Tuesday, August 2, 2011

> 14 آذار في محنتها: محكمة حزب اللّه نهايته

14 آذار في محنتها: محكمة حزب اللّه نهايته
يترأس جعجع فريق الصقور الذي يبحث عن استراتيجيات جديدة (أرشيف)

14 آذار في مأزق حقيقي. قادة هذا الفريق بدأوا بإدراك
الأمر. في قراءاتهم للواقع العربي والدولي، يُدركون أنه لم يعد لديهم أي حليف يستطيعون الاتكال عليه. لكنّهم يعزّون أنفسهم بأن فريق 8 آذار يُعاني أيضاً، ووضعه
ربما كان أصعب من وضعهم

ثائر غندور

يعقد عدد من قادة قوى 14 أذار اجتماعات شبه دورية لبحث مستقبل فريقهم السياسي. يلتقي صقور هذا الفريق في محاولات لإيجاد استراتيجيّات جديدة. هم رئيس الحكومة
الأسبق فؤاد السنيورة، ونادر الحريري مدير مكتب رئيس الحكومة السابق سعد الحريري إضافة إلى محمد شطح، مستشار الحريري، ورئيس اللجنة المركزيّة في حزب الكتائب
النائب سامي الجميّل، والنائب نهاد المشنوق، ورئيس الهيئة التنفيذيّة في القوات اللبنانيّة سمير جعجع، ومنسّق الأمانة العامّة لقوى 14 آذار فارس سعيد.
يتعمّق النقاش ويتشعّب، لكنّه لم يصل بعد إلى نتيجة نهائيّة، بل لا يزال البحث قائماً. يبدأ النقاش من قراءة الواقع العربي، حيث الثورات العربيّة حيّدت حلفاء
هذا الفريق الاستراتيجيين عن أداء أي دور إقليمي، إمّا بسبب سقوط النظام في حالة مصر، أو بسبب «رُهاب التغيير» في حالة دول مجلس التعاون الخليجي، كما يقول أحد
الذين يُشاركون في هذه الاجتماعات؛ «باستثناء دولة الجزيرة»، يُضيف الرجل ذاته مبتسماً. فالإمارات العربيّة المتحدة تتراجع خطوات كثيرة إلى الوراء، وهي لا ترغب
في سقوط أي نظامٍ أو حتى انهيار شركة. هو ببساطة الخوف من التغيير. أمّا السعوديّة، وهي الداعم الأوّل والأساسي لفريق 14 آذار، فباتت «خارج أي لعبة إقليميّة»،
بحسب وجهة نظر حلفائها في لبنان. «هي إمّا لا تُريد أو إنها لا تقدر».
في هذا السياق، يُشير أحد المشاركين في هذه الاجتماعات إلى أن السعوديّة توقفت عن دفع أي مبلغٍ مالي في لبنان منذ أحداث 7 أيّار 2008، «صدّق أو لا تُصدّق».
وعندما تُحاجج محدّثك مذكّراً بمئات الملايين من الدولارات التي دُفعت في الانتخابات النيابيّة في صيف عام 2009، لا ينفي دفع هذه الأموال، بل يؤكّد أنها من
جيب سعد الحريري.
ومن أسباب تراجع دور السعوديّة، بحسب قوى 14 آذار، المشكلة الداخليّة التي يعيشها النظام، وعجزه عن تغيير الحكومة منذ آذار الماضي عندما اتخذ القرار بالتغيير.
إضافةً إلى عدم قدرة هذا النظام على إيجاد آليّة لتداول السلطة بين أحفاد مؤسس المملكة الوهّابيّة؛ إذ إن أصغر إخوة الملك (المرشحين لخلافته) يبلغ 87 عاماً
من عمره. والملك يُعاني وضعاً صُحيّاً معقّداً، «وقد بُني قصر ـــــ مستشفى له في المغرب، ليذهب إليه بعد عودته من رحلته العلاجيّة المقبلة إلى الولايات المتحدة
الأميركيّة». أمّا ولي العهد، الأمير سلطان، فإنه دخل في غيبوبة وخرج منها منذ فترة. لكنه، منذ زمنٍ غير قليل، غير قادر على الإتيان بأي نشاط يُذكَر، باستثناء
التقاط صور له مع بعض زوار المملكة لأهداف سياسية لا أكثر. أمّا الحليف الأساسي الآخر لقادة ثورة الأرز، أي الولايات المتحدة الأميركية، فهو مشغول بمشكلاته
الداخلية والخارجية، بدءاً من أزمة الديون، وصولاً إلى أفغانستان، وبينهما ترتيب البقاء في العراق أو الانسحاب منه.
ماذا عن أوروبا؟ يعرف قادة 14 آذار أن أملهم الوحيد بات في فرنسا وبريطانيا، بعد تقدّمهما لاستعادة موقعيهما في المنطقة العربيّة في ظلّ التراجع الأميركي. لكنّهم
