Sunday, July 17, 2011

اشتباك مسلح في حمص يوقع 30 قتيلاً ... ويهدّد سلمية الانتفاضة دمشق: مسيرة تأييد حاشدة ... لإنهاء الفوضى مؤتمر اسـطنبول يطلق مسـيرة إنقاذ متعثـرة
سوريون يتظاهرون تأييداً للأسد في ساحة الأمويين في دمشق أمس (أ ب)
متظاهرون يرفعون لافتة تنتقد الموقف الأميركي من أحداث سوريا خلال احتجاج للمعارضة في دير الزور أمس الأول (رويترز)
واصلت القوات العسكرية والأمنية السورية أمس، عملياتها في عدد من مدن البلاد وخاصة ما أسمته السلطات «بؤر التوتر الحدودية»، فيما جرى تصعيد خطير في الأزمة عندما
سجل في مدينة حمص اشتباك مسلح بين موالين للنظام ومعارضين له، ادى الى سقوط نحو ثلاثين قتيلا، حسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الانسان الذي استنكر من جهة الإساءة
الى سلمية الحركة الشعبية، وحمل من جهة اخرى النظام المسؤولية عن وقوع الاشتباك.
إلى ذلك، تجمع مئات الآلاف من مؤيدي الحكومة السورية في ساحة الأمويين في دمشق ليؤدوا «قسم الوفاء للوطن». وعرض التلفزيون الحكومي السوري بحراً من الاعلام يلوح
بها الحاضرون وهم يرقصون على انغام الموسيقى ويرفعون صور الأسد ويهتفون تأييداً لنظامه، وإدانة للفوضى والفراغ.
وجاءت هذه الوقائع بعد يوم من مؤتمر للمعارضة في اسطنبول تم خلاله انتخاب «مجلس إنقاذ» يضم 25 عضواً من معارضي الخارج، تمهيداً لانتخاب 50 آخرين
من الداخل، فيما انتقد الاتحاد الوطني لطلبة سوريا اللقاء التشاوري الذي انعقد الأسبوع الماضي، لأنه لم يعكس تعددية الواقع السياسي السوري، معبراً عن أمله في
أن يتجاوز الحوار الوطني الذي تعدّه السلطة، مشكلة التمثيل هذه.
من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من اسطنبول إنه لا يمكن التأثير على الوضع في سوريا من الخارج، مرحبة بجهود المعارضة للتجمع وآملة بـ«تعاون
سلمي مع الحكومة»، فيما قال نظيرها التركي أحمد داود اوغلو إن «الحكومة التي لا تأخذ بعين الاعتبار مطالب مجتمعها لا تستمر».
وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان اكثر من 30 قتيلاً مدنياً سقطوا خلال الساعات الـ24 الماضية في حمص (وسط) في اشتباكات بين موالين لنظام الرئيس بشار الأسد
ومعارضين له، محذراً من محاولة لإشعال «حرب اهلية».
وقال المرصد في بيان إن «اكثر من 30 شهيداً مدنياً قتلوا خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية في مدينة حمص...اثر اقتتال مدني بين موالين ومعارضين للنظام اندلع
في المدينة يوم امس (الأول) السبت». وأضاف المرصد إن «هذا الاقتتال في مدينة حمص هو تحول خطير يمس بسلمية الثورة ويخدم أعداءها والمتربصين بها والذين يسعون
لتحويل مسارها نحو حرب اهلية».
وأوضح رئيس المرصد رامي عبد الرحمن ان الاقتتال اندلع السبت على شكل تضارب واشتباكات بالعصي بين الطرفين على خلفية مقتل ثلاثة شبان مؤيدين للنظام، ثم ما لبث
ان تطور الى اشتباكات مسلحة، مشيراً الى ان عدداً كبيراً من القتلى سقط برصاص قناصة. وأضاف ان الاشتباكات اندلعت في شارع الحضارة القريب من وسط المدينة ثم توسعت
رقعتها لتشمل احياء اخرى، محملا مسؤولية ما يحصل الى السلطات السورية لأن «من واجبها حماية امن الوطن والمواطن وليس التفرج على ما يجري لأنها بتفرجها انما تشجع
ما يحصل من اقتتال اهلي».
من جهته قال شاهد عيان لوكالة «فرانس برس» إن الاشتباكات اتخذت منحى طائفياً بين علويين وسنة وجرت بشكل رئيسي ليل السبت - الاحد في شارعين في المدينة هما شارع
الحضارة وشارع الزهراء، وقد تم فيهما استهداف محلات تجارية ومنازل بالتخريب والحرق والسرقة. وأضاف ان مرتكبي القسم الأكبر من هذه الاعمال هم من «الزعران» الموالين
للنظام والذين ارتكبوا اعمالهم «على مرأى من اجهزة الامن»، مشيراً من جهة اخرى الى مقتل اربعة من رجال الشرطة إضافة الى اربعة اشخاص اختطفوا وعثر على جثثهم.

