Thursday, April 28, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الجمعة 29 نيسان/أبريل 2011
يوم الجمعة من أسبوع الحواريّين

في الكنيسة المارونيّة اليوم :القدّيسة كاترينا السيّانيّة المعترفة

إنجيل القدّيس لوقا .45-36:24

وفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا، وَقَفَ يَسُوعُ في وَسَطِهِم، وقَالَ لَهُم: «أَلسَّلامُ لَكُم!».
فٱرْتَاعُوا، وٱسْتَوْلى عَلَيْهِمِ الخَوْف، وكَانُوا يَظُنُّونَ أَنَّهُم يُشَاهِدُونَ رُوحًا.
فقَالَ لَهُم يَسُوع: «مَا بَالُكُم مُضْطَرِبِين؟ وَلِمَاذَا تُخَالِجُ هذِهِ الأَفْكَارُ قُلُوبَكُم؟
أُنْظُرُوا إِلى يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ، فَإِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي، وٱنْظُرُوا، فإِنَّ الرُّوحَ لا لَحْمَ لَهُ وَلا عِظَامَ كَمَا تَرَوْنَ لِي!».
قالَ هذَا وَأَرَاهُم يَدَيْهِ وَرِجْلَيْه.
وَإِذْ كَانُوا بَعْدُ غَيْرَ مُصَدِّقِينَ مِنَ الفَرَح، وَمُتَعَجِّبِين، قَالَ لَهُم: «هَلْ عِنْدَكُم هُنَا طَعَام؟».
فَقَدَّمُوا لَهُ قِطْعَةً مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيّ، وَمِنْ شَهْدِ عَسَل.
فَأَخَذَهَا وَأَكَلَهَا بِمَرْأًى مِنْهُم،
وقَالَ لَهُم: «هذَا هُوَ كَلامِي الَّذي كَلَّمْتُكُم بِهِ، وَأَنا بَعْدُ مَعَكُم. كانَ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ كُلُّ مَا كُتِبَ عَنِّي في تَوْرَاةِ مُوسَى، وَالأَنْبِيَاءِ وَالمَزَامِير».
حِينَئِذٍ فَتَحَ أَذْهَانَهُم لِيَفْهَمُوا الكُتُب.


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 - 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
عظات عن الأناجيل، العظة 26
"أنا هو بنفسي! المسوني"


كيف يمكننا القول إنّ جسد المسيح بقي جسدًا حقيقيًّا بعد قيامته من بين الأموات، في حين استطاع أن يدخل عند الرسل فيما كانت الأبواب مقفلة؟ علينا أن نعلم بأنّ العمل الإلهي لن يعود مذهلاًً إن ستطاع العقل البشري أن يفهمه، وبأنّه لن يعود للإيمان أيّة قيمة إن استطاع العقل أن يعطي أدلّة إختباريّة. فعلينا إذًا أن نتأمّل بأعمال مخلّصنا، التي قد نعجز عن فهمها بحدّ ذاتها، على ضوء أفعاله الأخرى بطريقة أنّنا نصل إلى الإيمان بهذه الأفعال العجيبة من خلال أفعال أخرى أكثر ذهولاً. لأنّ جسد المسيح الذي زار الرسل بالرغم من الأبواب المقفلة هو نفسه الذي جعله الميلاد مرئيًّا للبشر حين خرج من رحم أمّه العذراء. لا عجب إذًا إذا دخل المخلّص عبر الأبواب المحكمة بعد قيامته ليحيا أبدًا، لأنّه حين أتى إلى العالم ليموت، خرج من رحم أمّه مع بقائها عذراء.
وبما أنّ إيمان أولئك الذين كانوا ينظرون إلى هذا الجسد المرئي بقي متزعزعًا، فقد دعاهم الربّ ليلمسوا هذا الجسد الذي مرّ عبر الأبواب المقفلة.. والحال هذه، فإنّ ما يمكن لمسه سيفنى حتمًا، وما لا يفنى لا يمكن لمسه. لكن بطريقة عجيبة وغير مفهومة، استطاع المخلّص أن يرينا بعد قيامته جسدًا ملموسًا وغير فانٍ. من خلال إظهاره غير فانٍ، دعانا إلى الثواب؛ ومن خلال تقديمه للمس، ثبّتنا في الإيمان. أظهر نفسه غير فانٍ وملموس في آنٍ معًا، ليؤكّد أنّ جسده بقي كما هو بعد القيامة، لكنّه أصبح جسدًا مُمَجّدًا.

No comments:

Post a Comment