Tuesday, March 29, 2011

أوساط ميقاتي لـ«السفير»: لا اعتراض على كلام عون«الجنرال»: لا حكومة قريباً... والسبب «ذهنية الطائف»
مارون ناصيف
«راوح مكانك»، عنوان يمكن أن يختصر الوضع الذي استقرت عليه عملية تشكيل الحكومة، على رغم الاجتماع الموسع الذي عقده رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في فردان
صباح أمس، وضم المعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين الخليل، المعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي النائب علي حسن خليل، وزير الطاقة جبران
باسيل ووزير الأشغال العامة غازي العريضي.
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه أوساط ميقاتي لـ«السفير» أن الأجواء ايجابية وهناك أفكار وأفكار متبادلة وتتمة لاحقة لها وربما مشاورات على مستوى أرفع، حدّد العماد
ميشال عون في ردّ مباشر على «مخترعي الأجواء التفاؤلية التي تسرب بين الحين والآخر»، الأسباب الحقيقية التي تعيق التأليف. «الأسباب ما زالت على حالها، لذلك
فالنتائج لم تتغير بعد ولا حكومة قريباً»، قال رئيس تكتل التغيير والإصلاح عقب الاجتماع الأسبوعي للتكتل، مشدداً على أن الكلام التفاؤلي الذي صدر ويصدر «لا
يعدو كونه إشاعات مفبركة».
المشكلة ليست في وزارة الداخلية أو غيرها، يقول العونيون لـ«السفير»، بل في ذهنية «منعطيك» التي كرسها اتفاق الطائف والتي ركّز «الجنرال» في كلامه على ضرورة
تغييرها. وفي هذا الإطار، فإن أكثر ما يزعج العماد عون هو أن النواب المسيحيين تحولوا بعد اتفاق الطائف الى أربعة وستين حزباً، وتفتتوا بشكل لم يعد يسمح لهم
بالتأثير في القرار، لأن المناصفة التي منحت لهم كانت حبراً على ورق، وفي حال قبل اليوم بأي من التسويات التي تطرح عليه فلن يغيّر شيئاً من هذا الوضع القائم
منذ العام 1992 حتى اليوم.
ويسأل أحد المطلعين على الاجتماعات مع رئيس الحكومة المكلف «هل يتوقعون أن نُخدع مرة ثانية بعدما تنازلنا لرئيس الجمهورية عن الموقع الأول في الدوحة وبعدها
عن حقيبتي الداخلية والدفاع المحسوبتين من حصة المسيحيين، ليستعمل كل هذه السلطات وما لها من نفوذ ضخم ضدنا في الانتخابات النيابية والبلدية تحت شعار الحفاظ
على الوسطية التي ولدت ميتة؟»
إذاً، ما يريده «الجنرال» هو عدم اعتبار ما يسميها «حقوقه المكتسبة» عبارة عن «مطالب»، إذ ان تكتله النيابي هو الذي يمثل المسيحيين داخل فريق الأكثرية الجديدة
وبالتالي يجب أن يحصل على المقاعد المخصصة لهم على الطاولة الحكومية، «بعيداً عن منطق المؤسسات الخيرية، لأن هذه الحكومة لا يمكن ان تكون فرصة تغييرية حقيقية،
من دون تأمين كل الإمكانات اللازمة لنجاح هذا التغيير في المرحلة المقبلة»، على حد تعبير أحد العونيين.
وفي هذا الإطار، يكشف قطب أكثري بارز لـ«السفير» أن ثلاثي «التيار الوطني الحر»، «حزب الله» و«أمل» يريد الحصول على الثلثين في الحكومة منعاً لأي عرقلة قد تصدر
من هنا أو هناك للعمل الحكومي، لا سيما للإصلاحات المنوي تنفيذها». ويتابع القطب المذكور «للأسف هناك من يرفض الإصلاح في الحكومة المقبلة، لذلك يجب أن نضمن
انتصارنا السياسي».
العماد عون لم يوفر رئيس الجمهورية أمس من انتقاداته، إذ أوضح أن المشكلة ليست مع الوزير زياد بارود الذي ما من «فيتوات» على توزيره، لكن بغير وزارة الداخلية،
بل مع مرجعيته السياسية، غامزاً من قناة الرئيس في قوله «من لا يملك كتلة نيابية منتخبة لا يمكن أن يستطيع فرض الشروط وتحديد الحقائب التي يريد».
كلام البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي عن بارود، اعتبره العماد عون شهادة جيدة وقال «لا مشكلة في ذلك، وإن من يريد تحويل المعركة بيننا وبين بارود أو
بيننا وبين البطريرك واهم لأن لن يكون هناك أي نزاع بيننا وبين البطريرك وهو يحظى باحترامنا ودعمنا وليس كل من رمى كلمة يستفزنا»، فلـ«يخيطوا بغير هالمسلة».

ورداً على سؤال ماذا لو رفض الرئيس التوقيع على مرسوم التشكيل قال عون «عندما تتوافر الشروط الدستورية للحكومة، أي ميثاقيتها وعدالة التمثيل، لا يمكن أن يرفض
الرئيس التوقيع على المراسيم».
ومن الأسباب التي ينطلق منها «الجنرال» لعدم الوقوع في عملية الابتزاز التي يخضع لها، رفضه المطلق تغيير طبيعة الأكثرية المسيحية عبر تجيير الأمانة المعطاة
له بقرار ذاتي بعيداً من إرادة الناخبين ولمصلحة من حاربه انتخابياً في الدورات السابقة».
ويشدد العونيون على أن العقدة الحكومية لا تقتصر فقط على مطالبهم، بل تتوزع أيضاُ على التمثيل السني الذي يريد ميقاتي أن يختصره بذاته، الأمر الذي خلق مشكلة
لدى المعارضة السنية السابقة، كما أن رئيس الحكومة المكلف يعاني بأقل درجة مع العلويين ومقعدهم المنتظر. وأبرز ما يأخذه عليه «الجنرال» تجميده عملية التأليف
في انتظار ما سينتج عن الأحداث التي شهدتها سوريا، البحرين واليمن، إضافة الى غيرها من الدول الافريقية، وهذا ما قاله العماد عون صراحة في ختام كلامه.
في المقابل، اعتبرت أوساط الرئيس ميقاتي «أن لا اعتراض لديها على كلام «الجنرال»، فهو رئيس كتلة نيابية كبيرة ويستطيع أن يتخذ الموقف الذي يريد لأن ذلك من حقه»،
وقالت لـ«السفير» انها تأمل أن «تصب كل المواقف في سبيل دفع عملية تشكيل الحكومة الى الأمام».
السفير

No comments:

Post a Comment