Monday, March 28, 2011

احتفال لـ«أهل البيت» في معراب في ذكرى حلّ «القوات»: «الحكيـم» بلا منافـس... وتعويـل على تطورات المنطقـة
ملاك عقيل
لن تأتي الذكرى السابعة عشرة لحلّ حزب «القوات اللبنانية» مطابقة، في الشكل والمضمون، لمشهد «البيال» في 23 آذار من العام الماضي. لكن «القواتيين» المولعين بسياسة
الإبهار والإخراج المتّقن يحرصون على عدم مرور المناسبة مرور الكرام، فكيف إذا كانت «الاحتفالية الخضراء» في الثاني من نيسان المقبل ستسبق الخلوة التنظيمية
في منتصف الشهر المقبل. الاستحقاق الذي سيشهد ولادة حزب «القوات اللبنانية» رسميا بعد إقرار وثيقة النظام الداخلي.
معراب هذه المرة ستكون نقطة الاستقطاب، حيث رسا القرار على إحياء الذكرى في قاعة المؤتمرات، وليس في «البيال» كما كان مقررا. الخيار يبدو ملائما مع إستراتيجية
«المركزية السياسية» التي يرتاح اليها «الحكيم». ففي زمن انتقال السلطة من ضفة سياسية الى ضفة أخرى، لا يرى «القواتيون» انهم فقدوا عنصر التأثير حتى وهم على
مقاعد المعارضة، بدليل أنهم كانوا العصب في ساحة الشهداء مسيحيا وفشل كل المراهنات على انفكاك سعد الحريري عنهم قبل أن يكون حليفا لسوريا وبعد أن صار حليفا
ومن ثم عندما عاد الى «بيت الطاعة».
ومن يقرأ في العقل الباطني «القواتي» يرصد إصرارا على إدارة دفة اللعبة من معراب، ليس كعنصر تابع، بل كمقرّر في رسم خارطة طريق مشروع 14 آذار المنتفض على السلاح
وهم يعتبرون أن جعجع «كان رياديا» وهو لم يكتف بتوجيه سهامه على «السلاح» وكأن من يحمله مجهول الهوية، بل حدد «حزب الله» بالاسم رافضا إعطاء مسميات المقاومة
وغيرها، على قاعدة أن تكون الدولة هي مالكة حصرية لقرار الحرب والسلم.
بالمحصلة، لم يؤدّ الانخراط المستجد في ورشة المعارضة «حتى العظم»، الى إلهاء «القواتيين» عن ترتيب بيتهم الداخلي. وبالتوازي، كانت معراب تدير استحقاقاتها التنظيمية
والسياسية بالحماس نفسه، وللمرة الأولى منذ خروج سمير جعجع من السجن ترتدي «احتفالية» حلّ الحزب، أهمية استثنائية كونها تفرش السجاد الاحمر امام ولادة حزب «القوات»
رسميا وبعد طول انتظار.
هكذا لا تخرج ذكرى حل «القوات» عن السياق العام لأداء معراب في «مقاومة» المدّ السياسي للأخصام. المعنيون بالتفاصيل التنظيمية للذكرى يتحدثون عن «كلمة هامة»
لرئيس الهيئة التنفيذية تركّز على العناوين العريضة للمرحلة المقبلة المستلهمة من «وثيقة البريستول»، ولا تبتعد عن «الاطار الوجداني» للمناسبة، فيما «الرسالة
الاهم ستكون موجهة الى القاعدة القواتية» يقول قيادي قواتي.
وبين «البيال» ومعراب تغيّر جدول اعمال مخرجي الاحتفال. اذ انه كان من المفترض ان يتم احياء الذكرى في التاسع عشر من آذار الحالي في المجمّع الضخم، لكن الاستنفار
«الأخضر» للمشاركة في احد الثالث عشر من آذار أخذ من «وهج» المناسبة. ثمة اعتراف قواتي، في هذا السياق، بصعوبة «استدعاء» الشارع القواتي ودفعه الى مستوى عال
من الجهوزية والانتظام في «بلوكات» متراصة، مرتين في شهر واحد.
