Monday, March 28, 2011

الرهبة تسود مراسـم «التولية» وصفير يسلمه «عصا الراعي»الراعي يشيد بسليمان: أنتم لرئاسة بلادنا... وأنا للكنيسة

table with 2 columns and 5 rows
   
الراعي بعد توليته      
الرؤساء الاربعة يتابعون مراسم التنصيب (الصور لـ: علي علوش) 
رعد  
مزيد من الصور 
table end

غراسيا بيطار
غادرت الوفود الكثيفة الصرح البطريركي مساء عيد البشارة وفي قلبها رجاء وحيد أن يكون حقا «لمستحق ومسـتأهل». فمنذ اللحظة التي قالها البطريرك نصر الله صفير
مسلما «عصا الراعي» لـ«الراعي»، سادت الرهبة جميع من شارك في مراسم «تولية» البطريرك الـ77 السدة البطريركية لأنطاكيا وسائر المشرق.
زغاريد وتصفيق حار وألعاب نارية وابتهالات. هذا في صفوف الشعب. أما في المقلب الرسمي، فمشهد آخر. دخل السياسيون، باسمين، الكنيسة على السجاد الأحمر. الرئيس
أمين الجميل نال الحصة الأكبر من التصفيق. الدخول العاصف كان لأفراد عائلة البطريرك الجديد.
تفيأ الجميع ظلّ «كابيلا القيامة». الجميع حرص على الحضور الشخصي أو عبر ممثلين لمرافقة «الهامة الأرجوانية» في خط الحروف الأولى من «الصفحة الجديدة». لم ترو
المناسبة غليل عدسات الإعلام في ما هو غير متوقع. فلا لقطة «كاملة» لهذا الحدث إلا بشارة الراعي نفسه جاثيا أمام سلفه والأساقفة مستردا يده وقد سكن فيها خاتم
البطريركية. الصف الأول والثاني اختلطا ليحافظ البروتوكول على قواعده في جلوس الرئاسات الثلاث و«رابعة» التكليف. وأما في «التصريف» فلم تحضر إلا «لقطة» الجلوس
«الصديق» بين الوزيرين جبران باسيل وزياد بارود و«الداخلية» ثالثهما. «حزب الله» تمثل بمشاركة النائب محمد رعد وغالب أبو زينب. التصفيق أنبأ بحضور العماد ميشال
عون والنائب سليمان فرنجية وكاد «الحكيم» سمير جعجع أن يصل بعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي اعطى وصوله صفارة انطلاق الإحتفالات. وفي حضور السيدة أندره
إميل لحود ممثلة رئيس الجمهورية السابق حضرت حقبة غير بعيدة وشت بها سلامات التقدير ومصافحات «ع السريع». وكما في التهنئة كذلك في مراسم التنصيب حضر السفير
السوري علي عبد الكريم علي ممثلا الرئيس السوري بشار الأسد، لتسجل مروحة واسعة في الحضور الدبلوماسي من سفراء الأردن وقطر وقبرص وفرنسا وبريطانيا والولايات
المتحدة وإيطاليا وغيرها من الدول العربية والأجنبية.
مع دخول 77 أرزة على أكف 77 طفلا بدأ القداس الإحتفالي الذي ترأسه البطريريك السابق نصر الله صفير. وقبيل بدء احتفال التولية ألقى ممثل البابا بنديكتوس السادس
عشر السفير غبريال كاتشيا، رسالة البابا التي هنأ فيها البطريرك الراعي واصفا الحدث بالإستثنائي وسائلا السيدة العذراء «ان تجعلكم رسولا للوحدة، كي يتمكن اللبنانيون
من تأدية دورهم، في الشرق وفي العالم كله، بإرساء الوحدة والسلام».
وبعد طقوس التولية، أعلن صفير رسامة الراعي بطريركا على بيعة مدينة انطاكية المقدسة الرعية المباركة قائلا: «انه لمستحق ومستأهل». قرعت الأجراس في كل لبنان
فرحا بانتخاب الراعي الذي وجه كلمة في ختام القداس وقال: إن لبنان هو وطن الشركة والمحبة بميثاقه الوطني، ميثاق العيش المشترك المحصن بالدستور حيث نقرأ: «لا
شرعية لاي سلطة تناقض العيش المشترك»، والقائم على الاعتراف المتبادل بعضنا ببعض، وعلى وحدة المصير، والتكامل في تكوين النسيج الوطني الواحد، ولبنان كذلك بصيغته
المرتكزة على المشاركة في الحكم والادارة بالمناصفة بين المسيحيين والمسلمين. وهي صيغة يؤمل منها تأمين استقرار الكيان وتحقيق الديموقراطية وازدهار الاقتصاد.

