Thursday, July 28, 2011

مجلس التعاون يدين التعرّض لـ«اليونيفيل» واشنطن تحث لبنان على التنقيب سريعاً: النـزاع النفطي يعـالَج عبر الأمم المتحـدة
فيما يعود رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم، إلى بيروت، ليستكمل وتيرة الاجتماعات الوزارية، وخاصة ما يتعلق بالملف النفطي، توقف المراقبون عند زيارة السفيرة
الأميركية في لبنان مورا كونيللي للرئيس نبيه بري، أمس، ومبادرتها إلى إبلاغ الجانب اللبناني موقف الإدارة الأميركية المؤيد لمعالجة مسألة الحدود البحرية عبر
الأمم المتحدة، ومحاولتها في الوقت نفسه حث لبنان على عدم انتظار المعالجات القانونية والبدء فورا بأعمال التنقيب، متسائلة «لماذا لا يبدأ لبنان من جانبه بالعمل
للتنقيب عن النفط والغاز، كما فعلت إسرائيل، ريثما يتم حل مسألة المنطقة الحدودية البحرية المتنازع عليها»؟
ويعبر الموقف الأميركي، حسب المراقبين، عن توجه الادارة الأميركية لعدم جعل هذا الملف عنوانا لاشتباك دبلوماسي وأمني في المنطقة من جهة وعن حرص الشركات الأميركية
على توفير بيئة آمنة ومستقرة تجعلها قادرة على الفوز بالمناقصات المحتملة، كما فعلت شركة «نوبل انرجي» في الجانب الاسرائيلي.
في هذه الأثناء، واكبت تل أبيب التحقيقات الجارية في الاعتداء الذي تعرضت له الوحدة الفرنسية العاملة في اطار «اليونيفيل»، بمبادرة مسؤولين أمنيين إسرائيليين
الى اتهام «حزب الله» بالوقوف وراء الاعتداء، فيما كانت قيادة «القبعات الزرق» وأكثر من عاصمة أوروبية، تشيد بموقف «حزب الله» وتعاونه وكذلك بموقف الجيش والحكومة
اللبنانيين.
وأكد وزير الدفاع الوطني فايز غصن، بعد لقائه السفير الفرنسي دوني بييتون، ان «العلاقة بين الجيش و«اليونيفيل» صلبة ومتينة ولن تتمكن أصابع الغدر والارهاب من
زعزعتها»، مشددا على «استمرار التحقيقات ومتابعتها وصولا الى معرفة الفاعلين وتوقيفهم»، مضيفا «ان لبنان الذي تعهد حماية «اليونيفيل» لن يسمح بتسلل من يريد
تعريض الجنوب لأي خطر او مس السلم الاهلي في البلد وزعزعة ثقة اصدقاء لبنان به».
من ناحيته، أشار السفير الفرنسي الى «اهمية استمرار التعاون بين البلدين وتعزيزه»، مجددا دعم «بلاده استقرار لبنان وأمنه».
وفيما تجاهل «حزب الله» الاتهام الإسرائيلي له بالوقوف خلف استهداف «اليونيفيل»، كان اللافت للانتباه سعي دول «اليونيفيل» الى تظهير عدم ذهابها الى خطوات دراماتيكية
مرتبطة، ويعكس ذلك البيان الصادر عن الحكومة الاسبانية والذي وزعته السفارة في بيروت، وأدانت فيه الاعتداء على «اليونيفيل»، وكررت التزامها السلام والاستقرار
في لبنان والجنوب، حيث تقوم قوات «اليونيفيل» بدور أساسي لتحقيق ذلك» وأيضا مبادرة ايطاليا الى التخفيف من وقع قرارها بسحب 700 جندي وربط هذا القرار بأسباب
اقتصادية داخلية «ولا علاقة له بالاستهداف الذي تعرضت له قوات «اليونيفيل» مؤخرا، مع العلم ان القوة الايطالية الباقية (حوالى الف ضابط وجندي)، تعتبر قوة كبيرة
ورئيسية نسبة لمشاركة الدول الاخرى» كما تبلغ الرئيس بري من السفارة الايطالية في بيروت.
في غضون ذلك، استمرت التحقيقات في الاعتداء الاخير على الوحدة الفرنسية، وقالت مصادر التحقيق لـ«السفير» ان الجهات المعنية في الجيش اللبناني والقوى الامنية
