Wednesday, August 3, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الخميس 04 آب/أغسطس 2011
الخميس الثامن من زمن العنصرة

في الكنيسة المارونيّة اليوم : خوري أرس المعترف

إنجيل القدّيس لوقا .23-14:11
وَكانَ يَسُوعُ يُخْرِجُ شَيْطَانًا أَخْرَس. فَلَمَّا أَخْرَجَ الشَّيْطَانَ تَكَلَّمَ الأَخْرَس، فَتَعَجَّبَ الجُمُوع.
وَقالَ بَعْضُهُم: «إِنَّهُ بِبَعْلَ زَبُول، رَئِيسِ الشَّيَاطِين، يُخْرِجُ الشَّيَاطِين».
وَكانَ آخَرُونَ يَطْلُبُونَ مِنْهُ آيَةً مِنَ السَّمَاءِ لِيُجَرِّبُوه.
أَمَّا يَسُوعُ فَعَلِمَ أَفْكَارَهُم وَقَالَ لَهُم: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ تَنْقَسِمُ عَلى نَفْسِها تَخْرَبْ، فَيَسْقُطُ بَيْتٌ عَلَى بَيْت.
وَإِنِ ٱنْقَسَمَ الشَّيْطَانُ أَيْضًا عَلَى نَفْسِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُم تَقُولُون: إِنِّي بَبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين.
وَإِنْ كُنْتُ أَنا بِبَعْلَ زَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَأَبْنَاؤُكُم بِمَنْ يُخرِجُونَهُم؟ لِذلِكَ فَهُم أَنْفُسُهُم سَيَحْكُمُونَ عَلَيكُم.
أَمَّا إِنْ كُنْتُ أَنَا بِإِصْبَعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِين، فَقَدْ وَافَاكُم مَلَكُوتُ الله.
عِنْدَمَا يَحْرُسُ القَوِيُّ دَارَهُ وَهُوَ بِكَامِلِ سِلاحِهِ، تَكُونُ مُقْتَنَيَاتُهُ في أَمَان.
أَمَّا إِذَا فَاجَأَهُ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ وَغَلَبَهُ، فَإِنَّهُ يُجَرِّدُهُ مِنْ كَامِلِ سِلاحِهِ، الَّذي كَانَ يَعْتَمِدُ عَلَيْه، وَيُوَزِّعُ غَنَائِمَهُ.
مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لا يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُبَدِّد.


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس أميديوس اللوزانيّ (1108 - 1159)، راهب سِستِرسيانيّ ثمّ أسقف
عظة مريميّة
إصبع الله
"لتكن يدك نصرةً لي" (مز119 (118): 173). إنّ مَن ندعوه يدَ الله هو ابن الآب الوحيد، هو الذي به خَلق كلّ شيء. هذه اليد عملت عندما تجسّدت، ليس فقط بدون أن تتسبّب في أيّ جرح لأمّها، ولكن أيضًا، حسب شهادة النبيّ، بحملها آلامنا واحتمالها أوجاعنا (أش53: 4).

بالتأكيد، هذه اليد المملوءة بأدوية متنوّعة، قد شفت كلّ مرض. لقد أزالت جميع أسباب الموت، وأقامت أمواتًا، وحطّمت أبواب الجحيم؛ لقد ربطت القويّ ونزعت منه سلاحه (لو11: 22)؛ لقد فتحت السماء، ونشرت روح المحبّة في قلب ذويها. هذه اليد تحرّر المسجونين وتفتح عيون العميان؛ إنّها تُنهض مَن سقط؛ هي تحبّ الأبرار وتحفظ الغرباء، وتستقبل اليتيم والأرملة. إنّها تساعد مَن يتعرّض إلى التجربة على عدم الوقوع فيها؛ إنّها تعضد بمواساتها المتألّمين، وتعيد البهجة إلى المنكوبين وتحفظ في ظلّها المعذّبين؛ إنّها تكتب لمَن يرغب في التأمّل في شريعتها، إنّها تلمس قلوب المصلّين وتباركهم، وتثبّتهم في المحبّة من خلال اتّصالها بهم؛ إنّها تجعلهم يتقدّمون ويثابرون في عملها. وأخيرًا، إنّها تقودهم إلى الوطن؛ إنّها تعيدهم إلى الآب.

فهي إذا كانت قد صارت جسدًا، فلكي تجذب الإنسان من خلال الإنسان الأوحد، لكي تعيد بحبّها الخروف الضالّ إلى الآب الكلّي القدرة وغير المنظور. بما أنّ هذا الخروف قد سقط "في الجسد" لأنّه ترك الله، فكان من الضروريّ أن تأتي تلك اليد التي صارت إنسانًا لترفعه "من جسده" وتعيده إلى الآب، بروح المحبّة.

No comments:

Post a Comment