يُدركون أن هذه الدول تُعاني أزمات أيضاً، أبرزها التخبّط في ليبيا. أمّا تركيا، في رأي بعض المسؤولين في قوى 14 آذار، فلم تستطع إمبراطوريّتها الصاعدة أن تجد
طريقة تفاهم مع السعوديّة ومصر للولوج عبرهما إلى القضايا العربية، «أمّا المدخل السوري الذي كان معتمداً فلم يعد صالحاً».
ما العمل؟ يعرف قادة 14 آذار أنهم لم يصلوا إلى نتيجة نهائيّة بعد، لكنّ هناك بعض الأمور التي بدأت بالتبلور. وتنطلق هذه الأمور، من اقتناع عند هؤلاء بأن مشكلة
فريق 14 آذار ليست أسوأ من مشكلة 8 آذار، بل هي أسهل؛ لأنها ببساطة «ليست مسألة وجود، بل إن حزب الله هو الذي يواجه أزمة وجود». لكن بحسب أحد المشاركين في لقاءات
قادة 14 آذار، بات هذا الفريق يُدرك أن عليه تنظيم صفوفه بجدية، لأن التماسك الذي يبدو على فريق 8 آذار هو نتيجة وجود قيادة صلبة لهذا الفريق تتمثّل في حزب
الله. وبالتالي لا يبدو التشرذم على هذا الفريق مثلما يبدو على 14 آذار. إضافة إلى ما تقدم، ثمة أمر آخر ترى قوى 14 آذار أنه لمصلحتها، هو صدور القرار الاتهامي.
«وعلى جماعتنا إدراك هذه الحقيقة والتصرّف على أساسها»، يقول أحد المشاركين، مضيفاً أن صدور القرار الاتهامي يعني الانتقال من معركة المحكمة الدوليّة وضمان
تمويلها وسبل حياتها إلى معركةٍ أخرى.
لذلك، فإن هذا الفريق، يدرس اليوم كلّ الأوراق التي يملكها، وكيف يُمكن التصرّف فيها. وإحدى هذه الأوراق هي توقيت عودة سعد الحريري واستخدامه في عمليّة شدّ
العصب وتوحيد الجمهور؛ لأن الحريري هو من الأسلحة الثقيلة جداً. وعند الحديث عن الحريري، تقفز أزمته الماليّة وحدها إلى النقاش. يُقلّل مَن في 14 آذار مِن أهميّتها؛
لأنها باختصار أزمة سيولة برأيهم، هي عبارة عن «ملياري دولار دين مقابل أملاك آل الحريري التي تصل إلى ما يُقارب 14 مليار دولار. وبالتالي، الحريري قادر على
إدارة أزمته، والشركة الأكبر في مؤسسات الحريري، أي سعودي أوجيه، لديها مشاريع بعشرات مليارات الريالات السعوديّة».
أمّا في ما يخصّ خسائر فريق 8 آذار وأزمته، فيقول الآذاريّون إن خصومهم يُعانون أزمات أكثر قسوة من الأزمات التي يعيشونها هم. تبدأ «هذه الكوارث من سوريا، حيث
يُواجه النظام ثورة لا يبدو أن أحداً يعرف كيف ستتجه الأمور فيها». لكنّ ذلك ينعكس حكماً بنحو سلبي على فريق 8 آذار.
أمّا التحدي الثاني الذي يعيشه هذا الفريق، فهو حالة النكران تجاه القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الدوليّة؛ «فاليوم هناك قيادات رفيعة في حزب الله متهمة
باغتيال رفيق الحريري. هذا حدث فعلاً. هذا ليس تحليلاً. هم متهمون، ومن المفترض أن يصدر في تشرين الأوّل أو في تشرين الثاني القرار الاتهامي في جرائم اغتيال
الأمين العام الأسبق للحزب الشيوعي جورج حاوي ومحاولتي اغتيال النائب مروان حمادة والوزير السابق إلياس المرّ». وبحسب قوى 14 آذار، فإن القرار الجديد سيتضمّن
المزيد من الأسماء، «وهي قد تكون أسماء سياسيين في فريق 8 آذار».
من هنا، البعض في 14 آذار يرى أن معركة حزب الله اليوم هي معركة وجوده. أمّا قوى 14 آذار، فإنها لا تخوض هذا النوع من المعارك، بل إنها إذا خسرت سياسياً فلا
تنتهي في كونها قوى تقليديّة، «بل قد تخسر بعضاً من وجودها السياسي». لذلك، برأي بعض قوى 14 آذار، على حزب الله الذهاب إلى طاولة الحوار، وتحييد الملفّات الصراعيّة
عن الحكومة، «وهو إذا لم يذهب إلى الحوار اليوم طوعاً لبحث الحلّ النهائي لسلاحه، فإنه سيذهب لاحقاً، لكن بعد أن تكون الأمور قد وصلت إلى حدودٍ سياسيّة حادة».

الاخبار

No comments:

Post a Comment