وبما ان المهمة قد نفذت «على اكمل وجه» في يوم «رفض وصاية السلاح»، حيث شكّل الحضور القواتي الرافعة المسيحية الابرز وسط البحر السني، فقد اتخذت القيادة قرارا
بالاستغناء عن اللوحة الشعبية الحاشدة والاكتفاء باحتفال رمزي في قاعة المؤتمرات الصحافية في معراب والتي تتسع لنحو سبعمئة شخص. اللجنة التنظيمية التي تعكف
على التحضير للمناسبة منذ اربعة اشهر وجّهت الدعوات لسياسيّي الصف الاول في «القوات» وكوادر قواتية واعلاميين وناشطين في المجتمع المدني، لكن العنصر الشبابي
سيكون طاغيا على الحضور «للتعرّف على معاني سنوات الاعتقال الاحدى عشر»، كما يؤكد المنظمون.
لا دعوات رسمية الى الرؤساء الثلاثة والى اقطاب «ثورة الارز». وبالتالي لن يحضر الاحتفال «الحميم»، كما يصفه قواتيون، حلفاء «الحكيم» الرئيس سعد الحريري والرئيس
امين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة وكافة قوى 14 آذار، لكن «ملائكتهم» ستكون حاضرة عبر الشعار الضخم الذي سيظلّل برنامج الاحتفال «بوجه وصاية السلاح.. الساحة
اقوى سلاح».
هي مناسبة سيشارك فيها «اهل البيت»، طالما ان «العرس» القواتي الحزبي آت بعد ايام قليلة على إحياء الذكرى. وبالتالي لن يتسنى لصقور «تيار المستقبل»، كما فعل
النائبان احمد فتفت وعاطف مجدلاني في ذكرى حل الحزب السنة الماضية، ان يصعدوا الى المنصة الخضراء ليشاركوا «الحكيم» في استذكار سنوات الاعتقال. كما حرّر القواتيون
انفسهم من إحراج العام الفائت حين سحب رئيسا الجمهورية ميشال سليمان ومجلس النواب نبيه بري وقائد الجيش العماد جان قهوجي ممثليهم من الاحتفال بسبب السقف العالي
للكلمات التي ألقيت، وتحديدا ضد سوريا.
وعلى سيرة سوريا، كان لافتا للانتباه، أن «القوات» بدأت بقراءة ما يجري من تطورات في سوريا والمنطقة وهي تدخلها الى ادبياتها وكان التعبير الأول ما قاله جعجع،
أمس الأول، أن المخاض «الذي نشهده اليوم (في المنطقة) كبير جدا ونأمل ان تصل الى مراحل لم تصل اليها في السابق»، وفي ذلك أبلغ اشارة حول التعويل على ما يمكن
أن تفضي اليه «الثورة السورية»...
وعلى الطريقة القواتية التقليدية، سيبدأ البرنامج بوثائقي عن شهادات لشباب عايشوا مرحلة الاعتقال والنفي في سجن وزارة الدفاع، ووثائقي آخر عن مرحلة الأحد عشر
عاما في الزنزانة، إضافة إلى شهادات حية من داخل القاعة. ولن تغيب اللمسات الفنية عبر وجود موسيقيين (عازفا بيانو وفيولون) وديكور مدروس ينسجم مع المناسبة،
والختام بكلمة لرئيس الهيئة التنفيذية.
احتفاليتان في شهر واحد تعنيان الكثير للقواتيين. من سيقف على منصة معراب في الثاني من نيسان المقبل، هو الرجل الذي لا منافس له على رئاسة الهيئة التنفيذية
رغم استناد نظامه الداخلي «إلى أرقى التجارب الحزبية الديموقراطية في أوروبا والعالم»، كما يردد «القواتيون»، وهو نفسه من قرّر منذ لحظة خروجه من زنزانة وزارة
الدفاع توسيع بيكار الانتماء الحزبي ضمن كادر حديث ومتطور ووفق نظام داخلي يردّد أهل معراب «بأنه عصارة جهد متواصل من قبل أفضل المحامين والمختصين في التجارب
الحزبية... والاهم بأنه وجد ليطبّق لا لنتفرّج عليه».
السفير

No comments:

Post a Comment