Wednesday, June 29, 2011

المفتي في رسالة الإسراء والمعراج:
لإخراج لبنان نهائياً من الفتنة


المفتي قباني موجهاً رسالة الإسراء والمعراج امس. (سامي عياد)
رأى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ان المطلوب اليوم "برنامج سياسي واقعي يفضي الى تحقيق الانجازات على مستوى الدولة.
وجاء في رسالة وجهها امس في ذكرى الاسراء والمعراج:
"احوال البلد العامة لا تخفى على احد، والتخبط الذي نعيش فيه، لا يحتاج الخروج منه الا الى نية وإرادة وعزم وتصميم، ودعوة الجميع الى ما هو قابل للتحقيق في المدى القريب ان صدقت النيات واستقام التطبيق.
ان مدينة منزوعة السلاح هو حل جزئي، واما ما يجب ان نعمل من اجله، لاخراج لبنان نهائيا من الفتنة، هو وطن منزوع منه القتال، ونفوس منزوع منها الاقتتال، فان السلاح هو الآلة والواسطة، واما فعل القتل فيعود الى الانسان ويكمن فيه، وكما السلاح يقتل فكذلك الكلمة تقتل، والقلم يقتل، والفتنة تقتل، والنبي محمد صلى الله عليه وسلم يقول: "من اعان على قتل اخيه المسلم ولو بشق كلمة، جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله". واسباب القتل كثيرة، وهي تمحى عند الناس متى غابت ثقافة الاقتتال من النفوس، واستوطنت محلها ثقافة المحبة، وعدم الاعتداء على الآخر، ومتى ابتعدنا عن التحريض السياسي والطائفي والمذهبي، ومتى انصرفنا الى التلاقي في ساحات العمل الوطني، وابتعدنا عن سراديب التناحر والتقاتل.
والوصول الى السلطة، من اجل تطبيق الاهداف السياسية المعلنة للساسة، امر مشروع في العمل السياسي لا جدال فيه، فيما تخضع الوسائل والاساليب المتبعة، للوصول الى الحكم، لقواعد اخلاقية ووطنية، تتوخى المصلحة العامة، كما تخضع لأطر قانونية ومسلكية متعارف عليها، بغض النظر عن صوابية الخيار السياسي واحقيته.
وان طرح الشعارات السياسية البراقة، التي تستخدم لجذب المواطنين، كمادة للاستهلاك السياسي، لم تعد تنطلي على احد. والمطلوب اليوم هو برنامج سياسي واقعي، يفضي الى تحقيق الانجازات على مستوى الدولة. ومن المهم جدا ان يرتكز اي مشروع سياسي للدولة، تطرحه السلطة او المعارضة، على رؤية سياسية واضحة، تشكل الاطمئنان للمواطن، في صدق المشروع وحكمته، مشروع منيع لا يحيد عن المبادئ الوطنية، ولا يساوم على الخيارات، في اشد الظروف قسوة، مشروع لا يسمع الناس ما يودون سماعه فقط، بل ما هو في مصلحتهم ومصلحة وطنهم تطبيقا وعملا. مشروع سياسي كهذا يحقق النجاح والاستمرارية الهادفة، ويحصد ثقة المواطنين برجالاتهم وبمستقبل ابنائهم ووطنهم، وهذه الثقافة اذا بقيت اسيرة التصريحات والخطب والكلمات، فلن يفلح الوطن، واذا حمل اهل القيادة والتوجيه، ومن يتصدون للعمل السياسي هذه الثقافة على اكتافهم، فازوا وافلح الوطن بهم".

No comments:

Post a Comment