Monday, May 30, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الثلاثاء 31 أيّار/مايو 2011
الثلاثاء السادس من زمن القيامة

إنجيل القدّيس يوحنّا .27-17:11

ولَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ وجَدَ أَنَّ لَعَازَرَ قَدْ دُفِنَ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّام.
وكَانَتْ بَيْتَ عَنْيَا قَرِيبَةً نَحْوَ مِيلَينِ مِنْ أُورَشَلِيم.
وكَانَ كَثِيرٌ مِنَ اليَهُودِ قَدْ جَاؤُوا إِلى مَرْتَا ومَرْيَمَ لِيُعَزُّوهُمَا بِأَخِيهِمَا.
فَلَّمَا سَمِعَتْ مَرْتَا أَنَّ يَسُوعَ آتٍ، خَرَجَتْ لِمُلاقَاتِهِ. أَمَّا مَرْيَمُ فَبَقِيَتْ جَالِسَةً في البَيْت.
فَقَالَتْ مَرْتَا لِيَسُوع: «يَا رَبّ، لَوْ كُنْتَ هُنَا، لَمَا مَاتَ أَخِي.
ولكِنِّي أَعْلَمُ الآنَ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ مَا تَسْأَلُ الله، يُعْطِيكَ إِيَّاهُ الله!».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «سَيَقُومُ أَخُوكِ!».
قَالَتْ لَهُ مَرْتَا: «أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ في القِيَامَة، في اليَوْمِ الأَخير».
قَالَ لَهَا يَسُوع: «أَنَا هُوَ القِيَامَةُ والحَيَاة. مَنْ يُؤْمِنُ بِي، وإِنْ مَاتَ، فَسَيَحْيَا.
وكُلُّ مَنْ يَحْيَا ويُؤْمِنُ بِي فَلَنْ يَمُوتَ إِلى الأَبَد. أَتُؤْمِنينَ بِهذَا؟».
قَالَتْ لَهُ: «نَعَم، يَا رَبّ، أَنَا أُؤْمِنُ أَنَّكَ أَنْتَ المَسِيحُ ٱبْنُ ٱلله، الآتِي إِلى العَالَم».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس فرنسيس دي سال (1567 - 1622)، أسقف جنيف وملفان الكنيسة
مدخل إلى الحياة الورعة
"وكانَ يسوعُ يُحِبُّ مَرْتا وأُختَها ولَعازَر" (يو11: 5)


أحبّوا كلّ الناس محبّة كبيرة، ولكن احفظوا صداقتكم العميقة للذين يستطيعون أن يبادلوكم أشياء حسنة... إذا تبادلتم في مجال المعارف، فإنّ صداقتكم جديرة بالثناء، وهي أكثر من ذلك، إذا تشاركتم في مجال الحكمة أو الفطنة أو القوّة أو العدالة. ولكن إن كانت علاقتكم مبنيّة على المحبّة والإخلاص والكمال المسيحي، فيا الله، كم هي ثمينة صداقتكم تلك! ستكون ممتازة لأنّها آتية من عند الله، ممتازة لأنّها تصبو إلى الله وممتازة لأنّ مَن يربطها هو الله ولأنّها ستدوم إلى الأبد في الله. كم هو حسن أن تكون محبّتنا على الأرض كالمحبّة في السماء، وأن نتعلّم أن نحبّ بعضنا البعض في هذا العالم كما سنفعل إلى الأبد مع الآخر.

أنا لا أتكلّم هنا على المحبّة البسيطة، لأنّها يجب أن يحملها كلّ إنسان، بل أتكلّم على الصداقة الروحيّة التي بواسطتها يتّحد اثنان أو ثلاثة أو العديد في الحياة الروحيّة ويصبحون "قَلبًا واحِدًا ونَفْساً واحِدة فيما بينهم" (أع4: 32). لذلك فعلاً يمكن لهذه الأنفس السعيدة أن تنشد بحقّ: "أَلا ما أَطيَبَ، ما أَحْلى أَن يَسكُنَ الإِخوَةُ مَعًا" (مز133(132): 1)... يبدو لي أنّ كل الصداقات الأخرى ليست سوى ظلّ لهذه... إنّه لمن الضروري للمسيحيّين الذين يعيشون في هذا العالم أن يتعاونوا بصداقات مقدّسة، وبهذه الطريقة يتشجّعون ويتعاضدون ويحملون بعضهم على الخير... لا يمكن لأحد أن ينكر بأنّ ربّنا أحبّ القدّيس يوحنا ولعازر ومرتا ومريم بصداقة عذبة وأكثر تميزًا، لأنّ الكتاب المقدّس يشهد على ذلك.

No comments:

Post a Comment