Saturday, July 23, 2011

> إسـرائيل «تغـزو» أنغـولا عـلى حسـاب لبنـان

إسـرائيل «تغـزو» أنغـولا عـلى حسـاب لبنـان

خطوة تجميد الانشطة الاقتصادية لعائلة تاج الدين اللبنانية في انغولا (تاجكو) ليست عادية. ويبدو أنها حلقة ضمن سلسلة حلقات، تنوي الحكومة الانغولية الاقدام عليها
للفترة الحالية والمقبلة، في محاولة منها للانتقال سريعاً الى أحضان الشركات الإسرائيلية والاميركية. في الاساس، ما كانت دوائر القرار في العاصمة الأنغولية
لواندا لتقدم على خطوة كهذه، نظراً الى القيمة الاقتصادية الكبيرة لمجموعة شركات عائلة تاج الدين، لو لم تكن تحظى بمباركة، أو حتى مشاركة، إسرائيلية وأميركية،
في أصل اتخاذ القرار وما سيليه أيضا. أما لبنان، فغائب رسمياً عن الموضوع، ليس باتجاه إيجاد حل لشركة تاجكو وحسب، بل أيضا لعدم تكرار الخطوة مع شركات ورجال
اعمال لبنانيين، في أنغولا وافريقيا. المفارقة أن رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، في الوقت الذي صدر فيه القرار الانغولي ضد تاجكو، يمنح سفير أنغولا لدى لبنان،
بيدرو هندريك فالنيتو، درع رئاسة الجمهورية، لمناسبة انتهاء مهامه الدبلوماسية.
ليس صدفة أن يتزامن القرار الانغولي مع خطوات أقرتها حكومة لواندا أخيراً، ترمي إلى توطيد العلاقات الاقتصادية والامنية مع إسرائيل، من بينها تشجيع الشركات
الإسرائيلية على الاستثمار أو زيادة الاستثمار، في أنغولا. في إطار ذلك، استضافت الحكومة الانغولية مجموعة من الصحافيين الإسرائيليين، من بينهم المحلل الامني
والاستخباري في صحيفة هآرتس، يوسي ميلمان، الذي أعد تقريراً مفصلاً عن العلاقات القائمة والمؤمّلة بين البلدين، كاشفاً جملة من التفاصيل، كانت حتى أمس خافية
عن الإعلام.
طبقاً لتقديرات إسرائيلية، يعمل في أنغولا المئات من رجال الأعمال الإسرائيليين، من بينهم تاجر الماس، هو ليف ليفايف، الذي يستحوذ على 18 في المئة من أسهم شركة
الماس الحكومية الانغولية، اندياما، ورجل الاعمال، حاييم بورو، الذي خدم طويلاً في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وتعمل في أنغولا مجموعة كبيرة من الشركات
الإسرائيلية العملاقة، من بينها شركة «غيلات» للاتصالات، وشركة «أشتروم» للمقاولات وشركة «إل آر» وغيرها.
أكبر الشركات الإسرائيلية العاملة في أنغولا اليوم، كما تشير هآرتس، هي شركة «ال آر»، التي تأسست عام 1985، ومركزها الرئيسي في مدينة هرتزيليا بالقرب من تل
ابيب، والمملوكة لثلاثة طيارين سابقين في سلاح الجو الإسرائيلي. ومعروف أن الشركة متوغلة جداً في انغولا، وتربطها علاقات وثيقة بدوائر القرار الانغولية، كما
أنها تلعب دور الوسيط في توريد انتاج الصناعات العسكرية الإسرائيلية الى انغولا. وبدأ توغلها فعلياً في تسعينيات القرن الماضي، مع ابرام صفقة توريد أسلحة إسرائيلية
شملت معدات ووسائل قتالية مختلفة، من بينها رادارات وطائرات غير مأهولة وطائرات مروحية، وغيرها. وبحسب هآرتس، فإن الطائرات الإسرائيلية غير المأهولة المباعة
لأنغولا ومنظومات الرادار المتطورة، تساعد الحكومة الأنغولية على الحد من عمليات تهريب الثروات الطبيعية للبلاد، وتحديداً الماس. وبحسب مصدر على صلة بصفقات
بيع الوسائل القتالية الإسرائيلية، فإن «ال آر»، باعت لواندا سلاحاً ومعدات أمنية بمئات الملايين من الدولارات في العقدين الماضيين، من بينها صفقة مثيرة للجدل،
شملت صورا صناعية حديثة ومتطورة جداً، يحظر في العادة بيعها.
ولا يقتصر دور «ال آر» على صفقات الأسلحة وتدريب القوات المسلحة الانغولية، بل تشمل مجالات اقتصادية مختلفة، إذ تعنى الشركة بمجالات الهندسة المدنية والمقاولات
والاتصالات وغيرها. ففي عام 2010، أبرمت الشركة مع الحكومة الأنغولية عقداً لبناء مئة الف وحدة سكنية. وفي عام 2009، حازت الشركة على عقد ثمين تؤمن بموجبه لشركة
انغولا تليكوم للاتصالات، برامج وخدمات مراقبة وحماية للشبكات الخلوية.
ويشدد مسؤول رفيع المستوى في الحكومة الأنغولية، بحسب تقرير هآرتس، على أن «لواندا تريد تركيز علاقاتها بإسرائيل على قاعدة متينة وندية، ونريد اتفاقات مع وزارة
الدفاع الإسرائيلية تحديداً، كتلك التي تربط إسرائيل بإسبانيا أو الولايات المتحدة، أي اننا لا نريد للعلاقات أن تتركز على الشركات الخاصة الإسرائيلية». وتنقل
هآرتس عن وزير شؤون الدولة في مكتب الرئاسة الانغولية، كارلوس بايغو، والذي يعد مؤثراً في القرارات الحكومية، أن «العلاقات مع إسرائيل جيدة، لكن بالإمكان تحسينها
أكثر، إذ نريد أن تستثمروا أيضا في قطاع الزراعة وشق الطرقات واعمال البناء وغيرها».
سفير إسرائيل السابق في انغولا، والمسؤول حاليا عن العلاقات الخارجية في وزارة البنى التحتية الإسرائيلية، ساغي كارني، يؤكد أن «العلاقات الدبلوماسية مع لواندا
ممتازة، والتعاون قائم وجاد بين البلدين». وبحسب كارني، تتركز الانشطة والتعاون الإسرائيليان مع انغولا في مجالات متعددة، من بينها تجارة الماس وتكنولوجيا المعلومات
والاتصالات، اضافة إلى الامن والطيران والزراعة والصحة والتعليم. يضيف أن «لدى انغولا إمكانات كبيرة جداً في مجالات مختلفة، وهي قادرة على تأمين فرص عمل واستثمار
جيدين، ومن هنا سنواصل التعاون في مختلف المجالات».
تكشف هآرتس أيضاً، وكعيّنة من توغل رجال الاعمال الإسرائيليين في انغولا، أن رجل الاعمال الإسرائيلي، موشيه بريتاش، المقيم في أنغولا منذ 14 عاما، يرتبط بعلاقات
وثيقة جدا بدوائر القرار في انغولا والاجهزة الأمنية فيها، مشيرة إلى انه لعب دور الوسيط في ابرام صفقات سلاح إلى لواندا مع شركات إسرائيلية، مثل شركة الصناعات
الجوية وشركتي سولتام وتاديران. وبحسب هآرتس، توسط بريتاش قبل عام لإبرام صفقة أسلحة ضخمة بين الطرفين، بلغت قيمتها مليار دولار أميركي.
(الأخبار)

http://www.al-akhbar.com

No comments:

Post a Comment