اللبنانية قد استمعت الى افادات نحو إثنين وعشرين شخصا، ومن ثم أخلي سبيلهم، فيما تستمر محاولة الإجابة عن مجموعة من الأسئلة التي تحيط بالاعتداء، وخاصة لناحية
توقيته ومكانه، فضلا عن الأسلوب المعتمد في التفجير السلكي، ما قد يؤشر الى ان المنفذين أدركوا وجود وسائل تشويش على العبوات اللاسلكية في آليات «اليونيفيل»،
فقرروا اعتماد تقنية بدائية ولكن فاعلة...
وعلمت «السفير» ان اجتماعا عقد في مكتب رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد علي شحرور حضره ضباط من «اليونيفيل» وجرى البحث في ما بلغته التحقيقات
وفق بعض المعطيات الموجودة، كما جرى البحث في تأكيد التنسيق ما بين «اليونيفيل» والجيش، وتم الاتفاق على بعض الخطوات، ورجحت مصادر مطلعة ان يكون من ضمنها الاتفاق
على تغيير مسالك الانتقال التي تعتمدها القوات الدولية في تنقلاتها وخاصة ما بين الجنوب وبيروت.
وكانت الإذاعة الاسرائيلية قد بثت على موقعها الالكتروني امس ان مسؤولين أمنيين اسرائيليين يتهمون «حزب الله» اللبناني بالوقوف وراء التفجير الذي استهدف مساء
الثلاثاء قوة تابعة للقوات الدولية العاملة جنوب لبنان («اليونيفيل») قرب صيدا. واعتبر المسؤولون، وفقا لما بثته إذاعة العدو ان «هذا التفجير هو خطوة تحذيرية
من جانب «حزب الله» قبل النقاش المقرر إجراؤه في الامم المتحدة الشهر المقبل حول تمديد ولاية قوات «اليونيفيل» واحتمال توسيع صلاحيات هذه القوات».
وفي المواقف، ندد مجلس التعاون الخليجي أمس، بالاعتداء الذي استهدف «اليونيفيل»، وأصدر الامين العام للمجلس عبد اللطيف الزياني بيانا وصف فيه العمل بـ«الإجرامي
المشين»، مطالبا «جميع اللبنانيين بالوقوف صفا واحدا والمساعدة في الكشف عن الذين قاموا بهذا العمل الارهابي الجبان لتفويت الفرصة على كل من يريد العبث بأمن
لبنان واستقراره»، وجدد موقف دول مجلس التعاون «الثابت والرافض للارهاب ايا كان نوعه ومصدره ودوافعه».
من جهة ثانية، من المتوقع أن تتطرق جلسة الحكومة المقررة يوم الثلاثاء المقبل لموضوع التفجير الذي استهدف «اليونيفيل»، علما أنه تم أمس توزيع ملحق لجدول اعمال
جلسة مجلس الوزراء المقررة في القصر الجمهوري، بحيث أصبح عدد مجمل بنود الجدول نحو 161 بندا اداريا يتعلق بشؤون وظيفية ومالية (نقل اعتمادات) وعقارية وتنفيذ
أشغال طرق وكهرباء، وتعيين ونقل أساتذة في ملاك الجامعة اللبنانية، وقبول هبات وعقد اتفاقيات وسوى ذلك، لكن بند التعيينات الوحيد يتعلق بتعيين مدير عام الاستثمار
في وزارة الطاقة والمرشح له حسان بيضون.
وقال وزير الطاقة والمياه جبران باسيل لـ«السفير» إن هناك عشرة بنود على جدول الاعمال تتعلق فقط بوزارة الطاقة منها ما يتعلق بالكهرباء ومنها ما يتعلق بالمياه
اضافة الى ملء شغور، وقد انهينا ثلاث أوراق عمل أساسية حول تطوير الكهرباء والمياه وقطاع النفط ستحال تباعا الى مجلس الوزراء، ما يعني ان وزارة الطاقة ستقلع
اعتبارا من الاسبوع المقبل وما يليه، وكل جلسة سيكون فيها ما يفيد قطاع الطاقة. وأوضح باسيل انه انجز موازنة وزارته للعام 2011 ورفعها الى وزير المال ليضمنها
في مشروع الموازنة العامة.

No comments:

Post a Comment