Monday, July 18, 2011

> معارضو الداخل: فليعلن مَن في الخارج ولاءهم للشــارع

معارضو الداخل: فليعلن مَن في الخارج ولاءهم للشــارع

جالت «الأخبار» على ثلاثة من أبرز المعارضين السوريين المحسوبين على «معارضة الداخل» لاستمزاج آرائهم بمؤتمر إسطنبول، الذي عقد أول من أمس. ميشال كيلو ومنذر
خدام ويوسف عبدلكي اتفقوا على آراء نقدية للغاية من الاجتماع

محمد الشلبي, وسام كنعان

دمشق | ظهر مؤتمر المعارضة السورية، الذي اختتم أعماله في مدينة اسطنبول التركية، أول من أمس، بطريقة مربكة شرّعت الأبواب أمام جهات عدة لانتقاد المؤتمرين وغاياتهم.
وفي مقدمة منتقدي المؤتمر بعض أبرز رموز المعارضة التي لا تزال داخل سوريا.

بثقة عالية وبتوازن واضح، يعلّق المعارض والمثقف ميشال كيلو على المؤتمر المذكور، في حديث إلى «الأخبار» بالقول إنه «كان ناقص الإعداد، إذ هناك حركات وجهات لم
يسبق لها أن تواصلت بعضها مع بعض قبل المؤتمر، كذلك لم يتم التنسيق أو الاتفاق بينها على شيء مسبقاً، حتى إن بعض شخصيات المؤتمر صرّحت عبر وسائل الإعلام بأنها
غير مطلعة على تفاصيل المؤتمر وسبب انعقاده». ويضيف كيلو انتقاداً آخر على خلفية أنه يندرج في خانة كثرة مثل هذه الاجتماعات، وهو ما «يعكس نتائج سلبية تؤكد
أن هؤلاء المعارضين، بنتيجة عدم وجودهم في الداخل، فهم يعبّرون عن هذا النقص من خلال عقد هذه المؤتمرات التي يراد منها القول إن تلك المعارضة تمثل مصالح الشعب
السوري وتعكس واقعه النضالي في هذه الفترة». ويضيف كيلو «إننا خلال السنين الماضية، كنا نؤمن ونكرس إيماننا بأن المعارضة ترتبط بالداخل، والخارج يحاول اللحاق
بهذا الداخل، لكن بعد انشقاق عبد الحليم خدام واتفاق الإخوان المسلمين معه، اختلفت المعايير وألحق هذا الاختلاف ضرراً كبيراً بالمعارضة السورية».
وفي السياق، يرفض كيلو رفضاً قاطعاً اقتراح «حكومة الظل» ويردّ على تبرير هيثم المالح عن أنه يحذو حذو بريطانيا بتذكيره بأن «الأمور بهذا الشكل تسير نحو التعقيد،
لأنه لا يمكن الاقتداء ببريطانيا أبداً بسبب الظروف المغايرة على نحو جذري بين البلدين».
وعن الحلول الممكنة في هذا الظرف، يجيب كيلو بأن «الحل يكمن بأن يعود الخارج إلى مكانه كجزء من الداخل، وأن يتوقفوا عن عقد المؤتمرات ليكون هناك مؤتمر أول وأخير
يصرحون فيه عن التحاقهم بالشارع الذي يعبر عن نفسه ويمثل نفسه»، مجدداً تأكيد موقفه من أن أي معارضة لم ترتقِ إلى مستوى الشارع بعد، «بل نحن مجرد أشخاص يقفون
على الرصيف يتفرجون على نضال هذا الشارع وإن كان بتعاطف كبير».
ويتفق المعارض السوري منذر خدام مع كيلو عندما يعرب عن تحفظات عديدة على عقد المؤتمر خارج الأراضي السورية. ويقول لـ«الأخبار» «أنا على اقتناع تام بأنه يحق
للسوريين عقد مؤتمرات تشاورية وحوارية في أي زمان ومكان يختارونه، لكنني منحاز تماماً لعقد جميع هذه المؤتمرات على الأراضي السورية». وعن سبب رفضه الدعوة التي
وجهت إليه لحضور «مؤتمر الإنقاذ الوطني» في إسطنبول، يبرر غيابه «بسبب تحفظي الشديد على مجمل بنود والاقتراحات المدرجة على جدول أعماله». ومن أكثر هذه البنود
التباساً، برأي خدام، هو تأسيس حكومة ظل، «فأنا أرى أنّ العمل على خلق حكومة الظل في مثل هذه الظروف، مبادرة سابقة لأوانها».