وفي مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، أفاد ناشطون بأن حوالى 150 جندياً تم إنزالهم بالمروحيات إلى المدينة، كما أكدوا أن عشرات الجنود انشقوا عن صفوف الجيش
مساء أمس الاول. وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان مدنياً قتل وأصيب اربعة آخرون السبت في البوكمال حين اطلقت قوات الامن النار لتفريق تجمع مناهض للنظام.
لكن وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» تحدثت عن مقتل عنصرين من قوات الامن أمس الأول، «بعد مهاجمة المجموعات المسلحة لمبنى قيادة منطقة البوكمال واستيلائها
على الأسلحة فيه، بينما انتشر بعض المسلحين على اسطح الأبنية». واضافت الوكالة ان ثلاثة عناصر من قوات حفظ النظام قتلوا وخطف اثنان آخران.
ودخل الجيش السوري مدينة الزبداني في جنوب سوريا. وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي إن «قوات الامن والجيش دخلت الزبداني اليوم. لقد
فتشت المنازل واعتقلت اكثر من خمسين شخصا» في هذه المدينة القريبة من الحدود اللبنانية. وأضاف المصدر نفسه ان الجيش دخل ايضا مدينة حمص، لافتا الى ان «اربع
دبابات وناقلة جند تمركزت في (حي) دوار الخالدية، وقد نظم السكان تظاهرة كبيرة تعبيرا عن رفضهم دخول الجيش».
وعقد نحو 350 معارضاً سورياً مؤتمراً في اسطنبول، انتخبوا خلاله «مجلس إنقاذ» يضم 25 معارضاً من الخارج، على أمل انتخاب 50 آخرين من الداخل، بعد إلغاء مؤتمر
مواز له في دمشق. وقال المشاركون في بيان ختامي للمؤتمر،»إن ما يرتكبه النظام السوري من قتل وتشريد أفقده شرعيته الشعبية والسياسية». كما دعا المؤتمر إلى نقل
السلطة في سوريا سلمياً إلى حكومة وطنية وتشكيل هيئة وطنية للإنقاذ من 75 عضواً يمثلون كافة أطياف المعارضة السورية من الداخل والخارج لإدارة المرحلة الانتقالية.
وحدد البيان مهام حكومة الوحدة الوطنية المقترحة في تفكيك الدولة الأمنية، ووضعَ أسس حياة دستورية وبناء دولة مدنية تعددية وديموقراطية أساسها المواطنة وتستند
إلى دستور عصري.
وفي كلمته أمام المؤتمر قال الباحث المعارض برهان غليون، انه قرر الحضور وقبول الدعوة لتوحيد صف المعارضة بكل مؤتمراتها، وقال «انقل لكم مشاعر الكثيرين من شباب
الثورة السورية»، مطمئنا الى «أن اي مؤتمر لن يكون بديلا عن الشباب الذين يقودون الثورة، وأعلن «صرف النظر عن تشكيل حكومة ظل». كما دعا غليون لإنهاء فكرة أي
حوار مع النظام. (تفاصيل ص: 12).
من جهتها، قالت كلينتون في لقاء مع مجموعة من الشبان الاتراك في مقهى في اسطنبول بثه التلفزيون «يجب أن تتوقف الوحشية». وفي وقت لاحق وخلال مؤتمر صحافي مشترك
مع داود أوغلو قالت كلينتون «مستقبل سوريا متروك للشعب السوري لكن الجهود التي تقوم بها المعارضة للعمل معا لتنظيم وتوضيح جدول اعمال هي جزء مهم من الاصلاح
السياسي». وعبرت عن املها في إمكانية تحقيق المصالحة بين شعب وحكومة سوريا للعمل سوياً. وقالت «هذا ما يفعله الشعب السوري فهو يحاول تشكيل معارضة تستطيع ان
تقدم مسارا فيما نأمل التعاون السلمي مع الحكومة من أجل مستقبل افضل. واعتبرت انه لا يمكن التأثير على الوضع في سوريا من الخارج. وصرحت لقناة «سي.ان.ان - ترك»
الاخبارية «لا احد منا لديه تأثير حقيقي باستثناء ان نقول ما نعتقده ونشجع على التغيير الذي نأمله». وأضافت ان «ما يجري في سوريا غير واضح المعالم ومثير للحيرة
لان الكثيرين منا كان يحدوهم الامل ان ينجز الرئيس (بشار) الاسد الاصلاحات الضرورية».
وكرر داود أوغلو تحذيرات لحكومة الأسد لتنفيذ إصلاحات أو مواجهة الإطاحة بها على ايدي قوى ديموقراطية. وقال داود أوغلو، الذي حث الأسد في وقت سابق على اجراء
اصلاحات تشكل علاجا بالصدمة، إن «الحكومة التي لا تأخذ بعين الاعتبار مطالب مجتمعها لا تستمر». وأضاف «قال الأسد إنه سيشكل جماعات متعددة الأحزاب في البرلمان...آمل
ان يكون لدى سوريا احزاب معارضة وأن يكون بسوريا احزاب معارضة ترفع صوتها».
في المقابل، أكد الاتحاد الوطني لطلبة سوريا ان مبدأ الحوار الوطني يشكل حاجة وضرورة سياسية وأداة وطنية في إطار الجهود المبذولة من الدولة والقوى الوطنية السياسية
والمجتمعية لصياغة مستقبل سوريا والحفاظ على ثوابتها الوطنية . وقال الاتحاد فى بيان اصدره فى جلسة استثنائية لمكتبه التنفيذي حول اللقاء التشاوري الذي انعقد
ما بين 10 و12 تموز الحالي «أهمية الحوار تكمن في أنه يقع بين القوى السياسية والوطنية الحقيقية والمؤثرة والقادرة على إنتاج واقع وطني جديد ديموقراطي تعددي،
وهذا يستدعي بالتأكيد اختيار وتحديد ودعوة جهات حزبية وسياسية وشخصيات وطنية معارضة ومستقلة الى مؤتمر الحوار الوطني». وأكد البيان أن نجاح مؤتمر الحوار الوطني
يحتاج الى تجاوز الأخطاء المرتكبة في اللقاء التشاوري الذي لم يجسد مكونات الشارع الوطني والحراك السياسي ولم يعبر في حواراته عن الاولويات الوطنية الحقيقية،
وعانى من غياب أو تغييب البعض.
(«السفير»، أ ف ب،
أ ب، رويترز، أ ش ا)

No comments:

Post a Comment