Saturday, June 25, 2011

«المتهمون ثلاثة ليسوا مقرّبين مني ولا يملكون معلومات حساسة ولا علاقة لهم بمغنية ولا المحكمة» نصر الله: أحبطنا خرقاً محدوداً للمخابرات الأميركية ... والمقاومة
بخير
نصر الله يتحدث عبر «المنار» (رويترز)
وضع الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله حدا للغط الذي أحاط بكشف مجموعة تجسس اميركية - اسرائيلية داخل صفوف الحزب في الآونة الأخيرة. بإعلانه عن إنجاز
أمني حققته المقاومة عبر إحباط خرق أميركي محدود تمكنت من خلاله وكالة الاستخبارات الأميركية الـ«سي. آي. إي» من تجنيد ثلاثة من كوادر الحزب لمصلحة إسرائيل.

وقد ارتكزت الكلمة التي أطل بها «السيد» من على شاشة قناة «المنار» مساء امس، على مقاربة فيها الكثير من الشفافية والوضوح، لواحد من أخطر الملفات الأمنية والاختبارات
التي يتعرض لها «حزب الله»، وضع نصر الله من خلالها، الخرق الامني في حجمه الطبيعي قاطعا بذلك دابر استغلاله عبر الشائعات والسيناريوهات والروايات التي توالدت
بوتيرة غير مسبوقة بهدف إرباك المقاومة وجمهورها.
وبدا واضحا أن نصر الله سعى الى إماطة اللثام عن كل ما اعترى هذا الخرق وأبعاده واستهدافاته، فلم يقلل من حجم الجرح الذي حصل، لكنه توجه برسالة شديدة الوضوح
الى جمهور المقاومة وأهلها أولا، بأن المقاومة بخير، واستطاعت ان تتجاوز هذا الخطر، وإلى كل الآخرين ثانيا مؤكدا كم ان المقاومة مستهدفة من المخابرات العربية
والغربية والأميركية والإسرائيلية، ورغم ذلك ما زالت محصنة وصلبة وقادرة على مواجهة التهديدات وصنع الانتصارات.
وإذا كانت السفارة الأميركية في بيروت قد سارعت الى نفي اتهامها بتجنيد عملاء في صفوف حزب الله، ووصفتها بالـ«فارغة ولا اساس لها»، فإن السيد نصر الله اعلن
ان هذا الاعتداء الاستخباري الاميركي يفتح الباب على مرحلة جديدة من المواجهة، وعلى مرحلة جديدة من صراع الأدمغة الامنية التي تتطلب مزيدا من الحذر ومزيدا من
أخذ الحيطة ومزيدا من التحصين الأمني ومزيدا من العزم والتصميم على حماية المقاومة.
فقد أكد نصر الله ان عجز الاسرائيلي عن اختراق بنية «حزب الله»، دفعه الى الاستعانة بالاستخبارات الاميركية، مشيرا الى ثلاث حالات ليست عمالة لإسرائيل، بينها
حالتان مع الـ«سي. اي. إي» من خلال الاتصال بضباط مخابرات أميركيين يعملون بصفة دبلوماسيين في السفارة الأميركية في عوكر. وأما الحالة الثالثة فما زالت قيد
التثبت من علاقتها مع الموساد او جهاز اوروبي او اميركي.
وامتنع عن ذكر اسماء المتورطين الثلاثة، لكنه اكد ان «ليس بينهم أحد من الصف القيادي الأول خلافا للشائعات، وليس بينهم رجل دين خلافا للشائعات أيضا، وليس بينهم
أحد من الحلقة القريبة مني لا أمنيا ولا عمليا، وليس لأحد منهم علاقة لا بالجبهة ولا بالمراكز الأمنية الحساسة، كما لا يملك أي من هؤلاء معلومات حساسة يمكن
أن تلحق ضررا ببنية المقاومة العسكرية والأمنية وقدرتها على المواجهة، ولا علاقة لأي من الثلاثة باغتيال الشهيد عماد مغنية، وأيضا لا علاقة لأي منهم بملف المحكمة
