Monday, July 18, 2011

ألمانيا تموّل تزويد إسرائيل بغواصة «دولفين» سـادسة
وافقت ألمانيا على طلب إسرائيل تزويدها بغواصة سادسة من طراز «دولفين» القادرة على حمل رؤوس نووية.
وأشارت مجلة «در شبيغل» الألمانية التي نشرت النبأ أمس إلى أن هذه الموافقة جاءت بعد تأجيلات مطولة. غير أن مراجعة سريعة لتاريخ صفقات «دولفين» الألمانية لإسرائيل
تظهر أنه في كل مرة كانت الحكومة الألمانية تماطل شكلياً لاعتبارات معينة، ولكنها تستجيب للطلب الإسرائيلي في نهاية المطاف. وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية
أن برلين أدرجت في موازنة العام المقبل 135 مليون يورو (191 مليون دولار) لدعم شراء إسرائيل للغواصة.
وحسب «در شبيغل» فإن وزير الدفاع الألماني توماس دي مزاير التقى الأسبوع الماضي في إسرائيل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك. وقد بحث
معهما أمر الصفقة ووعدهما بالعمل على إبرام الصفقة عبر دفع 135 مليون يورو لتمويل إنشاء الغواصة. وهذه ليست المرة الأولى التي تمول فيها الحكومة الألمانية إنتاج
غواصات لإسرائيل وفق مواصفات تريدها إسرائيل وعلى حساب دافع الضرائب الألماني.
وكانت برلين قد شرعت بتزويد إسرائيل بهذا النوع من الغواصات منذ نهاية التسعينيات. وقد منحت الحكومة الألمانية أول غواصتين من هذا النوع على شكل هدية أو مكافأة
جراء ضبطها النفس في حرب غزو العراق للكويت ومن أجل تحسين قدراتها الإستراتيجية. كما أن الغواصات الثلاث الأخرى منحت لإسرائيل بعد أن شاركت الحكومة الألمانية
في تمويل ثلث تكلفة إنتاجها. وأبقت إسرائيل على اسم «دولفين» على الغواصة الأولى التي تسلمتها في حين أسمت الاثنتين الأوليين «تكوما» و«لفيتان».

وتعتبر غواصة «دولفين» من الغواصات ذات القدرة على الإبحار الى مسافات بعيدة تحت سطح البحر وهي تنتج في مدينة كيل الألمانية. ويرى الخبراء أنها الغواصات صاحبة
المدى الأطول الموجودة حالياً في العالم، فضلاً عن قدرتها على حمل وإطلاق أسلحة نووية. وتعتبر غواصات «دولفين» قطع السلاح الأغلى والأكثر سرية في إسرائيل، فضلاً
عن كونها الذراع الأطول لديها، فتكلفة كل غواصة لا تقل عن نصف مليار يورو. وبحسب المعلومات الشائعة فإن هذه الغواصات تقضي حوالى نصف وقتها في مهمات بعيدة.
ومنذ تسلم إسرائيل الغواصة الأولى سرت تقديرات في أرجاء العالم بأن امتلاك هذه الغواصات يوفر للدولة العبرية القدرة على توجيه الضربة النووية الثانية. وهذا
يسمح لإسرائيل بامتلاك قدرة ردع استراتيجية تتجاوز قدرتها على تنفيذ الضربة الأولى.
ومن المعروف أن غواصة «دولفين» قادرة على الإبحار لمسافة 4500 ميل بحري بسرعة قصوى حوالى 20 عقدة. وتستطيع كل غواصة حمل طاقم عشرات من الجنود وهي مجهزة بأحدث
وسائل التسليح والعتاد الاستخباراتي الإلكتروني. وجرى مراراً التركيز على هذه الغواصات في الحديث عن عمل عسكري إسرائيلي ضد المشروع النووي الإيراني. كما جرى
الحديث مراراً عن تواجد بعضها في المحيط الهندي وعلى مقربة من الخليج العربي في إطار التحضير للضربة العسكرية. كما أن إحدى الغواصات هذه مرت بشكل يعتبر تاريخياً
من البحر الأبيض إلى البحر الأحمر في خطوة فسرت حينها بأنها تعبير عن رضا مصري عن ضربة إسرائيلية لإيران.
وتستند محركات الغواصة من طراز «دولفين» على تكنولوجيا حديثة تجمع بين محرك ديزل ومحرك هوائي ذاتي الدفع يسمح بالحركة الهادئة في أعماق البحار.
(«السفير»)

No comments:

Post a Comment