Sunday, May 1, 2011

هكذا تراجع الغرب امام الأسد
01 أيار 2011 "اسرائيل اليوم" -



قال الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ذات مرة انه يجب الفصل بين الكلمات والضجيج. وقال "للكلمات"، "يوجد مغزى. أما للضجيج أقل". فتصريحات قادة العالم الحر حول ما يحدث في دمشق تنتمي الى المقولة الثانية.
انضم كل من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، الى التصريح الضعيف للرئيس الأميركي باراك أوباما نهاية الأسبوع. وقد تشدّد "ساركوزي" بلهجته، لكنه سارع الى إضافة، انه لن يكون هناك تدخل عسكري في سوريا من دون قرار الأمم المتحدة. إذا كان الأمر كذلك، فبإمكان الأسد أن يكون مطمئنا، لأنه لا يتوقع أن يأخذ مجلس الأمن قرارا مشابها للقرار الذي اتخذ ضد النظام الليبي (قرار 1973). فـ "بن علي"، و"مبارك" و"القذافي" اُتُهموا من العالم أكثر من الأسد. "الخاصية السورية" هي من دون شك الحفلة الأكثر نفاقا التي يعرضها العالم اليوم.
يتعامل الأسد مع الثورات بالضبط كما توّقعوا منه. كما أن المجتمع الدولي يرد بشكل غير متمّيز. فروسيا هنا لن تتخلى عن حليفتها الكبيرة في المنطقة، سوريا. وفرضية أن يسمح "الكرملن" لـ "الناتو" بمهاجمة دمشق هي تخيُّلات تماما. ويقولون أن رئيس الحكومة "بوتين" لن يغفر للرئيس "مدفديف" على عدم معارضته لمهاجمة ليبيا.
أيضا لبنان، عضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، سيقوم مندوبه في جامعة الدول العربية، بكل ما بوسعه من أجل الحؤول دون تعرض نظام الأسد لتجربة القذافي. وأيضا الأعضاء الأفارقة التابعين لمجلس الأمن، الغاضبين من الغرب لعدم موافقته على توجههم الى مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في ليبيا، لن يسارعوا بالانضمام الى خطوة هجومية ضد سوريا. لذلك يجب إضافة باريس وواشنطن ولندن الذين يتخلون عن جبهة إضافية ضد دولة عربية.
هذا، والغرب يخاف جدا من سقوط نظام الأسد. فلسوريا أهمية إستراتيجية كبيرة ما يكفي في المنطقة، أكثر من تونس، ليبيا وأيضا مصر. عندها ماذا يجب أن يحصل من أجل أن يسقط الأسد؟ هل سينزل الشعب السوري، كما في تونس وفي مصر، وبكثافة الى الشوارع. هذا لن يحصل، ليس بسبب حاجز الخوف. فهذا الحاجز كُسر منذ وقت. إنما بسبب الخوف من اليوم الذي يليه".

No comments:

Post a Comment