Tuesday, April 26, 2011

دور البطريرك الراعي في عملية الإنقاذ الوطني
وديع الخازن
ما فعله البطريرك بشارة بطرس الراعي، في اللقاء الرباعي المسيحي، أنه أسّس لخط حماية داخلي من أية تداعيات إقليمية على لبنان أو على الأقل «بأقل» قدر ممكن من
الضرر!
فالموارنة، ههنا، بما لهم من رجحان في كفّتي النزاع القائم، يمكنهم أن يلعبوا دورًا مهدّئًا في وجه أية صدمة فجائية قد تتأتّى من الخارج إذا ما كانوا متضامنين،
لاسيما بعد 12 أيار المقبل موعد القمة الروحية المسيحية ـ الإسلامية في بكركي بين جميع الطوائف اللبنانية.
هذه الدينامية، التي تحلّى بها البطريرك الجديد، منذ اللحظة التي تسلّم فيها مقاليد القيادة الكنسية بإجماع لبناني وطني حول خطابه، تجعل من دعوته الانفتاحية
على الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله والتحاور منطلقًا لرفع كابوس المخاوف والهواجس من رؤوس الجميع لأن مصير لبنان على المحك ولا مجال لخوف أعظم
من ذلك.
فأسلوب سيّد الصرح مباشر وهو يتوجّه بنفسه إلى التصدّي للمشكلات «الوطنية» من منطلق الحرص على الأمان الداخلي التي تأتي بكركي كصمّام له، وباعتباره هذه «الضمانة»،
فهو يلقى آذانًا صاغية من جميع القوى الروحية والسياسية التي هلّلت لدوره الجامع في ما هو «مشترك» والباحث عن مخارج لما هو «مختلف» توصّلاً إلى صيغة توافقية
ترضي الجميع ولا تستثني أحدًا.
وإذا كان تشكيل الحكومة محاذرًا لأي خلل، في ظل التطوّرات المتسارعة إقليميًا، لاسيما في جوارنا المباشر في سوريا لما لذلك من إنعكاسات على التفاعلات المتداخلة
بين ما هو دولي وإقليمي، إلاّ أن ذلك لا يعدو كونه جزءًا من لعبة تتخطّى اللبنانيين إلى ما هو أبعد من حدود المحاصصات والأحجام والأدوار!
ولما كانت ظروف المنطقة بهذه الحساسية الفائقة الدقة، فلا بد من تصريف أمور المواطنين الملّحة، والتي بلغت حدًا ينذر بالانفجار الاجتماعي مع تنامي الغلاء وشحة
المداخيل.
وبإمكان الوزراء الحاليين في دورة تصريف الأعمال أن يعملوا في نطاق وزاراتهم بالحد الأدنى المطلوب لتلبية الحاجة بعيدًا من التهرّب من مسؤوليات هذه المرحلة
التي تأتي أولوية الناس في طليعتها.
من هنا، فالبطريرك الراعي هو الأوْلى برعاية شؤون الناس، لأنه الأدرى والأحسس بآلامهم وأوجاعهم ومصائبهم المعيشية، وإلاّ لَما حمل لواء المتألّمين منذ اللحظة
الأولى.
السفير

No comments:

Post a Comment