وتوجه الى رئيس الجمهورية قائلا: يطيب لي ان اعرب عن محبتي وشكري لكم، يا فخامة الرئيس... هو الله دعانا معا وعلى التوالي بفائق حكمته وعنايته من بلاد جبيل،
من عمشيت، ونحن فيها جيران، يفصل بين بيتكم الوالدي ودار المطرانية طريق ضيق، انتم لرئاسة بلادنا وانا لرئاسة كنيستنا. نسأله، سبحانه وتعالى، ان يقود خطانا
بالشركة والمحبة، في خدمة الوطن والكنيسة.
وفي مقولة «مجد لبنان أعطي له» قال الراعي: مجد لبنان ينتقص بالانغلاق على الذات والتقوقع. لكنه ينمو ويعلو بالانفتاح على الآخر، على هذا الشرق وعلى العالم.
بل يعطي «المجد» للبنان وشعبه، اذا كنا كلنا للوطن، كما ننشد. فالوطن ليس لطائفة او حزب او فئة. ولن يحتكره احد لان في احتكار فئة له احتقارا لنا جميعا. وأعلن
«ان مصيرا واحدا يربط بين المسيحيين والمسلمين في لبنان وسائر بلدان المنطقة». وختم بالكشف عن برنامجه البطريركي بالقول: برنامجي امتداد لتاريخ اسلافي وعلى
مدى 1600 سنة لثوابتهم الايمانية والوطنية.
يومان بعد التنصيب لا راحة. السبت تقبل الراعي التهاني من النائبين ستريدا جعجع وايلي كيروز على رأس وفد من اتحاد بلديات قضاء بشري، رئيس «حزب التوحيد» وئام
وهاب على رأس وفد من المشايخ والاهالي في قرى الجبل. وأمام وفد الجبل قال الراعي: ينقصف ظهر لبنان اذا اصاب الجبل اي شيء، ولذلك من الجبل سنمتد لكل لبنان.
ومن المهنئين الرئيس سليم الحص، عائلة المرحوم اللواء فرانسوا الحاج، والنائب حكمت ديب ووفود.
ودشن البطريرك الجديد أمس ولايته الحبرية بقداس احتفالي ترأسه في الصرح.
ومن مهنئيه امس، وفد من هيئة قضاء بعبدا في «التيار الوطني الحر» في حضور النائبين آلان عون وناجي غاريوس. وبينما أمل عون أن يخلق انتخاب الراعي «ديناميكية
جديدة بين المسيحيين فتبقى بكركي جامعة على رغم الخلافات»، قال غاريوس «اننا جئنا من القضاء الذي يضم كل أطياف لبنان لكي نطلب دعمه».
ومن المهنئين كذلك وفد من «القوات اللبنانية» في كسروان ـ الفتوح ووفود شعبية من مختلف المناطق.
الى ذلك، يزور صباح اليوم وفد من اتحادات بلديات الشوف الأربعة («السفير») الصرح البطريركي في بكركي لتقديم التهنئة. ويضم الوفد رؤساء الإتحادات الأربعة والبلديات
في الشوف الأعلى و«السويجاني» وإقليم الخروب الشمالي والجنوبي، إضافة إلى المخاتير وممثلي الأحزاب والتيّارات السياسيّة في الشوف.
وقال رئيس إتحاد بلديات إقليم الخروب الشمالي محمد حبنجر «إن قضاء الشوف الذي يجسّد التنوّع اللبناني بأبهى صوره، يرى في صاحب الشراكة والمحبة بطريركاً وراعياً
لجميع أبناء الوطن».
من جهته، علق «رئيس المجلس العام الماروني» وديع الخازن، أمام وفد من الجمعــيات المارونية التابعة للمجلس، على خطاب «التولية» للراعي، وقال: في خطاب سيدنا
البطريرك دعوة انفتاح وتضامن بين أبناء الوطن وتفاعل مسيحي ـ إسلامي حدده الإرشاد الرسولي بالرســالة والدور الذي يتجاوز حـدود الوطن. إنــنا إذ نعلق أهمية
استثنــائية على إحياء رسالة لبنان الجامعة، داخليا بـ«المواطنة»، وعربيا بـ«المشاركة»، وعالميا بـ«حوار الأديان والثقافات والحضارات»، نتطلع إلى دور قيادي
متجدد للكنيسة في حراسة هذا الإرث المسيحي المتجذر في الثقافة المشرقية وفي تعزيز طابع لبنان المنفتح على الآفاق الإنسانية التي تتجاوز إلى روحانية الأديان
الرحبة بعيدا عن الإصطباغات السياسية الضيقة.
السفير

No comments:

Post a Comment