Friday, July 15, 2011

الإستونيون السبعة يروون فترة الاعتقال:
الخاطفون متديّنون.. وتنقلنا بين لبنان وسوريا
الاستونيون لدى وصولهم الى تالين (أ ف ب)
استوني يعانق زوجته (أ ف ب)
بعد وصولهم إلى العاصمة الإستونية تالين على متن طائرة أقلتهم من بيروت، ولقائهم القصير بذويهم على أرض المطار، تحدث الإستونيون السبعة عن ظروف اختطافهم لـ 114
يوماً.
فبعد أقل من 24 ساعة على الإفراج عنهم، حطت الرحلة الخاصة التابعة لشركة طيران استونيا، في تالين وعلى متنها الإستونيون السبعة يرافقهم وزير خارجية بلادهم أورماس
بايت. وقال بايت لدى وصوله: «باتوا أحراراً منذ 24 ساعة. التقيت في بيروت رئيس الوزراء ووزير الخارجية خلال زيارتي القصيرة»، مشيرا إلى أن «التحقيق لم ينته
ونتعاون مع السلطات اللبنانية للعثور على جميع المجرمين الضالعين في عملية الخطف».
وأطلّ كل من كاليف كاوسار، واندريه بوك، وماديس بالوجا، وجان جاغوماجي، وبريت ريستيك، وأوغست تيللو، ومارتن متسبالو، بعد نحو أربعة أشهر على الصحافة الإستونية
في مؤتمر صحافي، مشيرين إلى أنه فور عبورهم للحدود السورية اللبنانية في 23 آذار الماضي، أحسوا بأنهم كانوا مراقبين. وكانوا قد عبروا حاجزاً للجيش اللبناني،
وقبل وصولهم إلى المدينة القريبة (زحلة) بنحو كيلومترين، صدمت سيارة الخاطفين اثنين منهم، بينما قام الخاطفون بضرب الثالث بباب تلك السيارة. «ثم قفز الخاطفون
من السيارة، وأمروا الجميع بالانبطاح أرضاً. ثم أتى الخاطفون بفان، وأجبرونا على الانتقال إليه بسرعة. وبقيت دراجاتنا الهوائية على قارعة الطريق، ثم انطلق بنا
الفان»، كما يقول جاغوماجي.
ويشير بالوجا إلى أن عملية الخطف كانت منظمة بدقة، «ارتعبت عندما رأيت كيف صدمت رفيقي السيارة، فذلك المشهد لم يمر عليّ من قبل. كل ذلك جرى بسرعة كبيرة. ولم
يعر الخاطفون أي انتباه لحركة السير على الطريق، فكان الناس في سياراتهم يبتعدون مذعورين بسرعة كبيرة»، كما يقول تيللو.
وأثناء عملية الخطف، تم استعمال السلاح، فقد أطلق أحد الخاطفين النار بين قدمي تيللو، الذي لم يمتثل لأوامر الخاطف بالانبطاح على الأرض، وحاول أن يدخل في نقاش
مع الخاطف، «هل كانوا متأكدين من أنهم يريدون اختطافنا؟ تبين لي أن ذلك مدبّر». وفي الفان، جرّد الخاطفون الإستونيين السبعة من هواتفهم الخليوية، لكن بقي هاتف
بالوجا معه. فكّر في أن يرسل لزوجته برسالة قصيرة عن عملية الخطف، لكنه عدل عن تلك الفكرة، لأنه فهم أن ذلك لن يصبّ في مصلحته.
بعد خطفهم، كان الإستونيون السبعة ينقلون «من مخبأ إلى آخر بين لبنان وسوريا»، كما يقدّر بالوجا أنها كانت ثلاثة أماكن مختلفة. وقد أقام المخطوفون فيها مع الخــاطفين،
معتبراً أن «لوجستيات الخاطفين كانت ممتازة، حيث لم تستطع لا السلطات السورية، أو اللبنانية أن تمارس الضغط عليهم». وكان السبعة طيلة فترة اختطافهم مع بعضهم
البعض، وقد احتجزوا من قبل ثمانية من الخاطفين. ويؤكد بالوجا على أنه لم يكن لدى الخاطفين أماكن محمية كافية، ليفرقوهم عن بعضهم البعض.
في المؤتمر الصحافي بدا الإستونيون السبعة مرتاحين يتبادلون النكات ويتمازحون، إلا أنه أثناء فترة الخطف حدثت مواقف أرعبتهم على حد تعبيرهم وأحسوا بخطر على
حياتهم. ففي الأسبوع الثاني على اختطافهم، على حد تعبير جاغوماجي، «حدث أمر مخيف جداً. فقد دخل علينا الخاطفون ومعهم أسلحة آلية. وقالوا إن وسائل الإعلام تعمّم
أن بيننا أربعة من اليهود. وطلب الخاطفون بمعرفة من هم هؤلاء من بيننا». يضيف جاغوماجي: «لقد كانت لحظات مرعبة، لم يكن بين أيدينا ما يثبت بأننا لسنا من اليهود.
فطلبنا منهم أن ينظروا إلى وجوهنا ويتبينوا من أسمائنا أننا لسنا كذلك. وقد صدّقونا».
وكانت ظروف معيشة الإستونيين أثناء اختطافهم متواضعة، لكنهم لم يشعروا بالجوع. ففي الجبال تم احتجازهم في مخزن معدني له باب وشباك، مساحة أرضه 12 متراً مربعاً.
ولم يكن يصلهم ضوء الشمس إلا حين يسمح الخاطفون بفتح الشباك. يقول بالوجا: «تعمّدنا عدم التحدث مع بعضنا البعض أثناء أداء الخاطفين للصلاة، وألا نحدث أي صوت.
هم لم يمنعونا من الكلام. لكننا آثرنا أن نتصرف بصفتنا ضيوفاً». ويلفت جاغوماجي إلى أن الخاطفين «كانوا جدّ متدينين، وكانوا يودون لو أننا اعتنقنا الإسلام،
لكن ذلك لم يحدث».
وعما كان يحدث حولهم في العالم أثناء فترة اختطافهم، فهم بالكاد كانوا يعرفون الأخبار. والمعلومات الوحيدة التي وصلتهم هي عبر مقابلة إذاعية باللغة الإنكليزية
لوزير خارجية بلادهم أورماس بايت مع محطة إذاعية لبنانية. فيما كان الخاطفون ينقلون إليهم بعض المعلومات. ولم يعرفوا بإمكانية إطلاقهم، إلا بعد اليوم الثمانين
على اختطافهم، حيث كان الخاطفون يمنحونهم الأمل حينذاك عبر قولهم «كل شيء سينتهي خلال يوم، أو يومين أو ثلاثة».
أما المعلومة الأخيرة حول إطلاقهم، فقد عرفوا بها عند الأولى والنصف من ليل أمس الأول، أي قبل ساعات من العملية الأمنية التي تمت في سهل الطيبة، ووفق تعبيرهم،
تم نقلهم «بواسطة سيارة من سوريا إلى لبنان»، وتركوا في منطقة خالية. وصلوا إلى تلك المنطقة في الرابعة فجراً. أعطاهم الخاطفون هاتفاً محمولاً ورقماً استونياً،
أمروهم بالاتصال به عندما يحلّ الفجر. ثم غادر الخاطفون. وبالفعل، انتظر الإستونيون السبعة حلول الفجر، ليجروا الاتصال. («السفير»)

No comments:

Post a Comment