Friday, April 29, 2011

المردة: إلى البقاع در
عفيف دياب
حقق تيار المردة، بزعامة النائب سليمان فرنجية، قفزة سياسية ـــــ تنظيمية نوعية بدأت تحوّله من تيار شعبي محدود النفوذ ويوالي شخصاً في منطقة صغيرة، إلى تيار سياسي له حضوره الشعبي في مختلف المناطق اللبنانية. فالتيار الذي قرر الخروج من قوقعته الزغرتاوية قبل أكثر من سنتين نحو مناطق لبنانية أخرى بعد دراسة هادئة للسلبيات والإيجابيات، وجد في تنظيم مناصريه في مختلف المناطق، مشروعية سياسية ـــــ حزبية رغم قلق الحلفاء والأصدقاء وامتعاض بعضهم من هذا التمدد خارج زغرتا وأخواتها، إذ لا يخفي بعض حلفاء فرنجية تخوّفهم من هذا «الانفلاش» الحزبي خارج منطقة الشمال، ولا سيما في زحلة وجزين، بعدما كان قد تبلّغ سابقاً هذا «النقد» من حلفاء في جبل لبنان قبل نحو سنة. فتمدد المردة إلى سهل البقاع الأوسط، ولاحقاً الى بلاد بعلبك وجزين ومرجعيون، سيلقى معارضة من «الإخوة» في تيارات سياسية وشعبية، وتحديداً من التيار الوطني الحر الذي يتابع من بعيد تقدم حليفه نحو مناطق وجوده، ولا يخفي بعض «البرتقاليين» انتقادهم من «سحب» المردة بعض العونيين في أكثر من منطقة، منها زحلة التي تشهد ورشة «عونية» تهدف إلى الحد من عمليات التسرب التنظيمي وإعادة تنشيط الحالة التي أُصيبت بجمود نتيجة تراكمات «تنظيمية» تتفاعل سلباً منذ الانتخابات النيابية.
ويكشف قادة في تيار المردة أن التمدد التنظيمي نحو زحلة والبقاع الأوسط، ومنهما إلى كل البقاع «سيقلق بعض الحلفاء، لكننا لسنا منافسين لهم أو نريد أخذ مكانهم. نحن نلتقي في السياسة، لكن لنا مناصرين علينا تنظيمهم وتأطيرهم وإعدادهم في زحلة وبعلبك وراشيا والبقاع الغربي وجزين، وتنظيم وجودنا في هذه المناطق سيكون رافعة وداعمة لحلفائنا وليس العكس. فالقلق من انتشارنا غير مبرّر ولا داعي للخوف من توسع حالاتنا التنظيمية والحزبية وتقدم شعبية سليمان فرنجية». هذا الكلام «الدبلوماسي» لقادة في المردة، يؤكده المكلف من القيادة المركزية بمتابعة الملف التنظيمي للتيار في البقاع الأستاذ الجامعي إلياس لبس، الذي لا يخفي وجود حالة شعبية للتيار في زحلة والبقاع «ألزمتنا اتخاذ خطوات أساسية نحو تنظيم هذه الحالة بعد ضغوط مورست علينا من قبلهم». ويوضح أن «أهلنا في زحلة والبقاع يطالبون منذ زمن بافتتاح مكتب للمردة في المنطقة، وقد التقت القيادة وفداً منهم واستمعت إلى وجهة نظرهم في أهمية إعلان وجودنا السياسي والشعبي والتنظيمي في البقاع». يضيف لبس: «لأن المطالبة مزمنة، فقد نزلنا عند رغبة مجموعة كبيرة من المنتسبين الى المردة من أبناء زحلة والبقاع، رغم معرفتنا المسبقة بأن البعض سينتقدنا على هذه الخطوة التي كان لا بد منها، إذ لا يمكن تجاهل مطالب المنتسبين والمناصرين للمردة ووجوب افتتاح مكتب يتابع شؤونهم التنظيمية والتواصل في ما بينهم ومع مناصرينا».
أكثر من 100 بقاعي من زحلة والبقاع الأوسط سجلوا طلبات انتساب الى تيار المردة قبل أكثر من شهر. ويكشف متابعون أن عشرات من طلبات الانتساب الأخرى تُدرس بتمعّن، وأن 21 منتسباً من زحلة وقراها يخضعون اليوم لدورة إعداد كادر في الأكاديمية في بنشعي منذ فترة، وهم سيتولون قيادة التيار في زحلة والبقاع، تمهيداً لإطلاق وجوده الرسمي الشهر المقبل من خلال حفل افتتاح رئيس التيار سليمان فرنجية المكتب. ويرد لبس على بعض الأصوات المنتقدة للمردة في البقاع: «نحن لمسنا مدى التزام المنتسبين، وندرس فعلياً افتتاح أكاديمية خاصة في البقاع، ونؤكد أننا لم نسحب أشخاصاً من أحزاب أخرى وتحديداً من التيار الوطني الحر وتيار الكتلة الشعبية، وقد رفضنا طلبات انتساب لأكثر من شخص، اكتشفنا خلال دراستها أنهم يريدون الانتساب الى المردة لأسباب كيدية بأحزابهم، ومنهم من كان في تيار المستقبل والتيار العوني وغيرهما».
تيار المردة الذي يعوّل على بناء حالة شعبية وسياسية في زحلة والبقاع، واكتشف بعد اللقاء التعارفي لأكثر من مئتي مناصر في مطعم الشمس في مدينة عنجر قبل فترة وجيزة أن التربة خصبة في سهل البقاع الأخضر لبدء زرع التيار قبل موسم انتخابات رئاسة الجمهورية التي يطمح الى سدّتها النائب سليمان فرنجية، وجد في «علمانيته» كما يقول مدير الأكاديمية إلياس لبس صدى بقاعياً. فـ«الاتجاه الصحيح هو في حق مناصرينا التعبير عن موقفهم ومشروعهم السياسيين في كل المناطق، وليس في زغرتا أو الشمال حصراً. يتابع: «مواقف فرنجية واضحة ولا غبار عليها، وهو يتمتع بجرأة القول والفعل. من هنا، فإن عددَ مناصرينا في البقاع في ارتفاع، وقد لمسنا ذلك في أكثر من مناسبة واستحقاق. وأشدد أننا لسنا ضد أي تيار سياسي يعمل على الساحة البقاعية، بل نحن قيمة مضافة للحلفاء والأصدقاء، وافتتاح مكتب لنا قريباً لا يستهدف أي فريق أو تيار، فأهالي البقاع ومناصرونا تحديداً يتشوّقون للتواصل مع النائب فرنجية، وهذا من حقهم وعلينا تلبية هذه الرغبة».
العدد 1400
29 نيسان 2011
الاخبار

No comments:

Post a Comment