Wednesday, July 20, 2011

دمشق حريصة على العلاقات مع قطر وتركيا المعلم ينذر سفيري أميركا وفرنسا: موقـع سوريـا يعرّضهـا للمؤامرات

المعلم يتوسط البوطي (إلى اليمين) وعبد الستار السيد في جامعة دمشق أمس (أ ف ب)

حذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس، سفيري الولايات المتحدة وفرنسا من التجول خارج دمشق من دون إذن رسمي، موضحاً انه سيتم فرض منع تجول على الدبلوماسيين
في محيط يزيد على 25 كيلومتراً إذا رفضا الانصياع. وأكد المعلم تطلع دمشق الى علاقات طيبة مع قطر بالرغم من إغلاق سفارتها و«بغض النظر عما تفعله قناة الجزيرة».
واعتبر ان العلاقة مع تركيا «تمر بفترة سوء فهم، ونحن ما زلنا مصرين على بناء هذه العلاقات».
من جهتهما، اعتبر وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد أن «الفتوى الشرعية الوحيدة لعلماء سوريا هي وأد الفتنة ومنع التخريب وتحريم التظاهر وسفك الدماء». وحرم
الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي «الخروج إلى الشارع، وخاصة إذا أدى إلى التخريب وذلك حسب المبادئ الشرعية».
وقال المعلم، خلال ندوة حوارية بعنوان «مسيرة الإصلاح.. رؤية سياسية دينية قانونية» في جامعة دمشق، بعد أسبوعين من زيارة السفيرين الأميركي روبرت فورد والفرنسي
اريك شوفالييه الى حماه، «نحن لم نطرد السفيرين كمؤشر على رغبتنا المستقبلية في علاقات أفضل مع فرنسا وأميركا، ومن اجل أن تراجع حكومتاهما النظر في مواقفهما
تجاه سوريا»، لكنه أضــاف «إذا استــمرت هـذه المخالفة
فسنفرض إجراءً وهو منع التجول في محيط يزيد على 25 كلم». وأضاف «أرجو ألا نضطر إلى هذا الإجراء».
وسارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هايدي برونك فولتون الى الرد. وقالت «هذه ليست تصرفات حكومة لا تخفي شيئا». وأضافت «بما ان الحكومة السورية ترفض السماح
لوسائل الاعلام الدولية وأعضاء منظمات حقوق الانسان (بالعمل على أراضيها) فإنه يجب أن يكون بمقدور الدبلوماسيين التجول في البلد من اجل رصد الوضع على الأرض».
وأشارت الى ان المسؤولين الاميركيين سيقيمون القيود التي ستفرضها الحكومة السورية، موضحة ان الادارة الاميركية سترد «اذا كبحت الحكومة السورية قدرة دبلوماسيينا
على القيام بواجباتهم بفعالية داخل سوريا».
وأكد المعلم مغادرة السفير القطري في دمشق. وقال إن «مغادرة السفير القطري دمشق جاءت من دون إعلام وزارة الخارجية السورية. رغم ذلك نتطلع الى علاقات طيبة مع
دولة قطر بغض النظر عما تفعله قناة الجزيرة».
وقال مصدر وثيق الاطلاع لوكالة «فرانس برس» إن السلطات السورية بعثت برسالة اعتذار الى وزارة الخارجية القطرية بعد مهاجمة سفارة الدوحة في دمشق وتجميد نشاطاتها.
ورحب المعلم بزيارة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى دمشق. وقال «مرحب به في أي وقت يجده مناسباً، ليس هو فقط بل رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية. نحن
بنينا علاقات طيلة 10 سنوات مع تركيا تخدم مصالح شعبينا، هم يمثلون لنا جسراً باتجاه الغرب ونحن جسر لهم باتجاه العالم العربي. هذه العلاقات تمر بفترة سوء فهم
ونحن ما زلنا مصرين على بناء هذه العلاقات».
وقال المعلم إن «موقع سوريا الجغرافي في قلب الشرق الأوسط ودورها الكبير في سياسات وتوازنات الوطن العربي والمنطقة عموماً، وكونها مجاورة لإسرائيل، كل هذا يجعل
من بلدنا هدفا لمؤامرات خارجية تخدم مصالح الأطراف متعددة الجوانب».
وأكد أن «الأسرة السورية بأمسّ الحاجة اليوم لأن تهدئ من اندفاعات الغضب والتحديات وتتمسك بالوحدة الوطنية ملاذاً ومصدر قوة، وتتجه بتصميم وعزم إلى الأخذ بالإصلاحات
المطروحة لتصنع من سوريا وطناً للديموقراطية والحرية الإنسانية في ظل الوحدة الوطنية، لإغلاق الأبواب أمام التحديات الخارجية أياً كان مصدرها والخروج من الأزمة
الراهنة أكثر قوة وأكثر كفاءة على خوض معترك المستقبل الأفضل».
ورداً على أسئلة الحضور، قال المعلم إن «الحياة السياسية الجديدة تتطلب فعلا أن يكون في سوريا أحزاب، ويجب أن يكون لها برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي يستطيع
كل مواطن أن يختار الانتماء الذي يرغب به، وسيكون لهذه الأحزاب صحافة، ولذلك يجري الإعداد لقانون إعلام جديد وقانون انتخابات جديد لأن هذه الأحزاب ستتنافس على
