
الى تقديم ملف متكامل في الوقت المناسب لكي يبنى على الشيء مقتضاه.
السفير

No comments:

Post a Comment