Sunday, May 29, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الاثنين 30 أيّار/مايو 2011
الاثنين السادس من زمن القيامة


إنجيل القدّيس يوحنّا .16-1:11

وكَانَ رَجُلٌ مَرِيضًا، وهُوَ لَعَازَر، مِنْ بَيْتَ عَنْيَا، مِنْ قَرْيَةِ مَرْيَمَ وأُخْتِهَا مَرْتَا.
ومَرْيَمُ هذِه، الَّتِي كَانَ أَخُوهَا لَعَازَرُ مَرِيضًا، هِيَ الَّتِي دَهَنَتِ الرَّبَّ بِٱلطِّيب، ونَشَّفَتْ قَدَمَيْهِ بِشَعْرِهَا.
فَأَرْسَلَتِ الأُخْتَانِ إِلى يَسُوعَ تَقُولان: «يَا رَبُّ، إِنَّ الَّذي تُحِبُّهُ مَريض!».
فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَال: «هذَا المَرَضُ لَيْسَ لِلْمَوت، بَلْ لِمَجْدِ الله، لِيُمَجَّدَ بِهِ ٱبْنُ الله».
وَكَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْتَا وأُخْتَهَا مَرْيَمَ ولَعَازَر.
فَلَمَّا سَمِعَ أَنَّهُ مَريض، بَقِيَ حَيْثُ كَانَ يَوْمَينِ آخَرَيْن.
وبَعْدَ ذلِكَ قَالَ لِتَلامِيذِهِ: «هَيَّا نَرْجِعُ إِلى اليَهُودِيَّة».
قَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «رَابِّي، أَلآنَ كَانَ اليَهُودُ يَطْلُبُونَ أَنْ يَرْجُمُوك، وتَرْجِعُ إِلى هُنَاك؟!».
أَجَابَ يَسُوع: «أَلَيْسَتْ سَاعَاتُ النَّهَارِ ٱثْنَتَي عَشْرَةَ سَاعَة؟ مَنْ يَمْشِي في النَّهَارِ فَلَنْ يَعْثُر، لأَنَّهُ يَرى نُورَ هذَا العَالَم.
أَمَّا الَّذي يَمْشِي في اللَّيْل فَيَعْثُر، لأَنَّ النُّورَ لَيْسَ فِيه!».
تَكَلَّمَ بِهذَا، ثُمَّ قَالَ لَهُم: «لَعَازَرُ صَديقُنَا رَاقِد؛ لكِنِّي ذَاهِبٌ لأُوقِظَهُ».
فَقَالَ لَهُ التَّلامِيذ: «يَا رَبّ، إِنْ كَانَ رَاقِدًا، فَسَوْفَ يَخْلُص».
وكَانَ يَسُوعُ قَدْ تَحَدَّثَ عَنْ مَوْتِ لَعَازَر، أَمَّا هُمْ فَظَنُّوا أَنَّهُ يَتَحَدَّثُ عَنْ رُقَادِ النَّوم.
حِينَئِذٍ قَالَ لَهُم يَسُوعُ صَرَاحَةً: «لَعَازَرُ مَات!
وأَنَا أَفْرَحُ مِنْ أَجْلِكُم بِأَنِّي مَا كُنْتُ هُنَاك، لِكَي تُؤْمِنُوا. هَيَّا نَذْهَبُ إِلَيْه!».
فَقَالَ تُومَا المُلَقَّبُ بِٱلتَّوْأَمِ لِلتَّلامِيذِ رِفَاقِهِ: «هَيَّا بِنَا نَحْنُ أَيْضًا لِنَمُوتَ مَعَهُ!».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس أوغسطينُس (430 - 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
أعمال القدّيس أوغسطينُس، العظات عن إنجيل القدّيس يوحنّا
"أَلَيسَ النَّهارُ اثنَتَي عَشْرَةَ ساعَة؟"


لاحظوا إلى أي مدى كان التلاميذ مرعوبين. "فقالَ له تَلاميذُه: رابِّي، قَبلَ قليلٍ حاوَلَ اليَهودُ أَن يَرجُموكَ، أَفَتعودُ إِلى هُناك؟ أَجابَ يسوع: أَلَيسَ النَّهارُ اثنَتَي عَشْرَةَ ساعَة؟" ما معنى هذا الجواب؟ برأيي، بقدر ما يسمح عمق هذا الكلام بتسرّب النور، فقد أراد أن يستنكر شكّ التلاميذ وجحودهم.

في الواقع، هم أرادوا أن ينصحوا الربّ بعدم الموت، الربّ الذي تجسّد ليموت كي يبعد عنهم شبح الموت. لقد أراد البشرُ أن ينصحوا الله، والتلاميذُ معلّمَهم، والخدّامُ الربَّ، والمرضى الطبيبَ. لذا، قال لهم ثانية: "أَلَيسَ النَّهارُ اثنَتَي عَشْرَةَ ساعَة؟ فمَن سارَ في النَّهار لا يَعثُر": اتبعوني إن كنتم لا تريدون أن تعثروا؛ لا تحاولوا توجيه النصائح، أنتم الذين يفترض بكم تلقّي النصائح منّي. ما هو إذًا القصد من هذه الكلمات: أَلَيسَ النَّهارُ اثنَتَي عَشْرَةَ ساعَة؟ ليظهر أنّه كان النهار، اختار اثنيّ عشر تلميذًا. قال: إن كنت أنا النهار وأنتم الساعات، هل توجّه الساعات النصائح للنهار؟ إنّ الساعات هي التي تتبع النهار، وليس النهار هو الذي يتبع الساعات. إذًا، لم يختر الربّ اثنيّ عشر تلميذًا بدون سبب؛ لقد اختارهم لأنّه النهار الروحي. وبالتالي، فلتتبع الساعاتُ النهارَ، فلتبشّر الساعات بالنهار، فلتكن الساعات مضاءة من قبل النهار، وليؤمن العالم بالنهار بفضل تبشير الساعات. لذا، قال لهم الربّ بإيجاز: اتبعوني إن كنتم لا تريدون أن تعثروا.

No comments:

Post a Comment