Friday, May 27, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

السبت 28 أيّار/مايو 2011
السبت الخامس من زمن القيامة


إنجيل القدّيس متّى .27-24:17

ولَمَّا وَصَلُوا إِلى كَفَرْنَاحُومَ دَنَا جُبَاةُ الدِّرْهَمَيْنِ مِنْ بُطْرُس، وقَالُوا لَهُ: «أَلا يُؤَدِّي مُعَلِّمُكُم ضَرِيْبَةَ الدِّرْهَمَين؟».
قَالَ بُطرُس: «بَلى!». ومَا إِنْ دَخَلَ البَيْتَ حَتَّى بَادَرَهُ يَسُوعُ بِقَولِهِ: «مَا رَأْيُكَ، يَا سِمْعَان؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأَرْضِ الجِزْيَةَ أَوِ الضَّريبَة؟ أَمِنْ بَنِيهِم أَمْ مِنَ الغُرَبَاء؟».
قَالَ بُطْرُس: «مِنَ الغُرَبَاء». فقَالَ لَهُ يَسُوع: «فَالبَنُونَ إِذًا أَحْرَار!
ولكِنْ لِئَلاَّ نُشَكِّكَهُم، إِذْهَبْ إِلى البُحَيْرَة، وأَلْقِ الصِّنَّارَة، وأَوَّلُ سَمَكةٍ تَطْلُعُ أَمْسِكْهَا، وٱفْتَحْ فَاهَا تَجِدْ أَرْبَعَةَ درَاهِم، فَخُذْهَا، وأَدِّهَا عَنِّي وعَنْكَ».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)، أسقف ميلانو وملفان الكنيسة
تأمّل عن المزمور 49(48)
"فَالبَنونَ مُعفَون إِذاً"


من البديهي أنّ المسيح لم يكن بحاجة إلى مصالحة لنفسه عندما صالح العالم مع الله. فلأيّة خطيئة كان عليه إرضاء الله، هو الذي لم يقترف أيّ خطأ؟ لهذا السبب قال لبطرس عندما طالبه اليهود بالدرهمين اللذين تفرضهما الشريعة: "رَأيُكَ، يا سِمعان؟ مِمَّن يَأخُذُ مُلوكُ الأَرضِ الخَراجَ أَوِ الجِزيَة؟ أَمِن بَنيهِم أَم مِنَ الغُرَباء؟ فَقال: مِنَ الغُرَباء. فقالَ لَه يسوع: فَالبَنونَ مُعفَون إِذاً. ولكِن لا أُريدُ أَن نَكونَ لَهم حَجَرَ عَثرَة، فَاذهَبْ إِلى البَحرِ وأَلقِ الشِّصَّ، وأَمسِكْ أَوَّلَ سمَكةٍ تَخرُجُ وَافْتَحْ فاها تَجِدْ فيه إِستاراً، فَخُذهُ وأَدِّهِ لَهم عنِّي وعَنكَ".

يُظهر لنا المسيح هنا أنّه لم يكن بحاجة إلى التكفير عن خطايا شخصيّة لأنّه لم يكن عبدًا للخطيئة بل كونه ابنًا لله فهو حرٌّ من كلّ خطيئة. إن الإبن حرٌّ، أمّا العبد فهو في حالة الخطيئة. بما أنّ يسوع حرٌّ من كلّ شيء فإنّه لا يدفع أيّة جزية لإفتداء روحه؛ على العكس ، فدمه يفتدي بوفرةٍ خطايا العالم بأسره. إنّه يحقّ له تحرير الآخرين هو الذي لا يحمل أيّ ذنب.

لكنّني أذهب إلى أبعد من ذلك. فليس المسيح وحده من عليه ألاّ يدفع شيئًا لإفتداء خطاياه الشخصيّة أو التكفير عنها. فلو نظرت إلى أيّ إنسان مؤمن، يمكنك القول إن لا أحد يحتاج إلى دفع ثمن التكفير عن ذنوبه لأنّ المسيح قد كفّر لإفتداء الجميع.

No comments:

Post a Comment