Wednesday, June 29, 2011

القوّات تعيد تأهيل نفسها بمقاطـعة كتائبيّة
أعادت القوات اللبنانية «تأهيل نفسها». وتوّجت ذلك، أمس، بإقرار نظامها الحزبي الداخلي، في احتفال قاطعه حزب الكتائب
نادر فوز
سمح رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» لنفسه، أمس، بأن يقول للّبنانيين «لست قائد ميليشيا، أنا رئيس حزب». جاء ذلك في احتفال للقوّات بإقرار النظام الداخلي للحزب، احتفال يمكن اختصاره بما قاله النائب السابق سمير فرنجية خلال الحفل: «أعادت القوات تأهيل نفسها». لكن، هل فرنجيّة محقّ؟ يؤكد الفيديو الذي عُرِض خلال الاحتفال لـ«تأريخ» حياة القوات أن ورشة إعادة التأهيل لم تتمّ بعد، وأن مسيرة الحزب نحو الديموقراطية وتخطّي ماضيه لا تزال معرقلة. فالفيديو التعريفي بمسيرة القوات همّش العديد من المحطات التاريخية في حياة القوات اللبنانية والحياة السياسية في لبنان. زرعت القوات في الفيديو جذورها في ثورة طانيوس شاهين، لتمرّ بنشوء دولة لبنان الكبير، ثم الاستقلال، وصولاً إلى اتفاق القاهرة. لا وجود لإسرائيل في تاريخ القوات. فعام 1982، لم يشهد سوى اغتيال الرئيس بشير الجميّل «بعد شهر وكم يوم» على انتخابه رئيساً (الحقيقة أنه اغتيل بعد 23 يوماً). الاجتياح الإسرائيلي لبيروت لم يجد مساحة له في الفيديو القواتي.
وبين اغتيال بشير وتفجير كنيسة سيّدة النجاة عام 1994، ليس في تاريخ «الخط الأحمر» سوى إسقاط الاتفاق الثلاثي. غابت الحرب بين القوات والجيش اللبناني، وغاب اتفاق الطائف. مجرد فراغ لا يليه سوى حل الحزب وسجن قائده. وبدل أن يكون عام 2000 عنواناً لتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، رأى الفيديو القواتي أنّ أهمّ ما حمله معه هو نداء مجلس المطارنة الموارنة، حين «صرخ بطرك من جبل لبنان: إيدكم عن لبنان»، فاتحاً أبواب بكركي أمام أنصار القوات اللبنانية للاحتفال بذكرى شهدائهم. ومن بعدها نقفز إلى عام 2005، اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسقوط الشهداء، وثورة الأرز و«إسقاط حكومة» و«جلاء الجيش السوري وعودة لبنان أخضر بعدما كان رمادياً»، ثم الانتخابات النيابية وإطلاق سمير جعجع الذي «صار رئيسَ الهيئة التنفيذية في القوات».
بعد الفيديو، تحدّث جعجع الذي هاجم الحكومة مجدداً، معلناً أن «أقلّ ما يقال فيها أنها حكومة الأنظمة العربية البائدة».
أبرز ما ظهر في احتفال القوات بتحوّلها إلى حزب، هو الحضور الكثيف لنواب تيار المستقبل وقادته ووزرائه السابقين. اما الغائب الأكبر، فكان حزب الكتائب. فالأخير قرر مقاطعة الاحتفال، باستثناء النائب نديم الجميّل. أما سبب المقاطعة، فيعود إلى خلاف نشب في الليلة السابقة، خلال الاحتفال الذي أقامته إذاعة «صوت لبنان». كان النائبان سامي الجميّل وسامر سعادة يريدان دخول قاعة الاحتفال، لكنّ حرّاس جعجع لم يفسحوا الطريق أمامهما بشكل كامل، ما أدّى إلى اصطدام كتف أحدهما بأحد حراس جعجع «الذين استنفروا وشهروا أسلحتهم في وجه النائبين»، على حد قول مسؤولين كتائبيين. وبناءً على ذلك، انسحب الكتائبيون من احتفال «صوت لبنان»، وقرروا مقاطعة احتفال القوات.
