Friday, April 29, 2011

ثلاثة ملايين يشاركون في تطويب «بابا لبنان» في روما
غراسيا بيطار
لا تهدأ الحركة في المجلس البابوي للإعلام في روما. ففي المبنى الأثري الذي يخضع لورشة ترميم، توضع اللمسات الأخيرة على كل الترتيبات الإعلامية المرافقة لتطويب
«البابا القديس» في الأول من ايار. إنه «بابا لبنان»، على ما سمّاه اللبنانيون مذ أودعهم عام 1997 لبنان «الرسالة».
منذ أقل من سنة فقط دخلت «العربية» الى المجلس الذي يضمّ أقساماً تغطي كل لغات العالم عبر طاقم من العاملين الموزعين بين كهنة وعلمانيين. هنا تصدّق كل «المعاملات»
الصحافية لتغطية الحدث المنتظر الذي «لن يتكرر في تاريخ الكنيسة» على ما يقول الأب رمسين الحاج موسى. هذه الشخصية الروحية اللبنانية هي أول من «دشّن» عهد «لغة
الضاد» في المجلس البابوي للإعلام باختياره مسؤولاً عن القسم العربي وهو من جمعية المرسلين اللبنانيين. ينهمك المجلس الذي يرأسه المطران الإيطالي كلاوديو ماريا
شري والذي يوزع ثمانية عشر موظفاً على القارات أجمع، في التحضير لمجلس عالمي في الأشهر المقبلة لكنه «يتجند» الآن لاستحقاق التطويب. لا يغفل مهماته في متابعة
كل القضايا المتعلقة بالفاتيكان والكنيسة الكاثوليلكية والردّ عليها باسم البابا الذي يبقى هو المرجعية عبر أمانة سر الفاتيكان، لكن مجالسه مسكونة طوال فترة
التحضير بـ«طيف البابا».
كل من «عايش» الحبر الأعظم الراحل يوحنا بولس الثاني، على مدى 25 عاماً، قرر المشاركة في حفل تطويبه. البولنديون، أبناء وطنه الأم، بشكل رئيس بالإضافة الى الأوروبيين
والآلاف من القارة السوداء والولايات المتحدة ولبنان وكل العالم. «نتوقع توافد ثلاثة ملايين شخص»، يقول الأب رمسين الذي يشكل تعيينه «خطوة انفتاح من الفاتيكان
على العالم العربي لكونه أول عربي يعيّن في المجلس البابوي مواكبة من الكنيسة لكل القضايا التي تتعلق بها ومن أي منبر في العالم صدرت». الحضور بالملايين والحجوزات
كذلك. روما «فوّلت» منذ شباط الماضي بفنادقها وأماكن السكن فيها وأديارها. ولأن التوقعات تفوق الخيال سيصار الى «فتح كاتدرائيات أخرى مجاورة لبازيليك مار بطرس
لاستيعاب أعداد المؤمنين وتوضع فيها شاشات عملاقة لمتابعة احتفال التطويب».
«الحصة» اللبنانية من المشاركين كبيرة. فالبابا الهولندي خصّ لبنان بزيارة ورسالة وسلاماً بالعربية حين خاطبهم قائلاً «السلام لكم» من أرض «الأعجوبة الأولى».
لبنانيون كثر كانوا من بين الذين انتظروا لأكثر من أربع وعشرين ساعة لكي «يصل الدور اليهم» ويتبركوا من ضريحه المستريح في بستان ورود نضرة بين أضرحة البابوات
المنسية. وفي مقدم اللبنانيين المشاركين يبرز بطريرك «الكلمة» بشارة الراعي الذي اتخذ منذ بداية تكريسه في الكهنوت «بابا لبنان»، أنموذجاً ومثالاً أعلى.
ورقيات أيار الأولى ستمطر على روما والعالم أياماً بابوية طوباوية. ستفيض المدينة الخالدة بناسها الباكين تأثراً لتطويب «سريع» إذ من النادر أن تقبل الكنيسة
دعوى تطويب أو تقديس بعد مرور فقط خمس سنوات على وفاة المدعو الى تطويبه. كل الابتهالات ستتضرّع لـ«سينودس» خاص بها. طالبة شفاعة «بابا السينودس من أجل لبنان»...
شرط ألا يذهب، كما حصل في طبعته اللبنانية، أدراج صلوات غير مستجابة... إلا إذا بدأ عصر «أعاجيب» يوحنا بولس الثاني.

No comments:

Post a Comment