Monday, July 18, 2011

> خير الدين في الوزارة وإبراهيم في الأمن العام

خير الدين في الوزارة وإبراهيم في الأمن العام
ميقاتي يُراقب فلسطين المحتلّة من موقع للجيش اللبناني (دالاتي ونهرا)

يُفترض أن تُمثّل جلسة مجلس الوزراء، اليوم، انطلاقةً جديدة للحكومة، لبدء البحث الجدي في شؤون الناس الاقتصاديّة والاجتماعيّة، إذ يُفتتح الأسبوع على تعيين
المدير العام للأمن العام، ثم يليه تعيين مروان خير الدين وزير دولة

شهدت نهاية الأسبوع الماضي زيارتين لهما رمزيّتهما ودلالتهما. فأمس، عاد البطريرك بشارة الراعي، إلى مطرانيّته الجبيليّة، ليتبنّى شعار بلديّة جبيل «جبيل أحلى»،
وليؤكّد أن رئيس الجمهوريّة هو المرجعيّة السياسيّة، إذ إن الراعي لم يقبل دعوة غداء أو عشاء سوى من رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان، كما أن أحداً من السياسيين
لم يتحدث في جولته. أمّا الزيارة الثانية، فهي جولة الرئيس نجيب ميقاتي على الحدود الجنوبيّة، ليكون أوّل رئيس حكومة «يغط» في مروحيّة للجيش اللبناني في ثكنة
مرجعيون، ثم يجول على النقاط الحدوديّة مع فلسطين المحتلة.