الاخبار
القوّات تعيد تأهيل نفسها بمقاطـعة كتائبيّة
أعادت القوات اللبنانية «تأهيل نفسها». وتوّجت ذلك، أمس، بإقرار نظامها الحزبي الداخلي، في احتفال قاطعه حزب الكتائب
نادر فوز
سمح رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» لنفسه، أمس، بأن يقول للّبنانيين «لست قائد ميليشيا، أنا رئيس حزب». جاء ذلك في احتفال للقوّات بإقرار النظام الداخلي للحزب، احتفال يمكن اختصاره بما قاله النائب السابق سمير فرنجية خلال الحفل: «أعادت القوات تأهيل نفسها». لكن، هل فرنجيّة محقّ؟ يؤكد الفيديو الذي عُرِض خلال الاحتفال لـ«تأريخ» حياة القوات أن ورشة إعادة التأهيل لم تتمّ بعد، وأن مسيرة الحزب نحو الديموقراطية وتخطّي ماضيه لا تزال معرقلة. فالفيديو التعريفي بمسيرة القوات همّش العديد من المحطات التاريخية في حياة القوات اللبنانية والحياة السياسية في لبنان. زرعت القوات في الفيديو جذورها في ثورة طانيوس شاهين، لتمرّ بنشوء دولة لبنان الكبير، ثم الاستقلال، وصولاً إلى اتفاق القاهرة. لا وجود لإسرائيل في تاريخ القوات. فعام 1982، لم يشهد سوى اغتيال الرئيس بشير الجميّل «بعد شهر وكم يوم» على انتخابه رئيساً (الحقيقة أنه اغتيل بعد 23 يوماً). الاجتياح الإسرائيلي لبيروت لم يجد مساحة له في الفيديو القواتي.
وبين اغتيال بشير وتفجير كنيسة سيّدة النجاة عام 1994، ليس في تاريخ «الخط الأحمر» سوى إسقاط الاتفاق الثلاثي. غابت الحرب بين القوات والجيش اللبناني، وغاب اتفاق الطائف. مجرد فراغ لا يليه سوى حل الحزب وسجن قائده. وبدل أن يكون عام 2000 عنواناً لتحرير لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، رأى الفيديو القواتي أنّ أهمّ ما حمله معه هو نداء مجلس المطارنة الموارنة، حين «صرخ بطرك من جبل لبنان: إيدكم عن لبنان»، فاتحاً أبواب بكركي أمام أنصار القوات اللبنانية للاحتفال بذكرى شهدائهم. ومن بعدها نقفز إلى عام 2005، اغتيال الرئيس رفيق الحريري وسقوط الشهداء، وثورة الأرز و«إسقاط حكومة» و«جلاء الجيش السوري وعودة لبنان أخضر بعدما كان رمادياً»، ثم الانتخابات النيابية وإطلاق سمير جعجع الذي «صار رئيسَ الهيئة التنفيذية في القوات».
بعد الفيديو، تحدّث جعجع الذي هاجم الحكومة مجدداً، معلناً أن «أقلّ ما يقال فيها أنها حكومة الأنظمة العربية البائدة».
أبرز ما ظهر في احتفال القوات بتحوّلها إلى حزب، هو الحضور الكثيف لنواب تيار المستقبل وقادته ووزرائه السابقين. اما الغائب الأكبر، فكان حزب الكتائب. فالأخير قرر مقاطعة الاحتفال، باستثناء النائب نديم الجميّل. أما سبب المقاطعة، فيعود إلى خلاف نشب في الليلة السابقة، خلال الاحتفال الذي أقامته إذاعة «صوت لبنان». كان النائبان سامي الجميّل وسامر سعادة يريدان دخول قاعة الاحتفال، لكنّ حرّاس جعجع لم يفسحوا الطريق أمامهما بشكل كامل، ما أدّى إلى اصطدام كتف أحدهما بأحد حراس جعجع «الذين استنفروا وشهروا أسلحتهم في وجه النائبين»، على حد قول مسؤولين كتائبيين. وبناءً على ذلك، انسحب الكتائبيون من احتفال «صوت لبنان»، وقرروا مقاطعة احتفال القوات.
الاخبار

No comments:

Post a Comment