Thursday, July 28, 2011

> إسرائيل: حزب اللّه استهدف اليونيفيل

إسرائيل: حزب اللّه استهدف اليونيفيل

بعد يومين على التفجير الذي تعرضت له دورية من الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن قوات اليونيفيل، دخلت إسرائيل على الخط، لتوجه الاتهام إلى حزب الله بالوقوف خلف
العملية. واستعادت إسرائيل لغة الحسرة على «خدعة» القرار 1701

اذا كان من شيء يتعلق بنتائج حرب تموز عام 2006، ويُجمع عليه الاسرائيليون، فهو القرار 1701. مع ذلك، تتطابق آراء القوى السياسية في اسرائيل على عدّه «شي فاشل».
من هنا سعت تل أبيب منذ صدور القرار، وما زالت، الى تغيير قواعد اشتباك القوة الدولية أو تجاوزها، بما يدفع إلى التضييق على المقاومة في جنوب لبنان.
وفي محاولة منها لتوجيه بوصلة الاتهامات نحو حزب الله، دخلت إسرائيل أمس على خط عملية التفجير التي استهدفت الكتيبة الفرنسية جنوب صيدا الثلاثاء الماضي، إذ
عبرت مصادر أمنية إسرائيلية عن تقديرها بأن حزب الله يقف وراء التفجير لـ«التأثير على قرار التمديد لقوات اليونيفيل، التي تعمل على منع العمليات الارهابية»
في جنوب لبنان.
وذكر موقع «واللا» الالكتروني الواسع الانتشار في إسرائيل أن تقدير المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يشير إلى أن «حزب الله يضغط على قوات اليونيفيل عبر استهدافها
بعبوات تفجيرية، وذلك قبل موعد التمديد لهذه القوات في مجلس الأمن». وبحسب مصادر أمنية إسرائيلية فإن «الحوادث التي وقعت في منطقة جنوب لبنان، تثبت صحة هذا
التقدير».
وقالت المصادر الاسرائيلية ان «حزب الله هو المسؤول عن الهجوم على الكتيبة الفرنسية، رغم انه لم يعمد الى تنفيذ الهجوم بنفسه، بل أرسل متعهداً ثانوياً لتنفيذه،
الأمر الذي يشير إلى أنه لا يريد ترك آثار تدل على تورطه في الهجوم»، مشيرة إلى أن «الكتيبتين الايطالية والفرنسية، العاملتين في منطقة صيدا، تنفذان مهامهما
بمستوى مهني، على النقيض من الكتائب الأخرى العاملة في نطاق اليونيفيل، ومن شأن ذلك ان يؤثر سلباً على تحرك عناصر حزب الله في الجنوب، ومحاولات نقل وسائل قتالية».
وأضافت المصادر الاسرائيلية أن «حزب الله يريد من هذا النوع من العمليات، الحؤول دون احداث تغيير في صلاحيات اليونيفيل، وذلك قبل جلسة التمديد المتوقع عقدها
في شهر آب المقبل»، مشيرة الى انهم «في اسرائيل يتوقعون وقوع مزيد من العمليات المشابهة التي تستهدف القوات الدولية في جنوب لبنان، قبيل انعقاد جلسة التمديد
المرتقبة».
واشار مراسل الشؤون العسكرية في موقع «واللا»، أمير بوخبوط، الى أن «حزب الله ينجح منذ حرب لبنان الثانية عام 2006 في زيادة ترسانته من الوسائل القتالية والذخائر،
اضافة الى زيادة وتيرة ومستوى التدريبات العسكرية». لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن «ذلك يأتي في موازاة تعرض حزب الله لضغوط، على خلفية ما يجري في سوريا، والمشاكل
السياسية في لبنان، وأيضاً بسبب قوات اليونيفل، التي تعرقل نشاطه العسكري في جنوب لبنان، استعداداً منه لإمكان شن اسرائيل هجوم عسكري في المستقبل». وبحسب بوخبوط،
فإن «مهمة القوات الدولية هي منع مرور مسلحين وتنفيذ عمليات إرهابية في جنوب لبنان حتى الخط الأزرق، وهو خط الحدود الدولية بين إسرائيل ولبنان».
يشار في السياق، إلى أن أصواتاً إسرائيلية مسؤولة، أعربت في الايام القليلة الماضية عن كون القرار 1701 لم يكن فعالاً، وأن قوات اليونيفيل تعقد صفقات مع حزب
الله، اذ أكد نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية، الوزير سيلفان شالوم، للإذاعة الاسرائيلية قبل ايام (12/07/2011)، ان «القرار 1701، لم يؤدّ إلى التغيير الذي أردناه
في إسرائيل، بل من وجهة النظر السياسية، فان القرار تلاشى تماماً». أما تسيبي ليفني، التي شغلت خلال حرب تموز 2006 منصب وزيرة الخارجية الاسرائيلية، فقالت إن
«الجميع، بما يشمل المسؤولين العسكريين، يجمعون على امر واحد، وهو ان القرار 1701 كان حيلة مكّنت من انهاء الحرب بمشاركة من العالم كله، لكنه لم يؤد الى تغيير
في جنوب لبنان ولم يمنع نقل السلاح. فكان على إسرائيل ان تقبل به، لأن الخيار البديل في حينه، كان البقاء في لبنان والتمرغ من جديد في الوحل اللبناني، حيث إن
النتيجة ستكون سيئة جداً».
من جهته، أكد مندوب إسرائيل السابق لدى الأمم المتحدة، والذي شغل في الماضي منصب كبير مستشاري رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، دوري غولد، أن لا جدوى
من وجود اليونيفيل في جنوب لبنان. وقال: «كان لدى إسرائيل الكثير من الآمال حول مهمة اليونيفيل، لكن للأسف، لم تستطع هذه القوات تحقيق شيء». أضاف: «اعتقدوا
في إسرائيل أن القوات الدولية ستكون مع أسنان، وجرى تعزيزها بقوات أوروبية، لكننا في النهاية لم نر قوة فعالة، وما نعرفه أن هذه القوات تتصل بحزب الله، بل وتعقد
صفقات معه». وتحدث غولد عن مهمة اليونيفيل كما أرادتها «إسرائيل» وما آلت اليه، إذ يقول ان «مهمة اليونيفيل حالياً هي البقاء، لا أكثر. فليس لديهم قوة كافية
أو سلاح كافٍ، وهم يواجهون منظمات إرهابية أو ميليشيات مستعدّة لقتل قوّات حفظ السلام، لذلك يقومون بعقد صفقات مع حزب الله»، اما لجهة ما ارادته اسرائيل فلم
يحصل، إذ يقول: «لقد تحدثوا عن اليونيفيل الجديدة بعد حرب لبنان الثانية، تحدّثوا عن قوة أوروبية متطورة محسّنة، لا عن جنود فقراء يأتون من أفريقيا حيث إنهم
مع قليل من البقشيش يساعدون حزب الله».
(الأخبار)

http://www.al-akhbar.com

No comments:

Post a Comment