Monday, August 8, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الاثنين 08 آب/أغسطس 2011
الاثنين التاسع من زمن العنصرة

في الكنيسة المارونيّة اليوم : مار دومنيك المعترف - مار كسيسطوس الثاني بابا روما الشهيد

إنجيل القدّيس لوقا .36-33:11
لا أَحَدَ يَشْعَلُ سِرَاجًا، وَيَضَعُهُ في مَكانٍ مَخْفِيّ، وَلا تَحْتَ المِكْيَال، بَلْ عَلَى المنَارَة، لِيَرَى الدَّاخِلُونَ النُّور.
سِرَاجُ الجَسَدِ هُوَ العَين. عِنْدَمَا تَكُونُ عَيْنُكَ سَلِيمَة، يَكُونُ جَسَدُكَ أَيْضًا كُلُّهُ نَيِّرًا. وَإِنْ كَانَتْ سَقِيمَة، فَجَسَدُكَ أَيْضًا يَكُونُ مُظْلِمًا.
تَنَبَّهْ إِذًا لِئَلاَّ يَكُونَ النُّورُ الَّذي فِيكَ ظَلامًا.
إِذاً، إِنْ كانَ جَسَدُكَ كَلُّهُ نَيِّرًا، وَلَيْسَ فِيهِ جِزْءٌ مُظْلِم، يِكُونُ كُلُّهُ نَيِّرًا، كَمَا لَوْ أَنَّ السِّراجَ بِضَوئِهِ يُنيرُ لَكَ».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس مكسيمُس المُعترف (حوالى 580 - 662)، راهب ولاهوتي
السؤال 63 إلى تلاسيوس
"كَلِمَتُكَ مِصْباح لِقَدَمي ونورٌ لِسَبيلي" (مز119(118): 105)
المصباح فوق المنارة، هو ربّنا يسوع المسيح، نور الآب الحقيقيّ، "الذي يُنيرُ كُلَّ إِنْسان، والآتي إِلى العالَم" (يو1: 9). وبعبارة أخرى، هو حكمة الآب وكلمته؛ وبعد أن قَبِل طبيعتنا البشريّة، أصبح فعلاً "مصباح" العالم ودُعي كذلك. ونحن نبتهل ونسبّح له في الكنيسة بإيماننا وخشوعنا. وهكذا، يصبح مرئيًّا من جميع الأمم، "فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت"، أي للعالم أجمع، كما قال: "ولا يُوقَدُ سِراجٌ وَيُوضَعُ تَحْتَ المِكيال، بل عَلى المَنارَة، فَيُضِيءُ لِجَميعِ الَّذينَ في البَيْت" (متى5: 15).

ونلاحظ أنّ المسيح يدعو نفسه سراجًا. هو الله بطبيعته، فقد أصبح إنسانًا في مشروع الخلاص، ونورًا محتوىً في الجسد كما في إناء... هذا ما كان يفكّر فيه داود عندما قال: "كَلِمَتُكَ مِصْباح لِقَدَمي ونورٌ لِسَبيلي" (مز119(118): 105). مخلّصي وإلهي يُسمّى مصباحًا في الكتاب المقدّس لأنّه يبدّد ظلمات الجهل وشرّ البشر. وبما أنّه الوحيد القادر على تبديد ظلمات الجهل والخطيئة، فقد أصبح طريق الخلاص للجميع. فهو يقود إلى الآب كلّ مَن، مِن خلال المعرفة والفضيلة، يسير معه على طريق الوصايا كما على طريق العدالة.

والمنارة هي الكنيسة المقدّسة، لأنّ كلمة الله يشعّ من خلال عملها التبشيريّ. وهكذا، تستطيع أشعّةُ حقيقته أن تُنير العالم كلّه... ولكن بشرط واحد، وهو ألاّ تُخفى تحت حَرفيّة الشريعة. فكلّ مَن يتمسّك بِحَرفيّة الشريعة وحدها، يعيش بحسب الجسد ويضع السراج تحت المكيال. أمّا الكنيسة، فهي على المنارة، وتنير البشر أجمعين.







No comments:

Post a Comment