Sunday, May 29, 2011

التمسك بالصلاحيات وانتقادات عون تعزّز موقع ميقاتي في طرابلس
غسان ريفي
لم تكن حركة الاحتجاج التي شهدتها طرابلس مساء أمس الاول، تضامناً مع المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، على خلفية ما حصل في مبنى هيئة أوجيرو
مع وزير الاتصالات شربل نحاس، والردود الإسلامية المختلفة خلال الأيام الماضية على النائب العماد ميشال عون بعد تسريب كلام له حول الطائفة السنية في وثائق «ويكيليكس»،
سوى نتيجة طبيعية للاحتقان المتصاعد في العاصمة الثانية ضد عون بسبب المواجهة السياسية بينه وبين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على خلفية تشكيل الحكومة العتيدة،
لا سيما في ظل التطور الذي طرأ على نظرة المزاج العام في الشارع الشمالي والطرابلسي والسني تحديداً الى ميقاتي.
والتغيير الذي حصل في مزاج المدينة عموماً وتمدد نحو المنية والضنية وعكار أصبح اليوم أكثر تعاطفاً وتأييداً لموقف الرئيس المكلف بعد أن تبين له عناده في تمسكه
بصلاحيات رئاسة الحكومة، وكذلك بسبب حملة الانتقادات المتكررة التي يسوقها عون ونواب كتلته وقيادات أخرى من قوى 8 آذار ضد ميقاتي.
يبدو واضحاً أن النظرة العامة الى الرئيس المكلف قد عبرت في طرابلس والمنية والضنية وعكار خمس محطات، لجهة التحفظ على قبول التكليف باعتباره جاء من قوى 8 آذار
واتهام البعض لميقاتي بأنه سوف يشكل حكومة «حزب الله» وإيران وسوريا، ثم الرصد والمتابعة لسلوك الرئيس المكلف في المشاورات مع الكتل النيابية، ثم التعاطف معه
الى التأييد والدعم، وصولاً الى المرحلة الحالية التي بدأ فيها المزاج العام يجري مقارنة بين أداء ميقاتي وتصديه منفرداً لشروط ومطالب عون وقوى 8 آذار، وحرصه
على هيبة موقع الرئاسة الثالثة وإصراره الشديد على التمسك باتفاق الطائف، وبين كل من الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري اللذان رضخا أثناء تشكيل حكومتيهما
لشروط عون واضطرا الى زيارته مراراً في الرابية، لتعلن الحكومة الأولى على توقيت الرابية (بحسب ما كان أعلن الرئيس السنيورة) ولتعلن الحكومة الثانية على عتبة
الرابية وبلسان العماد عون.
ويمكن القول إن نتيجة هذه المقارنة أدّت الى سحب كل الأسلحة التي كان «تيار المستقبل» ومعه قوى 14 آذار يستخدمونها ضد ميقاتي الذي بات يمثل خط الدفاع الأول
عن اتفاق الطائف وعن صلاحيات رئيس الحكومة، وجاءت ترجمة هذا المزاج العام عبر اللافتات التي ترتفع مراراً وتكراراً في المدينة بأسماء جمعيات وهيئات وأندية شبابية
وأشخاص عاملين في الحقل العام تأييداً لمواقف ميقاتي، لتضاف إليها البيانات التي توزع في الشوارع والداعية الى مؤازرة الرئيس المكلف.
وكانت طرابلس استفاقت أمس على العديد من اللافتات التي رفعت في الشوارع والساحات العامة وتضمنت شعارات وعبارات تنتقد عون ونواب كتلته، وتثني على مواقف ميقاتي،
مؤكدة أن الوسطية ستبقى نوراً يهتدى به، وأن طرابلس لن تسكت بعد اليوم.
وترافق ذلك مع صدور سلسلة بيانات دعت عون الى «الكف عن الغرور والتوقف عن الافتراءات والتجنيات بحق الرئيس ميقاتي وأبناء الطائفة السنية.

No comments:

Post a Comment