Wednesday, April 27, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الخميس 28 نيسان/أبريل 2011
الخميس من أسبوع الحواريّين

في الكنيسة المارونيّة اليوم : مار يوحنّا من الاثنين والسبعين رسول

إنجيل القدّيس مرقس .18-15:16

ثُمَّ قَالَ لَهُم: «إِذْهَبُوا إِلى العَالَمِ كُلِّهِ، وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّها.
فَمَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ يَخْلُص، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ فَسَوْفَ يُدَان.
وهذِهِ الآيَاتُ تَتْبَعُ الْمُؤْمِنين: بِٱسْمِي يُخْرِجُونَ الشَّيَاطِين، ويَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ جَدِيدَة،
ويُمْسِكُونَ الْحَيَّات، وَإِنْ شَرِبُوا سُمًّا مُمِيتًا فَلا يُؤْذِيهِم، ويَضَعُونَ أَيْدِيَهُم عَلى المَرْضَى فَيَتَعَافَوْن».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

البابا بِندِكتُس السادس عشر
المقابلة العامة بتاريخ 8 تشرين الثاني 2006
"فما أَنا أَحْيا بَعدَ ذلِك، بلِ المسيحُ يَحْيا فِيَّ"


لقد رأينا كيف أنّ اللقاء مع يسوع على طريق دمشق غيّر بكلّ معنى الكلمة حياة بولس... لذا، من المهمّ أن ندرك مقدار قدرة يسوع المسيح على التأثير في حياة المرء وبالتالي في حياتنا نحن...: متى يحصل لقاء الإنسان مع المسيح؟ وما هو مضمون العلاقة التي تنتج عنه؟... يساعدنا بولس في فهم قيمة الإيمان الجِدّ أساسيّة والذي لا غنى لنا عنه. هاكم ما يكتبه في رسالته إلى أهل غلاطية: "ولكنّنا نعرف أنّ الله لا يبرّر الإنسان لأنّه يعمل بأحكام الشريعة، بل لأنّه يؤمن بيسوع المسيح. ولذلك آمنّا بيسوع المسيح ليبرّرنا الإيمان بالمسيح، لا العمل بأحكام الشريعة. فالإنسان لا يتبرّر لعمله بأحكام الشريعة" (2: 16). وعبارة "تبرّرنا" تعني تجعلنا عادلين، أي مقبولين من عدالة الله الرحومة، حتّى ندخل في شراكة معه، وبالتالي نقدر على إقامة علاقة حقيقيّة أكثر مع جميع إخوتنا: وهذا على أساس الغفران الكامل لخطايانا. يقول بولس بوضوح تامّ إنّ الوضع الحياتي هذا لا يتعلّق بما قد نكون قمنا به من أعمال حسنة، بل برحمة الله الصافية: "ولمن الله برّرهم مجانًّا بنعمته بيسوع المسيح الذي افتداهم" (روم3: 24).


يعبّر بولس بهذه الكلمات عن المضمون الرئيسي لهدايته، عن وُجهة حياته الجديدة المتأتّية من لقائه مع المسيح القائم من الأموات. لم يكن بولس قبل هدايته رجلاً بعيدًا عن الله وشريعته. بالعكس، كان رجلاً ملتزمًا التزامًا أمينًا لدرجة التعصّب. لكنّه، وفي نور اللقاء مع المسيح، أدرك أنّه بهذا قد حاول بناء شخصه هو وعدالته هو، وأنّه بكلّ هذه العدالة كان قد عاش من أجل نفسه. لقد فهم أنّ توجّهًا جديدًا كان ضروريًّا تمامًا. وهذا التوجّه الجديد يعبّر عنه في كلماته: "وإذا كنتُ أحيا الآن في الجسد، فحياتي هي في الإيمان بابن الله الذي أحبّني وضحّى بنفسه من أجلي" (غل2: 20). لم يعد بولس يحيا إذًا لنفسه ولعدالته، وإنّما يحيا بالمسيح ومع المسيح.

No comments:

Post a Comment