Monday, July 25, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الثلاثاء 26 تمّوز/يوليو 2011
الثلاثاء السابع من زمن العنصرة


إنجيل القدّيس لوقا .16-13:10
أَلوَيلُ لَكِ، يا كُورَزِين! ٱلويلُ لَكِ، يا بَيْتَ صَيْدا! لأَنَّهُ لَو جَرَى في صُورَ وَصَيْدا مَا جَرَى فِيكُمَا مِنْ أَعْمَالٍ قَدِيرَة، لَتَابَتَا مِنْ زَمَانٍ وَجَلَسَتا في المِسْحِ وَالرَّمَاد.
ولكِنَّ صُورَ وَصَيْدا سَيَكُونُ مَصِيرُهُمَا في الدَّيْنُونَةِ أَخَفَّ وَطْأَةً مِنْ مَصيرِكُمَا.
وَأَنْتِ يَا كَفَرْناحُوم، أَلَنْ تَرْتَفِعي إِلى السَّمَاء؟ فَإِلى الجَحِيمِ سَتَهْبِطِين!
مَنْ يَسْمَعُ لَكُم يَسْمَعُ لي، وَمَنْ يَرْفُضُكُم يَرْفُضُنِي، وَمَنْ يَرْفُضُنِي يَرْفُضُ الَّذي أَرْسَلَنِي».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

المجمع الفاتيكاني الثاني
فرح ورجاء "Gaudium et Spe": دستور رعائي في الكنيسة في عالم اليوم، الفقرتان 40 و45
"مَن سَمِعَ إِلَيكُم سَمِعَ إِليَّ"
لقد وُلدت الكنيسة من حبّ الآب الأزلي، وأسّسها المسيح المخلّص في الزمن، وجمع شملَها الروحُ القدس، وهي تتبع غايةً خلاصيّة، لا يمكن أن تتحقّق تمامًا إلاّ في العالمِ الآتي، غير أنّها حاضرة منذ الآن على هذه الأرض، وهي تتألّف من بشرٍ هم أعضاءَ في المدينةِ الأرضية، دعوتُهم أن يؤلّفوا، في قلب تاريخ الإنسان نفسه، عائلةَ أبناءِ الله، التي يجب أن تنمو باستمرار حتّى رجوع الربّ... إنّ الكنيسة هي بالوقت نفسه، "جماعةً منظورة وروحيّة"، تسير مع كلّ البشريّة وتشاركُ الكونَ في مصيره الأرضي؛ إنّها كالخمير، كالروح في المجتمع الإنساني، المدعو إلى التجديد في المسيح ليتحوّل إلى عائلةِ الله.

حقًّا إنّ هذا التداخل بين المدينة الأرضيّة والمدينة السماويّة لا يُدرَك إلاّ بعين الإيمان؛ أضِف إلى ذلك أنّه يظلّ سرًّا من أسرار تاريخ الإنسان الذي تُبلبله الخطيئة، حتّى يتجلّى تمامًا مجد أبناءِ الله. والكنيسة، إذ تتبع الغاية الخلاصيّة التي تمتاز بها، لا تمنح الإنسان الحياة الإلهيّة فقط، بل تنشر أيضًا، بطريقةٍ من الطرق على العالمِ كلّه، النورَ الذي ينبعث من هذه الحياة الإلهيّة خاصّةً عندما تشفي الشخص البشري وترفع كرامته، وتُوثق تلاحم المجتمع وتوفّر معنى أعمق لنشاط البشر اليومي وتنفحه بمفهومٍ أسمى. وهكذا تعتقد الكنيسة أنّ بإستطاعتها، من خلال كلّ فرد من أعضائها ومن خلال الجماعة التي تؤلّف، أن تساهم مساهمةً واسعة في المزيد من "أنسنة" العيلة البشريّة وتاريخها.
سواء ساعدت الكنيسة العالم أو قبلت منه مساعدةً، فإنّها تنشد غايةً وحيدة وهي أن يأتي ملكوت الله ويتوطّد خلاص الجنس البشري. ومع ذلك، إنّ كلَّ الخير الذي يستطيع أن يوفّرَه شعب الله أثناء حجّه على هذه الأرض للعائلة البشريّة، ناتج عن هذه الحقيقة وهي أنّ الكنيسة هي "سر الخلاص الشامل"، يبيّن ويحقّق في آن واحد سرَّ محبّة الله للإنسان.

No comments:

Post a Comment