Saturday, April 30, 2011

هنية مستعد للاستقالة
لإنجاح المصالحة

المستقبل - الاحد 1 أيار 2011 - العدد 3985 - الصفحة الأولى - صفحة 1




رام الله ـ أحمد رمضان

أعلن رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، امس استعداد حكومته لتقديم استقالتها تنفيذاً لاتفاق المصالحة بين حركتي "فتح" و"حماس"، داعياً إلى التكاتف من أجل قطع الطريق على محاولات تعطيله.
وقال هنية في بيانٍ صدر عن مكتبه عقب لقائه بغزة وفد "حماس" الذي شارك في حوار القاهرة، إن حكومته على "استعداد لتقديم الاستحقاق المترتب على هذا الاتفاق خصوصا وأن الحكومة ذللت العقبات وشجعت وفتحت الباب واسعاً أمام هذه اللحظة الوطنية وعلى أكثر من صعيد".
وأعرب عن تقديره العالي "للمسؤولية الوطنية التي تحلت بها قيادة حركتي فتح وحماس، والتي عكست روحا جديدة أسهمت في طي صفحة الخلاف وفتحت الباب أمام استعادة الوحدة الوطنية لترسيخ الشراكة السياسية والأمنية".
وحذر من عراقيل محتملة يضعها أعداء الفلسطينيين أمام الاتفاق، قائلاً "هذا الاتفاق لا يسر الأعداء الذين سيضعون أمامه العراقيل" مشدداً على ضرورة "تكاتف الجهود لمواجهتها وقطع الطريق على محاولات النيل من عزيمة وإرادة التصالح والوئام الوطني".
ودعا بقية الفصائل الفلسطينية الى التوقيع على الاتفاق ليتحقق بذلك الإجماع الوطني وشبكة الأمان الشاملة، وأيضاً الشعب الفلسطيني إلى الالتفاف حول الاتفاق ودعمه.
وتحشيدا لمواقف مؤيدة للمصالحة، أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات امس ان المنظمة أطلقت حملة ديبلوماسية مكثفة مع الأطراف الدولية لإقناعها بأهمية اتفاق المصالحة الفلسطينية مع حركة "حماس" الذي تم التوصل اليه برعاية مصرية في القاهرة الاربعاء الماضي.
وتأتي هذه الحملة ردا على الهجمة الديبلوماسية التي شنتها إسرائيل على القيادة الفلسطينية اعتراضا على اتفاق المصالحة مع "حماس"، وقال عريقات إن السلطة تجري اتصالات مكثفة "مع كل دول العالم خاصة الإدارة الأميركية والدول الأوروبية لطلب دعم خطوة المصالحة الفلسطينية". وأشار إلى أن الدول المذكورة أكدت للقيادة الفلسطينية أن المهم هو برنامج الحكومة المقبل.
وشنت إسرائيل الجمعة هجوما سياسيا ضخما على اتفاق المصالحة مع حماس وطالبت المجتمع الدولي، وتحديدا الولايات المتحدة وأوروبا، بمقاطعة الحكومة الجديدة ما لم تستجب لشروط اللجنة الرباعية الدولية.
غير أن عريقات شدد على أن الهجوم الإسرائيلي "إنما هو ذريعة لعدم المضي قدما في عملية السلام" ، وقال "عندما كنا نطلب من نتنياهو المفاوضات على أسس واضحة كان يخاطب العالم قائلا مع من أصنع السلام، مع الضفة الغربية أم مع غزة ، مستخدما ذلك ذريعة لعدم المضي قدما في السلام". وأضاف: "الحكومة الإسرائيلية لا يهمها الشعب الفلسطيني وواضح جدا من تصريحات قادتها أن المصلحة العليا للحكومة الإسرائيلية تكمن في استمرار الانقسام الفلسطيني وأنها تتخذ من أي مسألة داخلية فلسطينية كذريعة لعدم المضي في عملية السلام".
وكانت الادارة الاميركية قد أكدت اول من امس الجمعة انها ستضطر إلى اعادة النظر في سياستها لمساعدة السلطة الفلسطينية اذا شكلت حكومة منبثقة من المصالحة بين حركتي فتح وحماس التي تعتبرها الولايات المتحدة منظمة ارهابية.
وقال مدير الادارة السياسية في وزارة الخارجية الأميركية جاكوب ساليفان "سنبقي على برنامج مساعدتنا طالما بقي الرئيس (الفلسطيني محمود) عباس في السلطة". واضاف ان "دعمنا الحالي للسلطة الفلسطينية يتعلق إلى حد كبير بمساهمتنا في بناء المؤسسات الفلسطينية الضرورية لدولة مقبلة".
وتابع ساليفان "اذا شكلت حكومة جديدة سيكون علينا تقييم مبادئها السياسية ونقرر بعد ذلك الانعكاسات على مساعدتنا المحددة بالقانون الاميركي".
واوضح المسؤول الأميركي نفسه "ندعم المصالحة الفلسطينية انطلاقا من اللحظة التي تشجع فيها على السلام"، مؤكدا أن "على الحكومة الفلسطينية الجديدة ايا تكن، احترام مبادئ اللجنة الرباعية". ووفقا للدعوة المصرية التي تم توجيهها للفصائل، فإنه يتعين على قادة هذه الفصائل أن يتواجدوا في القاهرة غدا، على أن يعقد اجتماع يوم الثلاثاء تجري خلاله مناقشة محضر الاجتماع الذي وقعت عليه "فتح" و"حماس" على أن يجري الاحتفال رسميا بالاتفاق يوم الأربعاء في مقر جامعة الدول العربية.

No comments:

Post a Comment