الدولية، علما اننا خرجنا من موضوع المحكمة ولا علاقة لنا به».
وأكد السيد نصر الله انه رغم كل الإجراءات التي اعتمدتها الـ«سي. آي. إي» تمكن الجهاز الامني المعني في حزب الله من كشف تلك الحالات، وقال: لعلها من المرات
الأولى التي يواجه فيها الـ«سي آي إي» جهازا من هذا النوع، ونحن أمام إنجاز أمني حقيقي للمقاومة وهذا يزيدنا ثقة ومناعة وهذا يسلط الضوء على وكر الجاسوسية في
عوكر.
وفي الموضوع السوري أكد نصر الله الوقوف الى جانب نظام الرئيس بشار الأسد في سعيه الى مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها سوريا، فيما اكد من جهة ثانية الاستعداد
للقيام بكل ما يسهل مهمة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، متهما قوى 14 آذار بالاستمرار في الرهان على الخارج ضد الحكومة وضد مصلحة لبنان وقال: لا يضيرنا أن يقول
فريق 14 آذار هذه حكومة حزب الله، ولكن هذه ليست الحقيقة، هذه ليست حكومة اللون الواحد بل حكومة ائتلاف وطني عريض متعددة الألوان، هناك حرص على أن نعمل جميعا
كفريق واحد (تفاصيل ص 4).
ميقاتي: لا يمكن إلغاء المحكمة
الى ذلك، أمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان يكون البيان الوزاري قريبا على طاولة مجلس الوزراء. ولفت في مقابلة مع قناة «العربية» الى ان «الفقرة المتعلقة بالمحكمة
الدولية الخاصة بلبنان لا تزال قيد الإعداد».
وقال: مهما قيل لا يمكن للبنان إلغاء قرار تشكيل المحكمة لأنه قرار دولي، ونحن نحترم الشرعية الدولية وليس هناك أي التباس في الموضوع». الا انه اوضح ردا على
سؤال عن إمكان اتخاذ لبنان قرارا أحاديا يطلب إلغاء المحكمة، انه: «إذا لم يكن هناك إجماع لبناني على قرار معين، فسأستمر في تنفيذ ما التزمت به الحكومات السابقة،
أما إذا كان هناك ضرورة لاتخاذ أي قرار صعب، فيجب أن يحصل ذلك ضمن هيئة الحوار الوطني، أي بالتوافق بين جميع ممثلي الشعب اللبناني، لأن هناك ميزانا دقيقا بين
إحقاق الحق والعدالة من جهة والاستقرار من جهة ثانية، وأنا مستمر في احترام القرارات الدولية الى حين صدور قرار مخالف أو أي قرار آخر من قبل هيئة الحوار الوطني».


وأكد ميقاتي اننا لسنا في مواجهة مع المجتمــع الدولي ومع الاخوة العرب، وقال: ان الحكومة ليست حكومة مواجهة، وأنا أدرك حجم الحملة الكبيرة التي تواجهها الحكومة
من فريق المعارضة، لكنني من المؤمنين أن الحكم استمرارية، ونحن هنا للحفاظ على سيادة لبنان وحريته واستقراره وقراره الحرّ، ونتطلع إلى علاقة وطيدة وقوية مع
كل الدول الشقيقة والصديقة.
وإذ اكد على العلاقة التاريخية والاخوية مع السعودية كاشفا انه سيزورها بعد الثقة للقاء الملك عبد الله بن عبد العزيز، اعرب عن امله في ان تخرج سوريا من محنتها،
وأشار الى ان الحكومة «ستتعامل مع ملف الأخوة السوريين الذين اضطرتهم ظروف أمنية الى النزوح من بلداتهم، من منطلق إنساني بحت، بعيدا عن الجوانب السياسية».
وردا على سؤال قال ان سلاح المقاومة هو من ضمن المسائل المطروحة على هيئة الحوار الوطني، الا أنه اكد على ضرورة سحب السلاح من المدن.

No comments:

Post a Comment