أمّا اليوم الأول في الأسبوع الجاري، فيُفتتح بتعيين مدير عامٍ أصيل في الأمن العام، هو نائب مدير استخبارات الجيش العميد عباس إبراهيم، الذي قضت التسوية التي
أتت به إلى الأمن العام بتولي المدير العام للأمن العام بالوكالة العميد ريمون خطّار منصب المدير العام للدفاع المدني. كما يُفترض أن يُستكمل عديد مجلس الوزراء
اليوم بتعيين المصرفي مروان خير الدين وزيراً للدولة بدلاً من النائب طلال إرسلان، بمرسوم يصدره رئيس الجمهورية بالاتفاق مع رئيس الحكومة. وسيتم التعيين، بعد
تجاوز المشاكل بين الحزب الديموقراطي اللبناني، الذي يرأسه إرسلان، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كما تجاوز المشكلة التي نشأت مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي
النائب وليد جنبلاط، بعدما رأى الأخير أن الأفرقاء السياسيين تجاوزوه عندما اتفقوا على خير الدين من دون استشارته. وقد أتت زيارة إرسلان إلى جنبلاط في المختارة،
السبت الماضي، في إطار تجاوز عقبة جنبلاط، رغم أن مصادر الحزب الديموقراطي اللبناني تُصرّ على أن الزيارة هدفت إلى «تمتين التحالف الاستراتيجي بين الحزبين،
لا الى الحصول على مقعد وزاري». وأضافت هذه المصادر إن تسمية خير الدين أتت بعد طلب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من إرسلان.
ومن المتوقع أن يشارك خير الدين في جلسة مجلس الوزراء الأربعاء المقبل، والتي لا تحمل أي قرارات رئيسية. وذكرت مصادر وزارية أن جلسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضي
شهدت اتفاقاً على أن ينسق الوزراء مع رئيس الحكومة لجدولة جلسات حكومية خاصة بكل واحدة من الوزارات. وستبحث في هذه الجلسات برامج عمل كل وزارة على حدة، بعد
أن يعدّ أصحاب المعالي برامج عمل لمئة يوم، وأخرى لعام أو عامين.
ميقاتي في الجنوب: التزام الـ 1701
بالعودة إلى زيارة ميقاتي الجنوبيّة، فقد أكّد رئيس الحكومة «أن الاستقرار في جنوب لبنان هو مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط» التي، برأيه، لن يعود إليها
الأمن والأمان إلّا من خلال سلام عادل ودائم وشامل لن «يتحقق إلا من خلال تطبيق القرارات الدوليّة التي تحفظ للشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره والعودة إلى
أرضه وإقامة دولته المستقلة».
وشدّد ميقاتي على أن «الحكومة التي أكدت التزامها تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، ستواصل مطالبة الأمم المتحدة بوضع حدّ للانتهاكات الإسرائيليّة الدائمة لسيادة
لبنان، وتطبيق القرار تطبيقاً كاملاً والانتقال من مرحلة وقف الأعمال العدائية إلى وقف دائم لإطلاق النار». كما نوّه ميقاتي بالتعاون والتنسيق الكاملين القائمين
بين «الجيش اللبناني قيادة وضباطاً وأفراداً والقوات الدوليّة».
وكان ميقاتي قد تفقد وحدات الجيش اللبناني المنتشرة على الحدود اللبنانيّة الجنوبيّة وزار مقر قيادة القوات الدوليّة «اليونيفيل» في الناقورة، يرافقه وزير الدفاع
الوطني فايز غصن، قائد الجيش العماد جان قهوجي والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء عدنان مرعب. وفي ثكنة مرجعيون، لفت ميقاتي إلى أنه أراد أن تكون زيارته
الأولى بعد نيل الحكومة الثقة «إلى الجنوب، هذه المنطقة الغالية من لبنان على قلوبنا جميعاً»، وأضاف إن زيارته تتزامن مع حدثين: «الأول: الذكرى الخامسة لحرب
تموز عام 2006، والحدث الثاني: قرب التجديد للقوات الدوليّة العاملة في الجنوب»، وهما حدثان متلازمان برأيه، وإن اختلفا في المضمون. وقال ميقاتي، إنه في مثل
هذه الأيام قبل سنوات، كانت هذه المنطقة «تشهد عدواناً إسرائيليّاً واسعاً، برزت في مواجهته ثلاث إرادات هي في الواقع إرادة واحدة: إرادة شعب قرر الصمود في
أرضه، مهما كانت التضحيات، إرادة جيش قرر المواجهة، رغم إمكاناته الضعيفة التي تعوّضها بسالة ضباطه ورتبائه وجنوده، وإرادة مقاومين قرروا الدفاع عن أرضهم وعائلاتهم
وبيوتهم، فوجّهوا سلاحهم ضد العدو وغلبوه». ورأى أن هذه الإرادات الثلاث، التي «تعمل برعاية الدولة اللبنانية، حققت مجتمعة النصر الذي سنحتفل بذكراه في منتصف
آب المقبل».
بدوره، شكر قائد الجيش رئيس الحكومة ووزير الدفاع «على مبادرتهما المميزة بزيارة مواقع الجيش الأمامية المواجهة للعدو الإسرائيلي».
الراعي في جبيل (جوانا عازار)
«زيارة تاريخيّة» تلك التي يقوم بها البطريرك بشارة الراعي إلى جبيل، على الأقلّ هكذا يصفها القيّمون على دار مطرانيّة جبيل المارونيّة التي عرفت الراعي مطراناً
عليها منذ عام 1990. فالزيارة هي الرسميّة الأولى له للمنطقة منذ انتخابه بطريركاً، من دون أن نحتسب زياراته الخاطفة لدار المطرانيّة في عمشيت، حيث نام البطريرك
مراراً في سريره «المطرانيّ». وفي الكواليس، برز في الزيارة «الراعويّة» دعم بطريركي لمواقف رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان، الذي استفاد بدوره من المناسبة لدعم
البطريرك الراعي. الدعم إذاً مزدوج تحت راية جمع الأقطاب المسيحيّين استكمالاً لحوار بعبدا ولمبادرة بكركي.
يصرّ القيّم الأبرشيّ في مطرانيّة جبيل الأب توفيق بوهدير على وصف الزيارة بأنّها زيارة راعويّة لأبرشيّة جبيل المارونيّة، يغلب عليها الطابع الكهنوتيّ بعيداً
عن زواريب السياسة الجبيليّة، بحيث لم ولن يعطى لأيّ سياسيّ أو نائب حالي أو سابق الكلام خلال الجولة بمحطّاتها كلّها. وترفض اللجنة المنظّمة الحديث عن تكفّل
أيّ من السياسييّن بأي غداء أو عشاء، باستثناء العشاء الذي دعا إليه رئيس الجمهوريّة ميشال سليمان في دارته في عمشيت، مساء السبت.
وكان البطريرك الراعي قد استهلّ زيارته لجبيل، بعد ظهر السبت، باستقبال شعبيّ أقيم له عند مدخل القضاء في بلدة نهر إبراهيم، وامتد إلى عمشيت حيث وجّه الراعي
رسالة دعم إلى ابن عمشيت الرئيس ميشال سليمان، ودعوة لأن يتقدّم الى العمق «وإلى جانبك شعب مؤمن ومن بلدتك حالياً نائب ووزير يمثلان كل السلطة السياسيّة، فإلى
الأمام لبناء هذا الوطن».
وردّ سليمان التحيّة خلال العشاء الذي جمع نحو 150 شخصيّة سياسيّة ودينيّة في دارته في عمشيت، بحضور كلّ من رئيسَي مجلس النواب نبيه بريّ ومجلس الوزراء نجيب
ميقاتي. وكانت مناسبة لإطلاق عجلة التحاور من جديد «حول كيفية المضي في تطبيق وثيقة الوفاق الوطني في جميع بنودها، وحول سبل توضيح الإشكالات الدستوريّة» كما
قال سليمان. وقد غاب عن العشاء رئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة سمير جعجع بداعي السفر.
وقد أراد الرئيس سليمان من خلال العشاء، حسب أحد الأقطاب الحاضرين، «إعادة تأكيد أنه الحكَم والحاكم وجامع الموالين والمعارضين، وأنّ رهانه الأوّل والأساس على
التحاور رغم كلّ الفروقات»، معتبراً «أنّ العشاء هو تمهيد لاستئناف اجتماعات طاولة الحوار التي يسعى الرئيس سليمان إلى إحيائها قريباً». الكلام عينه الذي عبّر
عنه البطريرك الراعي بقوله إنّ «مبادرة الرئيس سليمان تعبير عن نهجه الثابت في جمع شمل العائلة اللبنانية»، وهو ما أكّده وزير البيئة ناظم الخوري، الذي وصف
اللقاء بأنّه «استكمال للقاءات السابقة، أكان الحوار الوطني أم دعوة البطريرك للقادة الموارنة»، فيما رفض عدد من المدعوّين تحميل اللقاء أكثر ممّا يحمل على
المستوى السياسيّ.

http://www.al-akhbar.com
om/

No comments:

Post a Comment