ويعود خدام، الذي ترأس لقاء المعارضة التشاوري الأول الذي عقد في فندق سميرا ميس بدمشق، ليشدد على أن «من المؤكد أن سوريا لا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه
قبل الأحداث الأخيرة، وعلينا قراءة واقع السلطة والنظام على النحو الآتي: هناك قسم من رجالات النظام السوري وقياداته غير موافق أو مقتنع أساساً بالتغيير الديموقراطي،
في مقابل فئة أخرى يترأسها الرئيس بشار الأسد تعمل جاهدة على الانتقال بالحكم من النهج الديكتاتوري الاستبدادي إلى الديموقراطي».
وعن الحلول والمقترحات التي يعمل خدام على تكريسها في أوساط المعارضة السورية للخروج من الأزمة، يشرح أنه «علينا التركيز بداية على قوانين الانتخابات والإعلام
والإدارة المحلية، ومن ثم انتخاب مجلس الشعب وإدارة محلية ستحدد مصير الديموقراطية التي يعمل النظام السوري على تكريسها». ويرى المعارض نفسه أن هذا «يتطلب بالضرورة
ثلاث سنوات على الأقل، بانتظار موعد الانتخابات الرئاسية المقبلة على قاعدة أنه لا وجود لحلول منطقية علمية واقعية ما لم يكن النظام طرفاً فاعلاً فيه».
على الطرف المقابل، يعرب المعارض السوري والفنان التشكيلي يوسف عبدلكي عن اقتناعه بأن «هذا المؤتمر جيد لأنه يضايق السلطة السورية وأجهزتها الأمنية، لكنه في
الوقت نفسه يثير العديد من الأسئلة وعلامات الاستفهام». ويرى أن بإمكان هذا المؤتمر أن «يحقق غايته المرجوة إن كان منتمياً لنبض احتجاجات الشارع وإن تحاشى مصادرة
قرار الحراك الشعبي ـــــ وهو أصلاً غير قادر على ذلك ـــــ وإذا رفض جميع الطروحات الطائفية، وأكد فكرة المساواة والمواطنة بين المواطنين».
وعما كان ينتظره من هذا المؤتمر، يجيب عبدلكي لـ«الأخبار» بأنه «كان عليه فضح ممارسات النظام وجرائمه وممارساته القمعية التي لا يزال ينتهجها منذ انطلاقة الأحداث
السورية وحتى هذه اللحظة». ويتابع إن «أهم نقطة يجب أن يؤكد عليها هذا المؤتمر وجميع المؤتمرات المشابهة، هي عدم استدعاء أو القبول بتدخل قوة خارجية لحل الأزمة».
وعن قراءته لواقع فعاليات المعارضة السورية، التي تعددت مؤتمراتها داخل الأراضي السورية أو خارجها، يعلّق بالتالي: «على هذا المؤتمر والمؤتمرات السابقة واللاحقة،
الكشف عن مصادر تمويلها، لأن ذلك يعطيها تفوقاً أخلاقياً في مواجهة لاأخلاقية النظام، وكسبها أمام الشعب السوري في الوقت نفسه، وأن يقطع الطريق على حجج النظام
ومقولاته ونظرياته المتعلقة بالمؤامرة الخارجية».
وعن رأيه بتأليف «حكومة الظل» و«مجلس الإنقاذ الوطني»، يلفت إلى أنّ «حكومة الظل هذه لعبة إعلامية لا أكثر، ولا يحق لأي طرف أن يؤلف حكومة ظل من دون استشارة
الداخل وقواه الشعبية المعارضة المنتشرة على الأرض»، مفضّلاً «تكبير حجمها لكونها وسيلة ضغط إعلامية على النظام السوري نجح بعض المعارضين السوريين في الخارج
في صناعتها».
وعن قراءته لمستقبل الأحداث السورية، والحلول التي من الممكن أن تنهي القتل والقمع، يعرب عبدلكي عن اعتقاده بأن الحراك الشعبي «لا يمكن تهدأته بعدما سالت الدماء،
وبعدما كسر جدران الخوف»، معترفاً بأن «النظام وأجهزته الأمنية لا يزال لديهم الكثير من القوى العسكرية التي لم تستخدم حتى الآن، هذا يؤكد أن المواجهات بين
الحراك الشعبي وآلة القتل ستبقى مستمرة إلى أجل غير مسمى».

