Saturday, July 30, 2011

القديس الشهيد ماما شفيع المردة الموارنة

تساءلت مراراً عن سبب تشييد الموارنة الاوائل كنائس على اسم القديس ماما في لبنان. وكان تساؤلي كبيراً عن سبب تشييد أول كنيسة مارونية في اهدن على اسم هذا القديس،
من كابّادوكي في آسيا الصغرى (تركيا اليوم) السنة 749م والتي تعتبر أقدم كنيسة مارونية في لبنان، الى جانب تشييد كنائس من حجار هيكل اهدن الكنعاني على أسماء
يوحنا وبطرس وابحاي واسطفان وزخيا المتعلقة اسماؤهم بالتاريخ المسيحي والسرياني في شكل مباشر.
لكن السؤال يبقى ما هي علاقة القديس ماما بالموارنة الذين تحصنوا في جبال لبنان؟
ان البحوث التي أجريت عن التاريخ الماروني من العديد من العلماء والمستشرقين أغفلت، أو تجاهلت، موضوع تسمية كنائس في جبال لبنان على اسم القديس ماما الكابّادوكي.
ومرّت الايام حتى وصل الى يديّ كتاب يؤرخ حياة القديس ماما من اعداد الأرشمندريت بولس نزها الراهب الباسيلي الشويري.
فالأرشمندريت نزها أورد في كتابه هذا في الملحق الرقم 9 في الصفحة 255، مرتكزاً على مخطوطات من قبرص، ما يأتي: "ان عبادة القديس ماماس في مورفو، حيث شُيّد دير
مشهور على اسمه، ذات ارتباط مباشر بالماضي البيزنطي للمنطقة.
ان القديس ماماس الذي لم يكن قديساً قبرسياً فعلياً، صارت له عبادة أكثر في مورفو في العصور البيزنطية. كان القديس ماماس المدافع التلقائي للجسم الحربي للمردة،
فضلاً عن ذلك كان، عندهم رسمه مطبوعاً على سلاحهم الابيض (المجرّد).
يعتقد أن هيكلية المردة العسكرية، ما بين القرن السابع – الثامن بعد المسيح (خصوصاً بعد بدء كوارث الفتوحات العربية)، كانت قد انتقلت الى قبرص وتمركزت في منطقة
مورفو. هؤلاء المردة كانوا يورّدون الى قبرص، ايضاً، خصوصية العبادة لقديّسهم المدافع ماماس. وفي ما بعد وُجدت المذهبية المحلية التقليدية للعمل العجائبي في
منطقة مورفو من سواحل آسيا الصغرى، آكلة لحوم البشر، مع من هم للقديس الحامي. إذ ان عبادته كُرّست هناك حيث شيّدت له كنيسة، وتأسس دير، في ما بعد، لا يزال هيكله
موجوداً حتى اليوم (...)".
وهنا تعقبت حياة القديس ماما لاستيضاح علاقته بالموارنة وسكان جبال لبنان المسيحيين. فالسنكسار الماروني وأبطال الايمان في أولياء الله في لبنان للأب لويس شيخو
اليسوعي وصولاً الى كتاب "Sur les pas des Saints au Liban" لفيكتور صوما الذي تكلم عن حياة القديس ماما وكنائسه في لبنان. ولم يشر أحد الى علاقة المردة بالقديس
ماما. وتوصلت الى استنتاجات عدة أجابت عن تساؤلي.
فالموارنة، الذين هم المردة، هم سكان جبال لبنان الأصليون، وكان وطنهم يقسّم الى جبّات ثلاث، جبة المنيطرة وجبة بشري وجبة دير القمر، وان انتشار الكنائس السبع
عشرة على اسم القديس ماما يوازي انتشار الموارنة – المردة في لبنان في الفترات الاولى من تاريخهم، طبعاً باستثناء بعض الكنائس الارثوذكسية والكاثوليكية، لأن
القديس ماما ليس قديساً مارونياً.
وبما أن اهدن كانت من أوائل القرى المارونية في لبنان، كما كانت أحد الحصون المارونية التي تصدّت بالمردة لمعظم الغزاة، فليس غريباً أن تشيّد أول كنيسة مارونية
في لبنان على اسم القديس الشهيد ماماس الكبّادوكي شفيع وذخيرة المحاربين المردة.

روي عريجي     

No comments:

Post a Comment