مجلس الشعب المقبل». وأضاف «هذا ما يتوقع أن يكون عليه مستقبل سوريا لكي تخرج من هذه الأزمة بصورة أقوى»، مؤكداً أن «هذه الأحزاب يجب أن تبقى تعمل في ظل سقف
الوطن وثوابته الوطنية وأن تحرص على استقلاله ومنع التدخل الخارجي في شؤونه الداخلية وأن تهدف في برامجها إلى تعزيز الوحدة الوطنية».
وحول اللقاء التشاوري الذي عقده هيئة الحوار الوطني، وإن كان المشاركون مثلوا أغلبية الشعب السوري، أوضح المعلم أنه «في أي حوار وطني لا يمكن أن تأتي بـ90 في
المئة من الشعب. هذا يحتاج إلى اقتراع وانتخابات. أقول إن هذه التجربة جيدة بحد ذاتها لأنها سمحت بالحوار بين أفكار متعددة وجديدة. حتى القوانين المزمع إطلاقها
هي تجربة جديدة في الحياة السياسية السورية قد تكون لها إيجابيات وقد تكون لها سلبيات لكنها بداية الطريق نحو المستقبل، لذلك هذا الحوار سمي تحضيرياً، ولم يكن
هو الحوار الوطني. مع ذلك فهذا لا يغير شيئاً من الصورة التي سيقودها الأسد لصنع التحولات السياسية والاقتصادية في هذا المجتمع».
بدوره قال وزير الأوقاف محمد عبد الستار السيد إن «الفتوى الشرعية الوحيدة لعلماء سوريا هي وأد الفتنة ومنع التخريب وتحريم التظاهر وسفك الدماء»، مشيراً إلى
أن «من يقوم بالتظاهر انطلاقاً من المساجد ليس لهم علاقة بالمساجد ولا بالمصلين وهم يخرجون من أمام المساجد بناء على دعوات على الإنترنت لرفع الشعارات الدينية
أثناء التظاهرات كالتكبير بهدف التحريض ليس إلا، وهم ينفذون مؤامرة خارجية محاولين زج الأماكن الدينية لما لها من رمزية عند المواطنين».
وقال الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي «علينا تفويت الفرصة على من يجلس في الخارج ويحيك لنا الفتن في الداخل، مستغلين قضايا مطلبية في الشارع لصالح أجندة خارجية
ومآرب ترتكز إلى مؤامرة أدواتها الفتنة الطائفية والمذهبية». وأضاف إن «الخروج إلى الشارع محرم، وخاصة إذا أدى إلى التخريب وذلك حسب المبادئ الشرعية».
ميدانياً، قال نشطاء إن قوات الامن قامت بعملية واسعة فجر امس في دوما على بعد 15 كلم شمالي العاصمة. واعتقل عدد من الاشخاص وقطعت الاتصالات الهاتفية كما كتب
ناشطون على صفحة «الثورة السورية 2011» على موقع «فيسبوك». ويظهر شريط فيديو على هذه الصفحة متظاهرين يطالبون بإسقاط النظام بعد صلاة الظهر امام المسجد الكبير
في وسط دوما.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم الريحاوي إن قوات الأمن اعتقلت زعيم حزب الشعب الديموقراطي المعارض جورج صبرا من منزله في بلدة قنا قرب
دمشق والمحامي جورج طحان في حلب.
من جهة اخرى شارك آلاف الاشخاص في السويداء في مسيرة دعم للأسد. وبث التلفزيون العام صوراً يظهر فيها المتظاهرون وهم يرفعون علماً سورياً بطول 2300 متر وعرض
18 مترا. كذلك جرت مسيرات مؤيدة للنظام في سلهب بمحافظة حماه وفي القرداحة بمحافظة اللاذقية.
وأدان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون مرة جديدة «تصعيد العنف»، وطالب السلطات السورية «بالوقف الفوري» لقمع المعارضين. وكرر «دعوته الى اجراء حوار تشاركي
وذي صدقية من دون تأخير». وأعرب وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله عن أمله في إصدار مجلس الأمن قراراً حول سوريا.
ونفى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في مقابلة مع قناة «العربية» نشرت مقتطفات منها أمس على أن تبث اليوم، أن تكون إسرائيل راغبة في بقاء الأسد في
السلطة، إلا انه اعترف بوجود اتصالات سرية في السابق مع دمشق للتوصل إلى اتفاق سلام. وقال «آمل في ألا يفكر احد في سوريا أو حزب الله أو إيران في افتعال حوادث
عند الحدود مع إسرائيل لصرف الأنظار عما يجري في سوريا». (تفاصيل صفحة: 15)
واعتبر نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، في تصريح لقناة «العربية»، أن «إخفاق الثورة السورية سيؤدي إلى إحكام سيطرة إيران على منطقة تمتد من ضفاف
البحر المتوسط إلى أفغانستان عبر لبنان وسوريا والعراق». وأضاف «إن استمرار قتل المتظاهرين في الشارع السوري قد يدفع إلى الرد على العنف بالعنف، وهو سيناريو
قد يحول الثورة من سلمية إلى أخرى مسلحة».
(سانا، ا ف ب، ا ب، رويترز، ا ش ا)
 

No comments:

Post a Comment