مهرجانات تأييد للنظام

نظم آلاف السوريين المؤيدين للنظام، بدعوة من «تنظيم بصمة سوريا» مهرجانات حاشدة في عدد من المحافظات تحت عنوان «قسم الوفاء للوطن». وشهدت ساحة الأمويين في دمشق
مهرجاناً حاشداً تحت عنوان «قسم الوفاء للوطن». وأكد المنظمون أن الهدف من الاحتفال الذي تخلله حفل فني، شارك فيه عدد من الفنانين اللبنانيين والسوريىن رفض
التدخل الأجنبي، وتأكيد ضرورة الحفاظ على سوريا، وعدم نسيان الشهداء.

من جهتها، ذكرت وكالة «سانا» أن المئات من السوريين خرجوا أول من أمس من باب مصلى إلى الميدان «احتجاجاً على الأعمال التخريبية التي يتعرض لها حي الميدان على
أيدي المتظاهرين، وتأييداً لبرنامج الإصلاح الشامل الذي تشهده سوريا». كذلك، قام المئات من أبناء حلب بزيارة محافظة اللاذقية، تعبيراً عن «إيمانهم بالوحدة الوطنية
التي تربط أبناء الشعب السوري بكافة أطيافه ودعماً لبرنامج الإصلاح الشامل والحوار الوطني». إلى ذلك، بدأت أكثر من 400 سيدة لبنانية أمس رحلة في سوريا في إطار
حملة سيدات مريم في لبنان تحت عنوان «جنباً إلى جنب قافلة مريم من لبنان إلى سوريا». من جهته، رأى مفتي سوريا، أحمد بدر الدين حسون، خلال استقباله القافلة أن
«وقوف الشعب اللبناني إلى جانب سوريا وشعبها في هذه الأوقات هو دليل على عمق العلاقة الأخوية بين الشعبين».
(الأخبار)

تراجع عدد اللاجئين السوريّين في تركيا

وصل عدد اللاجئين السوريين العائدين من تركيا إلى 8520 شخصاً. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية أول من أمس عن مديرية إدارة الطوارئ والكوارث التابعة لمكتب
رئاسة الوزراء التركي قولها إن 15632 مواطناً سورياً فروا إلى تركيا، وعاد حتى اليوم 7112 منهم إلى بلادهم. وأضافت المديرية أن 8520 شخصاً لا يزالون في 6 مخيمات
مؤقتة أنشأها الهلال الأحمر التركي في بلدتي ألتينوزو ويايلاداغ في إقليم هاتاي بجنوب البلاد.
(يو بي آي)

مقالات أخرى لمحمد الشلبي:
list of 5 items
• المعارضة غير موحّدة حول «حكومة الظلّ»
[1]
• مثقفون سوريون في الشارع... والسجن
[2]
• المعارضة تدعم الانتفاضة السلميّة والحوار في 10 تموز
[3]
• شباب الثورة: معركة البحث عن أدلة
[4]
• شباب الفايسبوك: كلّنا حمزة علي الخطيب
[5]
list end

الاخبار

No comments:

Post a Comment