Saturday, August 20, 2011

الإنجيل اليومي بحسب الطقس الماروني
يا ربّ، إِلى مَن نَذهَب وكَلامُ الحَياةِ الأَبَدِيَّةِ عِندَك ؟
(يوحنا 6: 68)

الأحد 21 آب/أغسطس 2011
الأحد الحادي عشر من زمن العنصرة: توبة زكّا العشّار


إنجيل القدّيس لوقا .10-1:19
ثُمَّ دَخَلَ أَرِيْحا وَبَدأَ يَجْتَازُها،
وإِذَا رَجُلٌ ٱسْمُهُ زَكَّا، كانَ رَئِيسًا لِلْعَشَّارِينَ وَغَنِيًّا.
وكَانَ يَسْعَى لِيَرَى مَنْ هُوَ يَسُوع، فَلَمْ يَقْدِرْ بِسَبَبِ الجَمْعِ لأَنَّهُ كانَ قَصِيرَ القَامَة.
فَتَقَدَّمَ مُسْرِعًا وَتَسَلَّقَ جُمَّيْزَةً لِكَي يَرَاه، لأَنَّ يَسُوعَ كانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُرَّ بِهَا.
وَلَمَّا وَصَلَ يَسُوعُ إِلَى المَكَان، رَفَعَ نَظَرَهُ إِلَيْهِ وقَالَ لَهُ: «يَا زَكَّا، أَسْرِعْ وٱنْزِلْ، فَعَلَيَّ أَنْ أُقِيمَ اليَومَ في بَيْتِكَ».
فَأَسْرَعَ وَنَزَلَ وٱسْتَقْبَلَهُ في بَيْتِهِ مَسْرُورًا.
وَرَأَى الجَمِيعُ ذلِكَ فَأَخَذُوا يَتَذَمَّرُونَ قَائِلين: «دَخَلَ لِيَبِيتَ عِنْدَ رَجُلٍ خَاطِئ».
أَمَّا زَكَّا فَوَقَفَ وَقَالَ لِلرَّبّ: «يَا رَبّ، هَا أَنَا أُعْطِي نِصْفَ مُقْتَنَياتِي لِلْفُقَرَاء، وَإنْ كُنْتُ قَدْ ظَلَمْتُ أَحَدًا بِشَيء، فَإِنِّي أَرُدُّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَضْعَاف».
فقَالَ لَهُ يَسُوع: «أَليَومَ صَارَ الخَلاصُ لِهذَا البَيْت، لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ هُوَ أَيْضًا ٱبْنٌ لإِبْرَاهِيم.
فإِنَّ ٱبْنَ الإِنْسَانِ جَاءَ لِيَبْحَثَ عَنِ الضَّائِعِ وَيُخَلِّصَهُ».


النصوص مأخوذة من الترجمة الليتُرجيّة المارونيّة - إعداد اللجنة الكتابيّة التابعة للجنة الشؤون الليتورجيّة البطريركيّة المارونيّة (طبعة ثانية – 2007)



تعليق على الإنجيل:

فيلوكسين المَنبِجيّ (؟ - نحو 523)، أسقف في سوريا
العظة الرابعة
"يا زَكَّا انزِلْ على عَجَل، فيَجِبُ عَلَيَّ أَن أُقيمَ اليَومَ في بَيتِكَ"
نادى ربّنا زكّا من الجمّيزة التي صعد إليها، فسارع زكّا بالنزول عنها واستقبله في بيته. وكان ذلك لأنّه كان يتمنّى، قبل أن يناديه الربّ يسوع، أن يراه ويكون تلميذه. إنّه لأمرٌ رائع أن يؤمن بالربّ بدون أن ينتظر أن يخاطبه الربّ، وبدون أن يراه بعينَيّ الجسد، بل آمَنَ به ببساطة عن طريق كلام الآخرين. الإيمان الذي كان عنده، كان محفوظًا بحياته وصحّته. وظهر هذا الإيمان عندما آمن بربّنا لحظة علمه بوصوله. وظهرت بساطة إيمانه عندما وعد بإعطاء نصف أملاكه للفقراء، وبردّ المال أربعة أضعاف للذين ظلمهم.

في الواقع، لو لم تكن روح زكّا مليئة بالتواضع الملائم للإيمان، لما كان قطع هذا الوعد ليسوع، ولما كان صرف ووزّع في وقت قليل ما جمعه خلال سنوات من العمل. لقد وزّعت البساطة في كلّ الاتّجاهات ما جمعته الحيلة، وشتّتت نقاوة الروح ما اكتسبه الخداع، وتنازل الإيمان عمّا حصل عليه وامتلكه الظلم وأعلن أنّه لا يخصّه.

لأنّ الله هو الخير الوحيد للإيمان، فإنّ الإيمان يرفض أن يمتلك خيرات أُخرى غيره. لا أهميّة للخيرات وحدها بدون الخير الوحيد الأزلي الذي هو الله. لقد تلقّينا الإيمان فينا حتّى نجد الله ولا نملك غيره، وحتّى نرى أنّ كلّ ما يخرج عنه غير نافع.







No comments:

Post a Comment